تشتهر مدينة "نوى" بآثارها المتميزة التي تعود لعصور زمنية مختلفة، أبرزها مقام النبي "سام بن نوح" ومقام الأمام "النووي"، والجامع "العمري".

وللحديث حول المواقع التاريخية والأثرية في "نوى" التقى "eDaraa" بتاريخ 13/6/2011 السيد "باسل الجهماني" رئيس دائرة آثار "ازرع" الذي قال: «تعد "نوى" من أقدم المناطق المأهولة في "حوران"، ويوجد فيها العديد من المواقع الأثرية والتاريخية الهامة التي يعود أغلبها للعصور الرومانية والبيزنطية والإسلامية، وما زال بعضها بحالة جيدة، ويتركز معظمها في البلدة القديمة كالمساجد والقصور والمدافن والآبار والبرك، إضافة للمقامات الدينية والبيوت الأثرية، كما يحيط بها مجموعة من التلال والخرب الأثرية».

هو بقايا سوق تجاري يعود للفترة المملوكية المتأخرة وبداية الفترة العثمانية، يقع في المنطقة الوسطى من مركز المدينة الأثرية، ويتألف من أربع غرف مفتوحة نحو الشرق، طول كل غرفة /5,3/ أمتار وعرضها /3/ أمتار

وعن المقامات والمقابر الدينية الموجودة فيها يقول "الجهماني": «يوجد عدد من المقامات والمقابر الدينية أهمها مقام النبي "سام بن نوح عليه السلام" ويبعد عن البلدة القديمة /900/ متر، ومقام الإمام "محي الدين شرف النووي" ويقع غرب البلدة القديمة.

السيد باسل الجهماني

وكذا تعد مقبرة "بشر"- التي تقع شرق البلدة القديمة- من المقابر الإسلامية الأولى في المدينة، وسميت بهذا الاسم نسبة لأحد الأشخاص الصالحين، ويوجد أيضاً مقبرة الشيخ "الرفاعي" وتقع إلى الشمال من مقبرة الإمام "النووي" على بعد/100/ متر، وأقيمت على بقايا حمامات بيزنطية وتضم قبوراً لبعض العائلات فقط».

وحول الجامع العمري قال "الجهماني": «بني في عهد الخليفة الراشدي "عمربن الخطاب"، يقع في منتصف المنطقة الأثرية في المدينة القديمة وفي أعلى نقطة فيها، وأقيم فوق تراكم أبنية من حضارات سابقة.

من بيوت نوى القديمة

وصفه الباحث الآثاري "شوماخر" عندما زار مدينة "نوى" بأنه بناء متهدم لم يبق منه الإ المئذنة، التي تتصف قاعدتها بأنها مربعة الشكل، وعريضة من الأسفل، ودقيقة من الأعلى، يقطعها من المنتصف تاج مربع الشكل، كما تحتوي على نوافذ مقوسة في الجزء العلوي من كل جانب من جدرانها».

وفيما يخص جامع الإمام "النووي" ذكر "الجهماني": «يقع في الجهة الجنوبية من المدينة الأثرية القديمة، صغيرالحجم طوله /6,5/ أمتار وعرضه /5,5/ أمتار، لا يتسع لأكثر من /50/ رجلاً، له قنطرة واحدة كبيرة فقط حاملة للسقف، مع وجود محراب من الحجر طوله /1,5/ متر، وله مئذنة صغيرة على زاوية البناء الجنوبية الغربية، جدرانه الخارجية متماسكة، وقد هجر منذ منتصف القرن الماضي بعد سقوط نصف سقفه».

زخارف على الحجارة

وفيما يتعلق بالجامع الأثري القديم فيها ذكر "الجهماني": «بني فوق معبد أثري قديم بالحجر البازلتي، سقفه من ربد محمول فوق قنطرة، وحجارته مزخرفة، وتمثل أشكالاً بيضوية مع أنصاف دوائر متوسطة وشريط محزز يعطي جمالية له.

جدد بناؤه في عام /1942/م بعد أن تم ردمه، ويوجد في داخله محراب خشبي يتألف من عدة درجات و/13/ نافذة، وفي جهته الشمالية الشرقية مدخل للمئذنة الحجرية الرائعة التصميم، التي ترتفع أكثر من عشرين متراً، ولها درج من الداخل على شكل دائري».

وعن السوق التجاري القديم فيها قال"الجهماني": «هو بقايا سوق تجاري يعود للفترة المملوكية المتأخرة وبداية الفترة العثمانية، يقع في المنطقة الوسطى من مركز المدينة الأثرية، ويتألف من أربع غرف مفتوحة نحو الشرق، طول كل غرفة /5,3/ أمتار وعرضها /3/ أمتار».

وحول بيوت "نوى" الأثرية ذكر السيد "نضال شرف" باحث في قضايا التاريخ والتراث "الحوراني": «تعد ثروة وطنية وسياحية هامة، وتزيد فائدتها في حال تم استثمارها، بنيت من الحجر البازلتي الرائع الجمال والصنعة، وتتميز بجمالية الشكل والمهارة في رصف الحجر، والدقة في تقسيمه من خلال أدوات خاصة يدوية، ويتصف نظام بنائها بالمتانه والقوة والهندسة الرائعة.

