مازال "سوق الحميدية"- الذي يعد أقدم الأسواق في مدينة "درعا"- محافظاً على طابعه الشعبي، فبعد افتتاحه عام /1967/ استحوذ هذا السوق على مكانة اقتصادية واجتماعية هامة، وكان مقصد أهالي القرى والأرياف.

موقع "eDaraa" زار أقدم الأسواق في "درعا" بتاريخ 19/9/2011 والتقى السيد "موسى أكراد" أحد المرتادين للسوق برفقة عائلته والذي قال: «سوق الحميدية يتيح للأسرة بدائل متعددة للشراء، لكونه سوقاً تراثياً قديماً وكبيراً يحتوي على عشرات المحلات التي تبيع السلع الخاصة بالإناث وبأسعار عادية ومقبولة، يرتاده المئات يومياً، وهو من أفضل الأسواق في محافظة "درعا" وليس مركز المدينة فقط، وأكثرها حركة للمتسوقين، نزوره بشكل دائم لتأمين حاجات عائلتي من الألبسة وما يرافقها».

سوق الحميدية يتيح للأسرة بدائل متعددة للشراء، لكونه سوقاً تراثياً قديماً وكبيراً يحتوي على عشرات المحلات التي تبيع السلع الخاصة بالإناث وبأسعار عادية ومقبولة، يرتاده المئات يومياً، وهو من أفضل الأسواق في محافظة "درعا" وليس مركز المدينة فقط، وأكثرها حركة للمتسوقين، نزوره بشكل دائم لتأمين حاجات عائلتي من الألبسة وما يرافقها

السيد "فواز ناصر الجهماني" صاحب أول محل في السوق، وابن صاحب وأول من انشأ السوق فقال لنا: «قام والدي "ناصر الجهماني" عام 1967 بإنشاء وبناء السوق الأول في المدينة، الذي كان يتصف بأنه مسقوف، ولأنه كان أول سوق مسقوف تم تسميته سوق الحميدية نسبة إلى سوق الحميدية في "دمشق"، حيث لم تكن هناك أسواق قبله، والناس كانت معتادة على التسوق من المحلات في الشوارع.

فواز ناصر الجهماني

وتم بناء السوق من 24 محلاً، وكان في بداية بناء السوق ينقسم إلى قسمين قسم لوالدي والآخر لشخص من "دمشق" اسمه "عادل بيك العابد"، وقام والدي بدمج السوق نيابة عن هذا الرجل بعد توكيله بهذا العمل، وتم دمج المقسمين ليصبح سوقاً كاملاً أطلق عليه سوق الحميدية».

وعن البضاعة التي كانت تباع بالسوق في بداية افتتاحه يقول: «أول ما تأسس السوق كانت معظم المحال تبيع الصوف والقطن والصناعات التقليدية القديمة الخفيفة، ومنها المنجد ومحلات الفحم وتعبئة قداحات الغاز وعصرونيات خفيفة، ومع مرور الزمن تطور السوق، وأصبح من أفضل الأسواق بحوران، ويضم محلات كبيرة تتكون من ديكورات متنوعة، وحالياً معظم المحال تختص بالصنف النسائي، وما زال يحافظ على مكانته منذ 43 سنة».

ناجي محمد قنبر

أما تاجر الملابس النسائية "باسل محمد رشيد العايش" فقال: «أنا موجود في هذا السوق الشعبي منذ أكثر من 40 عاماً، وكان السوق منذ افتتاحه ولهذا الوقت السوق المركزي للمحافظة، ويختلف عن غيره من الأسواق لكونه يحمل طابعاً شعبياً تراثياً، وهو مقصد للقرى والأرياف لتجهيز العرائس والمناسبات، ويعتمد على ريف المدينة بشكل خاص، وأهم المبيعات فيه حالياً الألبسة النسائية والجزادين وبأسعار رخيصة إلى حد ما، لكون السوق ذي طابع شعبي، فهو سوق شامل وغني بمحتوياته، حيث تجد فيه معظم احتياجات الأسرة الخاصة بالنساء».

السيد "ناجي محمد قنبر" من تجار السوق وأحد أقدم من افتتح محلاً في السوق حدثنا عن تاريخ السوق وأهميته بالنسبة لأهل "درعا" فقال: «كان سوق الحميدية في بداية افتتاحه مركز النشاط التجاري الوحيد في المدينة، وكانت أفكار وتطلعات والدي والحاج "ناصر الجهماني" عند بداية افتتاحه أن يرتاده ويكون عملاؤه وزبائنه من أبناء الريف، وذوي الدخل المحدود من الفلاحين وغيرهم، لذلك الأقمشة الموجودة فيه تمتاز بالطابع الشعبي التقليدي لسكان القرى والأرياف، وهي معظمها أقمشة محلية وبأسعار رخيصة».

باسل محمد رشيد العايش