ترسخ متاحف "درعا" القيمة الحضارية للمحافظة، وتعرف الزائرين بأهميتها التاريخية، من خلال ما تحتويه من آثار متنوعة، وأدوات حية لمراحل زمنية مختلفة.

وحول أهمية المتاحف في "درعا" ومحتوياتها تحدث الدكتور "محمد نصر الله" مدير آثار "درعا" بتاريخ 10/3/2011 لموقع eDaraa قائلاً: «تبرز المتاحف الموروث الشعبي، وتشكل جسراً يربط الماضي بالحاضر والمستقبل، وتعكس نمط الحياة التي عاشها الآباء والأجداد، وصولا إلى الأحفاد ليكون، لهم معيناً على المعرفة والتواصل مع الماضي، وتتنوع تصاميم المتاحف المنتشرة في المحافظة بين المغلق والمفتوح.

تتضمن معروضات المتحف قطعاً فخارية يبلغ عددها /391/ قطعة تتنوع بين سرج وجرار وأباريق وأوان منزلية ومدامع وقوارير وقنابل يدوية ايوبية، ومجموعة من القطع المعدنية "ذهب و فضة وبرونز ونحاس" يبلغ عددها /759/ قطعة، فضلاً عن /283/ قطعة موجودة في المخازن، و/242/ قطعة من الزجاج، وتعد السرج الفخارية أهم المكتشفات الأثرية في "بصرى"، وتعتبر من أقدم القطع التي وجدت فيها، وتعود إلى عصر الحديد

وتشمل مقتنيات المتاحف "أدوات الزراعة والحصاد والمؤونة والأزياء الشعبية، وأدوات زينة النساء والبناء، وأدوات صناعة القهوة العربية، والآلات الموسيقية "كالربابة والشبابة والدف"، والأدوات المصنوعة من القش والمخصصة لتقديم الطعام، ولوحات الفسيفساء وغيرها من المنحوتات الحجرية، والتوابيت الجنائزية كبيرة الحجم"».

الدكتور محمد نصر الله

وعن المتحف الوطني في "درعا" يقول "نصرالله": «يقسم المتحف الوطني إلى عدة قاعات، تعرض الأولى اللقى الأثرية التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، وتضم الثانية المسماة قاعة "الشرق القديم" اللقى الأثرية التي تعود إلى بداية عصر البرونز الممتد من /3200 إلى1200/ قبل الميلاد، وتخصص القاعة الثالثة للعصور الكلاسيكية، وتعرض اللقى التي تعود للفترات اليونانية والرومانية والبيزنطية.

فيما تضم القاعة الرابعة المكتشفات العائدة بتاريخها للعصور الإسلامية "الأيوبي والمملوكي والعباسي والأموي"، أما القاعة الخامسة فتعرض القطع النقدية والحلي الذهبية التي تعود إلى جميع العصور».

الآثاري ياسر أبو نقطة

وفيما يخص أهم القطع الأثرية الموجودة بالمتحف تابع "نصر الله" حديثه بالقول": «إن أبرز القطع النقدية، قطعة تحمل صورة الامبراطور فيليب العربي "ماركوس يوليوس فيليبوس"، الذي حكم "روما" في الفترة بين/244-249/ للميلاد، وقد عثرعليها في موقع "سحر اللجاة"، الواقع في الجهة الشمالية الشرقية من منطقة "اللجاة"، وإلى الجنوب الشرقي من بلدة "المسمية" بحوالي /6/ كم، في موسم تنقيب عام /1999/م، وتعد من أندر القطع النقدية في العالم حسب توصيفات المؤرخين، ولا يوجد منها إلا نسختان الأولى في متحف "درعا" والثانية في مكتبة بيربونت مورغان في "نيويورك".

كما يحتوي المتحف على /7500/ قطعة نقدية، و/6000/ قطعة أخرى تم العثور عليها في مدينة "الصنمين" عام /2007/، وتقدم شواهد عدة على الأزمات الاقتصادية التي مرت بها الامبراطوريات المتعاقبة على حكم "حوران"».

من متحف درعا

وفيما يتعلق بمتحف مدينة "بصرى" قال الآثاري "ياسر أبو نقطة"، من دائرة آثار "درعا": «يوجد المتحف داخل قلعة "بصرى"، تم افتتاحه عام /1975/م، ويتكون من عدة قاعات أهمها: "قاعة الفلاح والمطبخ والمضافة والطيور والعروس والألبسة"، وتحتوى كل قاعة على أهم الأدوات المستخدمة في حياة السكان اليومية في عصور مختلفة.

ويقسم المتحف إلى قسمين الأول في البرج السابع من قلعة "بصرى"، وتبلغ مساحته /480/ متراً مربعاً، والثاني عبارة عن متحف مكشوف يقع على مساحة/350/ متراً مربعاً في الجهة الشمالية بين البرجين العاشر والتاسع، ويبلغ عدد اللقى الأثرية التي يضمها متحف "بصرى" المغلق والمكشوف نحو/ 1117/ قطعة، أبرزها نحو/150/ قطعة حجرية تتنوع بين تماثيل وتوابيت وأعمدة وقطع اكساء، تعود للفترات الرومانية والبيزنطية والنبطية، وبعضها تماثيل لآلهة النصر تيكة ودافع الشر"غورغوريون".

كما يحتوي المتحف على تماثيل لشخصيات مهمة ولوحات فسيفسائية، كلوحة "ديرالعدس" والنقوش الكتابية اليونانية واللاتينية والنبطية والأسلامية، وهي عبارة عن نصوص تأسيسية لمبان أثرية وشواهد وقبور».

وأضاف "أبو نقطة": «تتضمن معروضات المتحف قطعاً فخارية يبلغ عددها /391/ قطعة تتنوع بين سرج وجرار وأباريق وأوان منزلية ومدامع وقوارير وقنابل يدوية ايوبية، ومجموعة من القطع المعدنية "ذهب و فضة وبرونز ونحاس" يبلغ عددها /759/ قطعة، فضلاً عن /283/ قطعة موجودة في المخازن، و/242/ قطعة من الزجاج، وتعد السرج الفخارية أهم المكتشفات الأثرية في "بصرى"، وتعتبر من أقدم القطع التي وجدت فيها، وتعود إلى عصر الحديد».

وحول متحف مدينة "جاسم" يقول السيد "أنور الجباوي" رئيس المركز الثقافي العربي في "جاسم": «يقع متحف الفنون الشعبية المفتتح حديثا في المركز الثقافي، ويضم أكثر من/200/ قطعة تراثية، تمثل الذاكرة الحقيقية لأبناء منطقة "حوران" من عادات وتقاليد، وتعكس واقع الحياة الاجتماعية الذي كان سائدا قبل عقود في المنطقة عموماً وما يحيط بمدينة "جاسم" خصوصاً، ويقسم المتحف حسب مقتنياته إلى مجموعات: أهمها مجموعة الأدوات المنزلية كالمفروشات، ومجموعة الأدوات الزراعية كالمنجل، ومجموعة السلال والصاجات والأفران والمناسف، ومجموعة أدوات الزينة».