لكثرة الشلالات المائية التي تتميز بها بلدة "تل شهاب"، أقيمت فيها ما بين القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين، الكثير من الطواحين المائية المعدة لطحن الحبوب التي تعمل بواسطة دفع المياه المتساقطة من الشلالات والينابيع، حيث كانت تستخدم هذه الطريقة في طحن الحبوب قبيل استخدام وانتشار الطاقة الكهربائية أو محركات الديزل، وكانت طواحين "تل شهاب" تعمل على طحن حبوب مناطق "حوران وجبل العرب والكسوة وشمال الأردن والجولان".

موقع eDaraa زار بتاريخ 22/4/2011 منطقة "تل شهاب" والتقى المهندس "محمد العيشات" من أهالي البلدة حيث قال لنا عن هذه الطواحين: «يعتبر وادي "تل شهاب" من أغنى المناطق بالطواحين الحجرية التي تعمل بواسطة ضغط الماء، حيث يعرف الوادي بغزارة المياه سابقاً، ويتمتع بامتياز تدفق المياه الغزير الكافي لتدوير أحجار الطواحين بسهولة.

حبا الله سورية بالجمال والأمان، وخص محافظة "درعا" بمواقع سياحية ومناطق جميلة، وتنوع المناطق السياحية الطبيعية الرائعة من جهة أخرى. ومن هذه المناطق الشلالات والطواحين المائية التي تشتهر بها بلدة "تل شهاب"، والتي يؤمها السياح من جميع أنحاء القطر للتمتع بهذا المنظر، والنزول إلى "وادي اليرموك" وعيش مغامرة مسلية لرؤية الطواحين في قاع الوادي، ولا بد من الحفاظ على تلك الطواحين وجعلها منطقة سياحية تراثية تعيد الحياة من جديد لذلك الموقع الذي يعد موئلاً للسياح من داخل وخارج القطر

حيث كانت هذه الطواحين المنتشرة في الوادي حتى العقد الماضي المكان الأساسي لطحن الحبوب بشتى أنواعها للمناطق المجاورة لمنطقة "حوران"، وقد ساعد تفرد وادي "تل شهاب" بهذه الميزة لكونه انهدامياً يبدأ من حفرة انهدامية تقع إلى الشرق من قرية "تل شهاب" مباشرة، وهو جزء من الانهدام السوري الإفريقي».

ابراهيم العداد

وقال المواطن "إبراهيم عداد" أيضاً عن أسماء هذه الطواحين: «نظراً لكثرة الشلالات المائية في بلدة "تل شهاب" أقيمت فيها الكثير من الطواحين المائية المعدة لطحن الحبوب، وقد ضمت البلدة العديد منها، وما تبقى منها حوالي سبعة طواحين فقط.

وتقع معظم هذه الطواحين في أسفل "وادي اليرموك"، ضمن مساحة تقدر بحوالي كيلو متر واحد وتحتاج إلى مغامرة ووقت طويل وجهد للنزول إلى هذه الطواحين، وتعود ملكية الطواحين لبعض الأشخاص والعائلات المعروفة بحوران بتلك المنطقة، والطواحين هي طاحونة "الشعلة والمعلقة والرفاعية والتلية والعيشاوية وأم الغزلان والبديوية والبقيرات"».

احدى المطاحن المائية

وعن ميزة هذه الطواحين يقول الآثاري "ياسر أبو نقطة" من مديرية الآثار بـ"درعا": «مياه شلالات "تل شهاب" كانت تأتي من مجموعة ينابيع متعددة الغزارات كنبع الفوار والمزيريب، وحالياً انخفضت غزارتها بشكل واضح ولا تسير إلا في الشتاء والربيع. وكثافة تواجد الطواحين في الوادي دليل على غنى المنطقة سابقاً بالمياه الغزيرة حيث تقع المنطقة على الخط المطري /275-310/ مم سنوياً.

وميزة تلك الطواحين المائية الفريدة لوادي "تل شهاب"، جعلت منه منطقة هامة لاستثمار الطواحين المائية قديماً هي أنه انهدامي، وهو جزء من الانهدام "السوري- الإفريقي"، لذلك كانت المياه المتساقطة من الشلالات تهبط بقوة وغزارة على أحجار الطواحين التي تدور وتطحن الحبوب. وذكر المؤرخ "شومخر" وأثناء زيارته للمنطقة عام 1880م، أنه كان يوجد في وادي تل شهاب أكثر من 35 طاحونة مائية وقد تهدم الكثير منها ولم يبق سوى ثمانٍ فقط حتى الآن».

نبيل المنزل

وقال المواطن "نبيل منزل": «حبا الله سورية بالجمال والأمان، وخص محافظة "درعا" بمواقع سياحية ومناطق جميلة، وتنوع المناطق السياحية الطبيعية الرائعة من جهة أخرى. ومن هذه المناطق الشلالات والطواحين المائية التي تشتهر بها بلدة "تل شهاب"، والتي يؤمها السياح من جميع أنحاء القطر للتمتع بهذا المنظر، والنزول إلى "وادي اليرموك" وعيش مغامرة مسلية لرؤية الطواحين في قاع الوادي، ولا بد من الحفاظ على تلك الطواحين وجعلها منطقة سياحية تراثية تعيد الحياة من جديد لذلك الموقع الذي يعد موئلاً للسياح من داخل وخارج القطر».