تشتهر"حوران" بكثرة خربها وتلالها الأثرية التي لكل منها حكايتها الخاصة، في الوقت الذي اكتسب بعضها شهرة كبيرة على مر العصور.

موقع "eDaraa" عاد إلى الماضي وبحث عن مكانة هذه التلال في تاريخ درعا، وبدأ مع السيد "نضال شرف" باحث في قضايا التاريخ والتراث الحوراني، الذي تحدث بالقول: «كانت الخرب والتلال مساكن لمدن وقرى تزخر بالحياة، جانب المصادر المائية وتحصينات الموانع الطبيعية من مرتفعات ومشارف وأودية طلباً للأمن والاستقرار، ويوجد في ربوع "حوران" أكثر من/160/ خربة، وحوالي /50/ تلاً أثرياً، وفي كل خربة هناك بقايا أثرية لكسر فخارية وزجاجية وأساسات لأبنية سكنية وآبار وعيون وبرك وغيرها».

تشكلت التلال الأثرية "بحوران"، كغيرها في بقية المناطق من تراكم السكن البشري، بعضه فوق بعض وما تركه من مخلفات، توضعت عبر آلاف السنين تصاعداً حتى وصلت لارتفاعات عالية، وتخص المخلفات المذكورة عصورا مختلفة، وقد تعود طبقة واحدة منها لعدة عصور، وقد تعود عدة طبقات لعصر واحد

وحول الخرب الأثرية في المحافظة تحدث الآثاري "ياسر أبو نقطة"، من مديرية آثار درعا" بتاريخ 17/2/2011 لموقع "eDaraa" قائلاً: «اكتشفت بعثات التنقيب المحلية والأجنبية بعضا من آثارها، ومازال الكثير منها قيد الدراسة، وتدل الخرب على أن ثمة سكناً قديماً شهدته "حوران" يمتد الى ما يزيد على /10/ آلاف عام، وتشير إلى أن التمدن بدأ من هذه المنطقة، حيث توجد اللقى الحجرية والفخارية، وتنتشر الأسوار والأبنية الإدارية بشكل هندسي ومتقن، وتقدم أشكال البناء الموجودة فيها وخاصة ما يتعلق بالجدران والأساسات فكرة متكاملة عن تسلسل الطبقات وتوالي الفترات التاريخية».

وفيما يخص أوضاعها الحالية وأماكن تواجدها قال "أبو نقطة": «يوجد عدد كبير من الخرب الأثرية في "درعا" أشهرها خربة "الميسري" وتقع إلى الجنوب الشرقي من مدينة "درعا" على مجرى وادي "الزيدي"، تبلغ مساحتها /275/ دونماً، وهي عبارة عن تلة مرتفعة ضخمة تتفاوت في الارتفاع والانخفاض، بها مغاور وكهوف في طرفيها الغربي والشمالي باتجاه الوادي، وإلى الشرق منها توجد مدافن أرضية محفورة في الصخر على كامل الجدران.

وخربة "يبلة" وتقع بالقرب من بلدة "حيط" على وادي "اليرموك"، وفيها معالم لسكن بشري منذ العصور القديمة، وحتى الفترات الكلاسيكية والإسلامية، ونبع مياه لا يزال بحالة جيدة مع حوض حجري، وخربة "الدير" التي سميت بذلك نسبة إلى دير مسيحي موجود فيها، وتقع غرب بلدة "أم ولد" بحوالي /4/ كم، ومازالت تحتفظ بمعالم أبنية وبركة ماء وحجارة فيسفساء بيضاء، وخربة "خراب الشحم" وتقع على الضفة الشرقية لوادي "الزيدي"، ويوجد فيها مدافن ومغارات بيزنطية محفورة بالصخر.

كما عثر فيها عام /2004/م على جرار تعود لفترة العصر البرونزي، وخربة "السامرية" وتعود للعصور القديمة وتحتوي على بعض الآثار الهامة، وتقع شمال غرب قرية "جلين"، شكلها بيضوي يمتد من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي، تبلغ مساحتها /60/ دونماً، ويبلغ ارتفاعها حوالي /6/ أمتار، ويقدر طولها من الشرق إلى الغرب بحوالي /320/ م، وعرضها بنحو /220/م، وخربة "المطوق" وتقع بالقرب من مدينة "انخل"، حصلت فيها تنقيبات وطنية عام/ 2005/م، وعثر فيهاعلى مجموعة من اللقى الأثرية الهامة، وخربة "البجة" وسميت بذلك لوجود نبع ماء فيها، وتقع غرب مدينة "نوى"، وفيها أسوار ضخمة للغاية، وتعود لفترة العصر البرونزي، وخربة "الزرعة" تقع غرب مدينة "نوى" بحوالي /4/ كم، وإلى الجنوب الشرقي من تل "الجابية"، وإلى الشمال من تل "الجموع"، تحتوي على بقايا أساسات من الحجر البازلتي المنحوت، وخربة "غرز" وتقع جنوب شرق مدينة "درعا" بـ/4/كم، على جانبي وادي "الزيدي"».

