يمتاز تل"الحارة" بأهمية استراتيجية وتاريخية، وقد منحه موقعه مكانه متميزة منذ القدم، لارتباطه بالقرى القديمة المجاورة له، بطرق رومانية مرصوفة، لا تزال آثارها ماثلة حتى الآن.

يقول السيد "جمال فروخ" من سكان مدينة "الحارة" المجاورة له لموقع "eDaraa": «كان لتل "الحارة" مكانة هامة عبر التاريخ، نظراً لموقعه المتميز والهام بالقرب من "الجولان"، و"الجابية" عاصمة الغساسنة آنذاك، وقد تعاقبت عليه العديد من الحضارات، ويدل على ذلك الآثار الموجودة على قمته، وصفه الشاعر النابغة بقوله:

لموقعه أهمية خاصة في تاريخ الغساسنة، فهو الذي ذكره الشعراء باسم "حارث الجولان"، وهو المركز الذي اختاره أسقف العرب الغساسنة "ثيودرو" كمقر للأسقفية الأرثوذكسية (اللاخلقيدونية)، بدلاً من مدينة "بصرى" التي كانت عاصمة للولاية العربية الرومانية آنذاك، والتي أنشئت في عهد الامبراطور "تراجان"، حيث مقر الأسقفية التابعة للكنيسة المالكية الرسمية

"بكى حارث الجولان من فقد ربّه... وحوران منه مُوحش متضائل"

بالمقابل قال أحد الشعراء فيه:

رَوِين يبحر من أمية دونه... دمشق وأنهار لهنّ عجيجُ

أنحن بحوارين في مشمخرّة... نبيت ضبابٌ فوقها وثلوجُ

كذا حارث الجولان يبرق دونه... دساكرُ في أطرافهن بُرُوجُ».

وحول تل "الحارة" وأهميته تحدث السيد "تيسير خلف" باحث في تاريخ المنطقة الجنوبية بتاريخ 2/4/2011 لموقع "eDaraa" قائلاً: « يتوسط التل منطقة "الجولان"، وكانت حدوده تمتد بين واديي "الأردن" غرباً، و"العلان" شرقاً، ووادي "اليرموك" من الجنوب، ويقع شمال غرب مدينة "الحارة" مباشرة، وغرب مدينة "الصنمين"، وعلى بعد /16/ كم منها، وهو من النفث البركاني، يبلغ امتداده بين /1.1- 5/ كم، اتجاهه شمالي جنوبي بطول /1.5/ كم، وعرض /1/ كم، ويرتفع عن سطح البحر /1094/ مترا وبذلك يكون أعلى منطقة في المحافظة، وفي الوقت الذي تحولت أجزاؤه الشمالية الغربية إلى غابة حراجية ذات منظر أخاذ، تتربع مدينة "الحارة" على سفوحه الجنوبية والشرقية».

وعن أهميته التاريخية يتابع "خلف" حديثة بالقول: «لموقعه أهمية خاصة في تاريخ الغساسنة، فهو الذي ذكره الشعراء باسم "حارث الجولان"، وهو المركز الذي اختاره أسقف العرب الغساسنة "ثيودرو" كمقر للأسقفية الأرثوذكسية (اللاخلقيدونية)، بدلاً من مدينة "بصرى" التي كانت عاصمة للولاية العربية الرومانية آنذاك، والتي أنشئت في عهد الامبراطور "تراجان"، حيث مقر الأسقفية التابعة للكنيسة المالكية الرسمية».

وفيما يخص أسباب تسميته قال السيد "نضال شرف" باحث في التاريخ والتراث الحوراني: «سمي التل بالسريانية "طورا حرثا"، وتعني الجبل الأخير أو جبل الآخرة، وهو غير الاشتقاق اللغوي الذي اعتمده اللغويون العرب القدماء، عندما اشتقوا الاسم من فعل حرث، فيما أعاده بعض المفسرين المحدثين من المستشرقين إلى حيرثا أي المعسكر أو المخيم.

أما الصيغة العربية للاسم "حارث الجولان"، فمن غير المستبعد أن تكون اعتمدت في العقود الأخيرة للغساسنة، تكريماً للملك "الحارث بن جبلة" آخر ملوك الغساسنة، بينما ورد في معجم البلدان "لياقوت الحموي" بأن الحارث: قرية من قرى "حوران" من نواحي "دمشق" يقال لها حارث "الجولان"».

وفيما يتعلق بالآثارالموجودة في التل يقول الآثاري "اسماعيل الزوكاني" من دائرة آثار "الصنمين": « يوجد على قمة تل "الحارة" بقايا دير من الحقبة البيزنطية- الغسانية، وأقيم على ما يبدو فوق معبد يوناني (هلنستي)- روماني، وفي طرفه الغربي مغاور وكهوف عثر في بعضها على آثار نبطية، فيما وجدت في السفح الشرقي للتل مدافن عثر في بعضها على بقايا أدوات وأسرجة فخارية وزجاجية، كالأسرجة الفخارية والأواني الزجاجية الصغيرة التتزينية، كما تكثر حوله العديد من الأبنية والخرب الأثرية والتي لا تزال تحتفظ بأجزاء مهمة من معالمها، كخربة "اللطيم" التي تقع إلى الشمال الشرقي منه، وعلى بعد /4/ كم، وخربة "الكفير" التي تقع شمال مدينة "الحارة"، وخربة "ماما" وتقع إلى الشرق منه بحوالي/3/ كم، وخربة "المسطاح" وتقع في الشمال الشرقي لمدينة "الحارة"، وعلى مسافة /5.2/ كم منها، وخربة "بيلاها" التي تقع شمال المدينة بنحو/5.3/ كم، إضافة لوجود دير "سمعان" وخان "الحلابات" جنوب "الحارة" بـ/4/ كم، ودير "السوج" جنوب غرب المدينة بحوالي/7/ كم».