تحتوي قرية "الشيخ سعد" عدداً من المقامات الدينية والأثرية، جعلها محط الاهتمام من قبل السياح والآثاريين على حد سواء.

فهذه البلدة التي تقع جنوب مدينة "نوى"، تحتضن مقام وحمام النبي"أيوب" وآثار أخرى، وذلك حسب تأكد العلامة "زكريا بن يحيى النووي" في كتابه "تهذيب الأسماء واللغات" حين قال: «كان "أيوب" في بلاد "حوران" وقبره مشهور عندهم في قرية "الشيخ سعد" قرب "نوى"؛ عليه مشهد ومسجد وقرية موقوفة على مصالحه، وعين جارية فيها قدم بحجر، يقولون أنه أثر قدمه ويغتسلون من العين ويشربون متبركين».

كان "أيوب" في بلاد "حوران" وقبره مشهور عندهم في قرية "الشيخ سعد" قرب "نوى"؛ عليه مشهد ومسجد وقرية موقوفة على مصالحه، وعين جارية فيها قدم بحجر، يقولون أنه أثر قدمه ويغتسلون من العين ويشربون متبركين

وحول الآثار الموجودة فيها تحدث السيد "باسل الجهماني" رئيس شعبة آثار "ازرع" بتاريخ "13/7/2011" لموقع "eDaraa" قائلاً: «تعتبر "الشيخ سعد" قرية مهمة تعاقبت عليها حضارات مختلفة وعرفت بأسماء عدة، فقد كان يطلق عليها اسم "قرنيم" في الألف الثاني قبل الميلاد.

رئيس شعبة اثار ازرع

وقد شهدت تطوراً كبيراً في الفترات اللاحقة، وهذا ما أشارت إليه الوثائق المصرية القديمة الموجودة على معبد "الكرنك" ورسائل "تل العمارنة" في زمن الفراعنة.

تعود آثارها إلى عصور ما قبل الميلاد، وتتركز في مرتفع "تلة البلد القديم"،وهو تل صنعي، كما يوجد فيها العديد من الآثار المتهدمة التي لم يبقى منها إلا الأساسات، كموقع المعبد المسمى "بالصخرة" بجانب الخزان والمقبرة الإسلامية، ناهيك عن وجود بقايا جدران وأكوام حجرية تحيط بها، وعدداً من الينابيع المائية والمدافن.

مقام النبي أيوب

وتشهد القرية قدوم أعداداً كبيرةً من السياح، يتوافدون إليها من الدول العربية والإسلامية وبعض الدول الأجنبية، وخصوصاً من "ماليزيا واندونيسيا" لزيارة حمام ومقام النبي "أيوب عليه السلام"».

وعن أهم آثارها قال "الجهماني": «يعد المقام والحمام من المواقع السياحية والدينية المهمة في المحافظة، يقع المقام على تلة أثرية قديمة تبعد /600/ متر إلى الشرق من طريق "الشيخ سعد –عدوان"، وهو عبارة عن بناء من الحجارة البازلتية، له مدخل من جهة الشمال يفضى إلى قبور بعض أقاربه، وقد أدخلت عليه بعض الترميمات والتحسينات.

من زوار الحمام

وفيما يخص حمام النبي "أيوب" يقول "الجهماني": «إن نبي الله "أيوب" بعد أن دعا ربه أن يشفيه من مرضه المزمن، وأمره أن يضرب بقدمه الأرض حيث كان مقيماً، فضرب الأرض برجله فخرجت عين ماء نبع صافية وباردة فشرب منها واغتسل وشفي من مرضه.

وفي وقت لاحق أشيد فوق هذه العين حمام سمي "حمام النبي أيوب"، وهو عبارة عن غرفة مبنية من الحجر البازلتي، لها مدخل يفضى إلى داخلها بدرج يؤدي إلى عين الماء، يحيطها من الشرق مقعد من الحجر يستخدمه الزوار للجلوس ووضع أرجلهم في الماء طلباً للاستشفاء من بعض الأمراض».

وحول المكتشفات الأثرية فيها ذكر "الجهماني": «عثر في القرية على عدد من الكنوز الأثرية تعود لفترات مختلفة، ففي عام /1924/ م قامت البعثة "التشيكية" بأعمال تنقيب واكتشفت منحوتات حجرية في غاية من الأهمية، ونصب يحتوي على صورة للملك "رمسيس الثاني"، ونقوش باللغة "الهيروغليفية، أقامها "المصريون خلال القرن الثالث عشر قبل الميلاد، حين دخولهم منطقة "حوران" لملاقاة الجيش"الحيثي" الذي كان يسيطر على شمال "سورية" في معركة "قادش" التي جرت بالقرب من مدينة "حمص".

وفي بداية ستينيات القرن الماضي عثر على تمثال لأسد من الحجر الرخامي الأبيض، وهو الآن موجود في المتحف الوطني "بدمشق". كما عثرت البعثة الوطنية التابعة لمديرية أثار "درعا" خلال أعمال التنقيب في موقع تل "الشيخ سعد" على كتلة حجرية مكونة من قطعتين ارتفاع الأولى /180/سم و الثانية /120/ سم، وعرضهما /120/ سم، وبسماكة /50/ سم، وهما تشكلان مسلة "مصرية" عليها نقوش باللغة "الهيروغليفية" القديمة، وتعد قطعة أثرية هي الأولى من نوعها يعثر عليها في سورية، ولها قطعة مشابهة في متحف "اللوفر" في "باريس"».

وعن جامع ومقام "الشيخ سعد" قال السيد "نضال شرف" باحث في قضايا التاريخ والتراث "الحوراني": «الجامع عبارة عن بناء من الحجارة البازلتية إبعاده من/ 9- 11/ م، وله مدخل من الشمال وسقف إسمنتي مستحدث، ولا يزال يستخدم في ممارسة العبادات الدينية.

أما المقام فيتوضع فيه قبر الشيخ "سعد" الذي يعتقد أن القرية أخذت اسمها من اسمه، ويتألف من غرفة ملاصقة لمبنى الجامع من الغرب، ويتم النزول إليها بدرج من جهة الشمال، ولها قناطر مقببة من الداخل».

وحول سوق "دير أيوب" ذكر "شرف": «يعد من أهم أسواق بلاد الشام، وكان يقام حول مقام النبي "أيوب" عليه السلام، ويقصده العرب بعد الانتهاء من مواسم أسواق "عكاظ"، ويستمر أكثر من شهرين.

وتتم فيه المبادلات التجارية من "حبوب وزيوت وملح وتمور وخمر وكافة المنتجات والألبسة وغير ذلك"، ويتسم بأجوائه الرائعة وموقعه المميز».