ودليل ذلك وجود تلك المباني حتى الآن، فما زال قسم منها بحالة جيدة منذ أكثر من /1300/ عام ، وخاصة أنه استخدم في إنشائها "حوامل القنطرة"، التي تأتي على شكل مربع الشكل قوي ومتين، ونظام "الربد" المستخدم في السقف، وهو فن "حوراني" أصيل يدخل ضمن النظام الهندسي لبيوت "نوى" الأثرية.

لقد أخذت هذه البيوت الأثرية التي يبلغ عددها نحو/300/ بيت، أشكالاً عمرانية مختلفة، حيث نلاحظ الطابع اليوناني والنبطي والروماني متداخلاً مع بعضه، ما أعطى لهذه البيوت نماذج متعددة ورائعة، تزينها الأعمدة والتيجان بأنواعها المختلفة "كالدوري، والكورنتي"، لتغدو مشابهة تماماً لنظام القصور الريفية في الجنوب السوري.

حيث توجد ساحة كبيرة وسط كل دار، تحتوي على بئر ماء وطوابق للسكن، الأول للخيول ومركز مؤونه وغرفة للطبخ وأخرى لفرن الخبز، إضافة لغرفة الحراسة عند مدخل الدار، فيما تخصص الطوابق العلوية للسكن، بعيداً عن غبار البيادر وهبوب الخريف، ويشرف كل بيت على جهة من الأرض الخارجية للمدينة.

والزائر لتلك البيوت يجد في مدخل الساحة نقوشاً أثرية، منها الزخارف النباتية وعناقيد العنب التي تعود إلى القرن الثالث الميلادي، كما في بيوت "الطوالبة، الريباي، المذيب"، ولهذه البيوت أيضاً نظام الأسوار، حيث توجد فتحات للنبال وأبراج لمراقبة الأخطار المحدقة، فيما يوجد في وسط بعضها أنفاق تؤدي إلى خارج المدينة، تسمى "طرق نجاة"».

وفيما يخص التلال والخرب الأثرية قال "شرف": «يحيط بالمدينة العشرات من التلال الأثرية والمواقع الهامة، التي سكنت عبر التاريخ ، حتى إن قسماً منها شهد عصور ما قبل التاريخ ومن أهمها؛ تل "عشترا" وهو تل ركامي أثري، ويعد من المواقع الأثرية القديمة في المنطقة، يبلغ طوله /450/ مترا، وعرضه /400/ متر، بيضوي الشكل، يبلغ ارتفاعه نحو/9/ أمتار، وشهد الكثير من الحضارات كالرومانية والبيزنطية والإسلامية.

ذكر في الوثائق المصرية باسم "عستارتوم"، وفي المصادر السماوية القديمة في الألف الثاني قبل الميلاد، وعرف في المصادر الآشورية واليونانية والإسلامية باسم تل "عشترا".

وقد عثرت بعثة التنقيب الوطنية فيه على العديد من اللقى الأثرية كتمثال من البرونز يرجع للألف الرابع قبل الميلاد، وأنواع كثيرة من الفخار وأدوات صوانية تعود للعصورالحجرية.

وتل "السمن" وذكر في مذاكرات "تحوتمس" الثالث، ويعد من المواقع الهامة التي غزاها القائد الفرعوني "شمنا"، وهو تل دائري ركامي يشبه بقية التلال من الحضارات القديمة، أقيم على جوف صخري تحيط به المياه من جهتي الغرب والجنوب، ويرتفع عن سطح البحر /576/ متراً.

وتل "الجابيه" الذي كان عاصمة للغساسنة بالقرن الأول قبل الميلاد، وعقد به أمير المؤمنين "عمر بن الخطاب" مؤتمر "الجابية" الشهير بعد معركة "اليرموك"».

وفيما يتعلق بالخرب الأثرية يقول "شرف": «يوجد في المدينة وعلى أطرافها الكثير من الخرب الأثرية، وهذا يدل على أهميتها التاريخية وموقعها المتميز وخصوبة أرضها ووفرة المياه العذبة فيها واتساع مساحتها، ومن أهمها: خرب "تل الصنين، تل الجبيلية، الحجاجية، الديرلبو، طيبة الاسم، الزرعة، المطيرية، ثاري، صيرة الملح، رأس العين، الناقدية الأساسية، رجم الترمس، طيروث، رجم سعد، كوم القصب"».

وأخيراً وحول الأديرة الموجودة فيها ذكر "شرف": «هناك العديد من الأديرة في المدينة وحولها، وذلك لقربها من "الجابية" عاصمة الغساسنة، كدير "النبوة" الذي بناه "الأيهم بن الحارث" حول نبع من المياه العذبة، ودير "مار سرجيس" الذي ذاع صيته في المناقشات التي دارت بين "داميا نوس الاسكندري" و"بطرس القالينيقي"، بحضور رئيس قبيلة الغساسنة "جبلة الرابع"».