وتابع "أبو نقطة" حديثه بالقول: «إضافة لذلك يوجد الكثير من الخرب الهامة منها خربة "الرويسية"، وتقع جنوب غرب بلدة "الطيبة"، وخربة "الرجيبة" غرب قرية "نصيب"، وخربة "المشيده" غرب قرية "الجيزة"، وخربة "الحرواصي" شمال قرية "غصم"، وخربة "المشرف" جنوب قرية "المتاعية"، وخربة "المنارة" شمال قرية "السماقيات"، وخربة "المهارة" جنوب مدينة "بصرى".

وخربة "الزمار" شمال غرب مدينة "الصنمين"، وخربة "عين فاده" شرق مدينة "جاسم"، وخربة "السعادة" جنوب شرق مدينة "طفس"».

وعن التلال الأثرية يقول الدكتور "محمد نصر الله" مدير آثار "درعا": «تشكلت التلال الأثرية "بحوران"، كغيرها في بقية المناطق من تراكم السكن البشري، بعضه فوق بعض وما تركه من مخلفات، توضعت عبر آلاف السنين تصاعداً حتى وصلت لارتفاعات عالية، وتخص المخلفات المذكورة عصورا مختلفة، وقد تعود طبقة واحدة منها لعدة عصور، وقد تعود عدة طبقات لعصر واحد».

وفيما يتعلق بسماتها وأماكن تواجدها ذكر "نصر الله": «يوجد في المحافظة الكثير من التلال الأثرية المنتشرة في مناطقها كافة، من أهمها تل "الأشعري" يقع في الجنوب الغربي من "حوران"، ويرتفع عن سطح البحر /455/م، عثر في الجهتين الغربية والجنوبية منه على شواهد من العصور الحجرية تتمثل بالقواطع والنصال ورؤوس السهام والمقاشط، وفي الجانب الغربي منه يوجد بعض المغارات تشير لوجود سكن بشري منذ ما يزيد على عشرة آلاف عام على أقل تقدير.

وتل "شهاب" وهو موقع محصن طبيعياً بوادي سحيق يبلغ عمقه بحدود /250/م، وتعود أسواره المدرجة على كامل الضلع الجنوبي إلى الفترة الكنعانية، ويقال بأن أطلال مدينة "قانو" الكنعانية موجودة فيها، كما تنتشر فيه الكهوف والمغارات الأثرية التي تخص العصور الحجرية والبرونزية، وتل "الشيخ حسين" ويقع غرب بلدة "أم ولد".

ويعود للفترة الرومانية ويوجد فيه بقايا معبد وثني، وأجزاء هامة من تماثيل ومنحوتات بازلتية، وتل "عشترة" ويقع بالقرب من قرية الشيخ "سعد"، وهو كبير الحجم، يعود للعصر البرونزي، وتل "حمد" ويقع غرب مدينة "الشيخ مسكين"، ويضم أطلال مدينة آرامية اسمها "زيري باشاني" ورد ذكرها في رسائل تل "العمارنة"، ويعود إلى فترات زمنية متعاقبة وقديمة.

وتل "أم حوران" يقع شمال مدينة "نوى"، عثر فيه على لقى رومانية في منتصف القرن العشرين، وتل "الحارة" ويقع شمال غرب مدينة "الحارة" وهو من النفث البركاني، ويعد من أعلى التلال في المحافظة، حيث يرتفع /1094/ م عن سطح البحر، ويوجد على قمته بقايا معبد يوناني، وفي طرفه الغربي مغاور وكهوف، وعثر فيه على آثار نبطية».

وأضاف "نصر الله": «وهناك أيضاً تلال أثرية أخرى معروفة في المحافظة منها "تل بويضان" ويقع شمال قرية "بويضان"، تل عشترة ويقع في أطراف الجيدور الجنوبية، تل قرية الطيبة، تل الدلي شمال مدينة "الشيخ مسكين"، تل بواريت جنوب غرب قرية "دير البخت"، تل السمن جنوب قرية "الشيخ سعد"، تل عين عفا شمال قرة "دير العدس"، تل السحيلية جنوب غرب قرية "الدلي"، تل الخضر شمال شرق قرية "عتمان"، تل الغساني جنوب قرة "زمرين".

وأيضاً يوجد تل البورة شمال شرق قرية "جباب"، تل المحصر جنوب شرق قرية "نمر"، تل قرين شمال غرب قرية "كفر ناسج"، تل عنتر شمال غرب قرية "كفرشمس"، تل الحد شمال قرية "جباب"، تل عربد شمال شرق قرية "دير العدس"، تل قسوة يقع شمال قرية "المحجة"، تل عرار شمال شرق قرية "عتمان"، تل الجموع جنوب غرب مدينة "نوى"، تل جعفر بك شمال غرب قرية "غباغب"، وغيرها"».