تَزخر قرية "شقرا" التابعة لمنطقة "ازرع"، بالعديد من الآثار والأوابد التاريخية، التي تعود إلى أزمنة وحقب تاريخية مختلفة، أبرزها قصر"بنت الملك".

وحول المواقع الأثرية في قرية "شقرا" تحدث السيد "باسل الجهماني" رئيس دائرة آثار "ازرع" بتاريخ 13/7/2011 لموقع "eDaraa" قائلاً: «يوجد في القرية العديد من الآثار التي يعتقد أنها تعود للفترات الرومانية والبيزنطية والإسلامية، كالبرج والكنيسة القديمة والأديرة والقصور والمساكن والبرك والآبار والعيون المائية والمدافن.

قامت دائرة آثار "درعا" بترميمه عن طريق فك وإعادة تركيب حجارة القسم العلوي المتصدع للبرج، وتقديم وتركيب حجارة لزوم أعمال الواجهات الحجرية الأربع، وترحيل الحجارة القديمة من أرضية البرج، بالإضافة إلى تقديم وتركيب حجارة لرتق الفجوات الداخلية في القسم الوسطي للبرج بتكلفة إجمالية بلغت /300/ ألف ليرة سورية

إضافة لبقايا أساسات وأبنية أخرى منتشرة فيها من جهة الشمال والشرق والجنوب، ما يدل على أن القرية ذات مركز حضاري متميز».

السيد باسل الجهماني

وعن قصر "بنت الملك" أو ما يسمى "برج شقرا" يقول "الجهماني": «يعد من أبرز الشواهد على الحضارات التي قامت في هذه المنطقة، إذ يعود تاريخه للعصر الروماني، لكن أجريت عليه العديد من الإضافات والإصلاحات في الفترة الإسلامية، وكان يسمى سابقاً من قبل العامة باسم قصر "بنت الأمير جروان بن ناصر".

ويقع على تلة قديمة وسط القرية، وعلى بعد /1,5/ كم من اوتستراد "دمشق- درعا" حالياً، وهو عبارة عن بناء مؤلف من أربعة طوابق، مربع الشكل تبلغ أبعاده حوالي /8,4/ أمتار/، وارتفاعه حوالي /8,5/ أمتار.

السيد منير الذيب

يحتوي الطابق الأول على أربعة عقود من القناطر تفتح على كافة الجهات، وتحمل فوقها بناء البرج، أما الطابق الرابع فقد تعرض للهدم، وتم نقل حجارته لترميم الكنيسة القديمة.

وللقصر أربعة مداخل من الاتجاهات الأربعة، وكلّ منها مقنطر بقوس نصف دائرة، ويبلغ ارتفاع المدخل الكلي/ 3,5/ أمتار، ما يجعل البرج يظهر من مسافات بعيدة، وبجانب القصرغرفة حجرية شبه مربعة، بنيت في فترة حديثه نسبياً».

قصر شقرا

وللمحافظة على هذا المعلم الأثري الجميل والكلام ما زال للسيد "الجهماني": «قامت دائرة آثار "درعا" بترميمه عن طريق فك وإعادة تركيب حجارة القسم العلوي المتصدع للبرج، وتقديم وتركيب حجارة لزوم أعمال الواجهات الحجرية الأربع، وترحيل الحجارة القديمة من أرضية البرج، بالإضافة إلى تقديم وتركيب حجارة لرتق الفجوات الداخلية في القسم الوسطي للبرج بتكلفة إجمالية بلغت /300/ ألف ليرة سورية».

وفيما يخص الكنائس القديمة والأثرية الموجودة فيها قال السيد "منير الذيب" باحث في تاريخ وتراث "حوران": «هناك كنيستان الأولى تعود للفترة البيزنطية تقع في مركز البلدة القديمة، بنيت من الحجر البازلتي، ولها مدخل من الغرب يحمل ساكفاً "حنتاً" مزين بصلبان ونقوش وكتابات، ويحيط بها من جهة الغرب والشمال ساحة مبلطة بالحجر الأزرق وهي بحالة جيدة تستخدم حالياً كمكان للعبادة.

يحاذيها من الجنوب والشرق دور أثرية تحتوي على غرف سكنية لها مداخل ونوافذ، تحمل حجارتها نقوشاً وزخارف وكتابات، وبداخلها قناطر تحمل أسقفاً حجرية وخزناً جدارية يتقدم بعضها أدراج.

وفيما يتعلق بالكنيسة الثانية فتعد من أقدم الكنائس في المنطقة، وتقع إلى الشمال والشمال الشرقي من الكنيسة السابقة، لها مداخل من جهة الغرب، ومحمول سقفها من الداخل على قناطر ارتكازية، متهدمة في جزئها الشمالي، وتحمل بعض حجارتها النقوش والكتابات».

وعن الآثار الأخرى الموجودة في البلدة القديمة ذكر السيد "نضال شرف" باحث في قضايا التاريخ والتراث الحوراني: «تحتوي البلدة القديمة بعض الآثار التاريخية الهامة كبناء لقصر أثري قديم، يقع غرب الكنيسة القديمة بنحو/70/متراً، وهو عبارة عن بناء مؤلف من مجموعة من الغرف، وطابق في الطرف الشمالي، وغرف في جهة الشرق، تحصر بينها فسحة سماوية، ولهذه الغرف مداخل ونوافذ ومحارس وأقواس مقنطرة، وبداخلها قناطر ارتكازية تحمل ساكفاً من حجر الربد، وبداخل كل منها خزن جدارية تحمل بعض حجارتها النقوش والرسوم.

كما يوجد بالقرب من القرية وضمن أراضيها خربة أثرية تسمى "رسم البرغل" تعود للفترتين الرومانية والبيزنطية، تتألف من عدة طوابق تعرض أغلبها للهدم، ولم يبق منها سوى الطابق الأرضي، ويحيط بها عدد من المباني الأثرية المهدمة أيضاً».