يعود تاريخ بلدة "المسمية" الواقعة إلى الشمال الشرقي من مدينة "الصنمين" إلى زمن بعيد، فقد سكنت منذ القدم بداية من العصرالحجري الحديث مروراً بالعصورالكلاسيكية وحتى فترة الحكم العثماني، وتعتبر قلعتها أهم الآثار الموجودة فيها، ناهيك عن وجود العديد من الأبنية الأثرية الأخرى.

يقول السيد "عبد الله نوح" أحد سكان البلدة لموقع "eDara": «كانت بلدة "المسمية" مقراً للحامية الرومانية والعثمانية، وتزخر بالآثارالقديمة كالمباني من مساكن وقصور وقلاع ومعابد وآبار وينابيع، إضافة إلى الطرق الرومانية التي تربطها جنوباً مع مدينة "بصرى" وشمالاً مع بلدة "قنوات"، وغرباً مع مدينة "الحارة"».

كانت بلدة "المسمية" مقراً للحامية الرومانية والعثمانية، وتزخر بالآثارالقديمة كالمباني من مساكن وقصور وقلاع ومعابد وآبار وينابيع، إضافة إلى الطرق الرومانية التي تربطها جنوباً مع مدينة "بصرى" وشمالاً مع بلدة "قنوات"، وغرباً مع مدينة "الحارة"

وحول المواقع الأثرية فيها تحدث السيد "منير الذيب" باحث في قضايا التاريخ والتراث الحوراني بتاريخ "31/3/2011" لموقع "eDaraa" قائلاً: «تعد القلعة من أشهر آثارها وهي ماتزال قائمة حتى الوقت الحالي وبحالة إنشائية جيدة، بنيت في العصر الروماني وتم إعادة تجديد بناؤها في فترة حكم العثمانيين، وهي عبارة عن بناء ضخم مستطيل الشكل مؤلف من طابقين مبنية بالحجر الأزرق.

السيد عبدالله النوح

يقوم بناء الغرف في الطرف الشمالي والشرقي والغربي ليحصر البناء فسحة سماوية كبيرة، ويتوسط القلعة مدخلان كبيران أحدهما من الشمال والأخر من الجنوب وهما مدخلين مقنطرين، يتقدم البناء من الطرف الشمالي على مسافة /3/ كم أقواس حجرية /قناطر/ محمولة على قواعد وأعمدة أسطوانية لتشكل على سطحها من الأعلى "برندا" تتقدم البناء الشمالي.

وللقلعة غرف كثيرة لها مداخل ونوافذ خارجية، وفي عام /1998/م أدخلت على القلعة بعض التحسينات حيث أستبدل الساكف الخشبي بساكف إسمنتي، وأستحدث درج خارجي في الجدارالجنوبي في زاويته الغربية وإلى الغرب من المدخل الجنوبي، وهو درج يناسب مع وضعية البناء وقد صنع بطريقة رائعة.

الباحث منير الذيب

وإلى الشمال الغربي من القلعة هناك قلعة عثمانية أخرى كانت تستخدم كمحطة لسكة القطار، يتألف بناؤها من ثلاثة طوابق مبنية من الحجرالأزرق، وقد تعرض سقفها للتخريب، يبلغ ارتفاعها /12/ م، وتشكل الزاوية الشمالية الشرقية فيها برج دائري الشكل ارتفاعه عشرة أمتار، ولها مداخل من جهات الغرب والشمال والشرق، ونوافذ تطل على الجهات كافة».

وعن المباني الأثرية الأخرى يقول الآثاري "اسماعيل الزوكاني" من دائرة آثار"الصنمين": «يوجد في القرية العديد من المواقع الأثرية أبرزها: المعبد الروماني الذي يقع جنوب القلعة بـ/200/م، وهو بناء متهدم في بعض أجزائه لم يبق منه سوى درجات تتصدر الواجهة الجنوبية لأرض المبنى وبقايا أعمدة وأساسات.

من آثار البلدة القديمة

وإلى الشرق منه بحوالي/70/م يقوم بناء أثري طابقي في بعض أقسامه الشمالية فيه عدداً من الغرف باتجاه الجنوب والشرق والشمال عند المدخل، محمولة في الداخل على قناطر حجرية إرتكازية تحمل سقفاً من حجر الربذ، وتحمل حجارتها في واجهتها نقوش بارزة ورسومات وكتابات، ويجاور هذا البناء من جهة الشرق بقايا بناء كنيسة لم يبق منه الإ الأساسات.

ويوجد إلى الغرب من القلعة بناء منخفض لحمامات لم يبق منه سوى غرفة لها مداخل من جهة الشمال، وداخلها مقبب وساكفها من الحجر، تحيط بها من جهة الشرق أبنية أثرية لم يبق منها سوى الأساسات والقطع الحجرية من الأعمدة والتيجان.

وفي البلدة القديمة هناك منطقة تعرف بإسم "القصيرات" تظم العديد من الأبنية المبنية من الحجر البازلتي، وبناء "الكركون العثماني" الذي يقع في منتصف الطريق الواصل مابين "المسمية" وقرية "الشرايع"، وبقايا بناء متهدم معروف باسم "البراق"، وبقايا خزان مياه روماني، إضافة إلى السور الذي تظهرمعالمه في القسم الجنوبي والشرقي من البلدة».

وحول الآثارالمكتشفة فيها قال "الزوكاني": «عثرفي بلدة "المسمية" بتاريخ "26/9/2002" على تمثال بازلتي، وبدراسته تبين أنه للإله "ذوالشرى"، وهوالإله الرئيسي عند الأنباط وعرب الجزيرة العربية، وانتشرت عبادته على كامل الأرض التي كانت تخضع للأنباط، حتى وصلت مرحلة بني له معبد على الشاطئ الغربي عند مصب نهر "التيبر" القادم من مدية "روما" والذي يصب في البحر المتوسط.

ومع دخول الرومان للمنطقة وتمازج الديانة اللاتينية الغربية مع الديانة العربية أصبح يعرف باسم "دوساريس" (آله الخمر) عند الإغريق والرومان». وأضاف: «إن وجود هذا التمثال يؤكد تبعية منطقة "المسمية" إلى الدولة النبطية والتي امتدت في القرن الأول ق.م لتشمل "دمشق" ومناطقها.

وقد صنع التمثال من حجر البازلت الأسود، يبلغ طوله /105/سم، ويبلغ عرضه/60/سم، وتصل سماكته الوسطية إلى /25/سم، ويرتكز على قاعدة مستطيلة أبعادها /30-35 /سم، ويبدوعلى شكل شاب وديع يمسك بيده الاثنتين أداة ممكن أن تكون مغرفة للنبيذ، وله صدر بارز والرقبة ممتلئة حتى اتصل الرأس بالجذع، وهوتمثال لشخص كامل أصغرمن الحجم الطبيعي».