تعتبر "ازرع" من المدن الغنية بآثارها القديمة، والتي لم تزل قائمة إلى اليوم كالمساجد والكنائس والقصور وغيرها.

وصَف آثارها عالم الآثار الشهير "دو فوغيه" في أحد أبحاثه التاريخية بأنها من أكثر المواقع القديمة إثارةً في المنطقة، وخاصةً أنها بقيت محافِظة على وضعها وشكلها القديم دون أي تغيير يذكر.

تشتهرالمدينة بكثرة أوابدها الأثرية التي تعود إلى العصور اليونانية والرومانية والإسلامية، ولايزال العديد منها قائماً حتى الآن، ككنيستي القديس "جورجيوس" المعروفة بكنيسة "الخضر" وكنيسة القديس "مار إلياس" الفريدتين اللتين تعدا من أقدم الكنائس، يتوسطهما جامع قديم يسمى الجامع "العمري"، وعدداً كبيراً من القصور والمنازل وبقايا معابد اندثرت غالبيتها تحت الأنقاض

وعن الآثار في مدينة "ازرع" تحدث السيد "باسل الجهماني" رئيس شعبة آثار "ازرع" بتاريخ "13/7/2011" لموقع "eDaraa" قائلاً: «تشتهرالمدينة بكثرة أوابدها الأثرية التي تعود إلى العصور اليونانية والرومانية والإسلامية، ولايزال العديد منها قائماً حتى الآن، ككنيستي القديس "جورجيوس" المعروفة بكنيسة "الخضر" وكنيسة القديس "مار إلياس" الفريدتين اللتين تعدا من أقدم الكنائس، يتوسطهما جامع قديم يسمى الجامع "العمري"، وعدداً كبيراً من القصور والمنازل وبقايا معابد اندثرت غالبيتها تحت الأنقاض».

رئيس شعبة آثار ازرع

وفيما يخص كنيسة "جورجيوس" قال "الجهماني": «تقع في أقصى الطرف الشمالي من المدينة، وإلى الشمال من الجامع "العمري" بـحوالي \150\ م، يمرمن أمامها الطريق العام. وتعد من أقدم الكنائس الموجودة في القطر، والتي حافظت على رونقها وجمالها المعماري، بنيت عام /513/م، وتمتاز ببناءٍ فنيٍّ يقوم على مربع خارجي ومثمن داخلي وقواعد ضخمة تحمل قبة حجرية، وقد جعل منها طرازها المعماري الفريد نموذجاً يدرس في أشهر جامعات العالم.

بنيت بكاملها من حجر البازلت "الحوراني" المنحوت بدقةٍ متناهيةٍ، ويوجد داخلها شكل مثمن يتوزع أمام كل ضلع من أضلاعه الثمانية،عضادة ضخمة ذات شكل فريد.

كتابة يونانية على جدران الكنيسة

تتألف الواحدة منها من عدة أضلاع متداخلة ومنكسرة ومنحنية، تحمل هذه العضادات فوقها كتلتي القناطروالسقف وكتلة القبة، ويوجد في كل زاوية من الزوايا الرئيسية الأربع من الداخل، حنية على شكل غرفة نصف دائرية، وفوق قطرها المنفتح على جسم البناء الداخلي، قنطرة جميلة تعلوها نافذة مقوسة».

وفيما يتعلق بكنيسة "مار إلياس" ذكر "الجهماني":«تقع إلى الجنوب الشرقي من الجامع "العمري" بـنحو \200\م. بنيت عام /515/م وهي من الكنائس القديمة التي حافظت على طابعها المعماري.

دينار المعتصم بالله الذهبي

لها مدخلان أحدهما في الغرب والآخر من جهة الجنوب، يحمل كل منهما ساكف حجري ( حنت ) مزخرف بنقوش وعناقيد، ويحمل كل منهما كتابة تؤرخ لبناء الكنيسة وتمجد العبادة. جدرانها الشمالية والغربية والجنوبية مستوية، إلا أن جدارها الشرقي يأخذ طابع بناء المحاريب المقوسة للخارج ليحتضن من الداخل بناء الهيكل».

وعن جامعها "العمري" والآثار المكتشفة فيه يقول "الجهماني": «يعد من أهم وأقدم الجوامع في العالمَين العربي والإسلامي. ويمثل تعاقب الحضارات على المدينة، بني في خلافة "عمر بن الخطاب" على طراز المساجد في الحقبة الإسلامية الباكرة، وهو عبارة عن بناء يتألف من عشرة صفوف كل صف فيه قناطر وسقف حجري واحد، وهو طراز فريد من نوعه دعت إليه الحاجة بعد توسع المدينة خلال مختلف الفترات.

وقد عثرت دائرة آثار "درعا" فيه خلال قيامها بأعمال التنقيب على دينار "المعتصم بالله الذهبي"، وأواني زجاجية صغيرة، إضافة إلى عناصر حجرية فنية تؤكد تنوع الاستيطان البشري في المدينة» .

وحول الآثار الأخرى الموجودة في المدينة قال السيد "نضال شرف" باحث في قضايا التاريخ والتراث: «يوجد وسط المدينة القديمة جامع "ابن القيم الجوزية" ويقع على بعد /150/م من الجامع "العمري"، بني من الحجر البازلتي، وجدد بناؤه عدة مرات.

وهناك مدرسة تقع على الحافة الجنوبية للبركة، سميت بمدرسة "ابن قيم الجوزية" أيضاً نسبة "لابن القيم الجوزية"، وهي عبارة عن أربع غرف مبنية بشكل مستطيل، لها مداخل تفتح باتجاه الشرق، وهي الآن مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم.

كما يوجد مسجد قديم وصغيرآخر، تبلغ مساحته /64/م2، محمول على قنطرتين وسقفه من الربذ، وله مدخلان أحدهما شمالي والآخر غربي، ونافذتان لجهة الغرب وأخرى من الشرق.

إضافة للعديد من المواقع الأثرية كالسوق "العتيق" والمساكن والقصوروبقايا المعابد والمدافن، وكثير من الحجارة الأثرية ذات النقوش الرائعة المركونة في شوارعها».