يحرص معظم سكان مدينة "درعا" وضواحيها على شراء حاجاتهم من المواد الغذائية، وخاصة من الخضار والفواكه من "سوق الخضرة"، لقربه من مركز المدينة وأماكن التجمعات الشعبية، ولكونه يوفر بدائل للشراء من السلع الغذائية بأسعار قلما تجدها في أماكن أخرى.

موقع eDaraa جال في السوق بتاريخ "23/1/2011" محاولاً تسليط الضوء على هذا المركز الحيوي في مدينة "درعا"، والذي يؤمه آلاف المواطنين يومياً، وكانت البداية مع السيد "عبد العزيز السرحان" من سكان مدينة "درعا" الذي قال: «أرتاد السوق باستمرار منذ حوالي عشر سنوات بمعدل مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعياً، حيث أجد فيه معظم احتياجات البيت الغذائية، من خضار وفواكه و لحومات وبيض وما إلى ذلك، والمميز في السوق أنه يوفر احتياجات المواطن بأسعار أرخص من المحلات التجارية، وخاصةً إذا ما زرته في المساء، لكون البائع يضطر إلى خفض الأسعار خوفاً من عودة الخضار والفواكه معه إلى المخزن، إن وجد».

نعمل باستمرار على المساعدة في حل أية مشكلة تحدث في السوق، وقد خصصت بلدية "درعا" رقم هاتف عام للشكاوى المتعلقة بسوق الخضار والأسواق القريبة منه، وذلك لخدمة المواطن بصفة عامة

ويتابع السيد "السرحان": «برأيي إن السوق مظهر حضاري رغم الطابع الشعبي الذي يغلب عليه، لكونه يوفر بدائل للمستهلك لشراء مختلف السلع، وبأسعار تتماشى مع محدودي الدخل، لذلك تجد الناس تنهال عليه من كل أنحاء مدينة "درعا" وحتى القرى والضواحي القريبة منها إذ تضيق بهم ممرات السوق أحياناً وخاصةً يوم الخميس الذي يسبق عطلة السوق في اليوم التالي، وأنا أشجع هذه الأسواق الشعبية، وأطالب بالمزيد منها في المحافظة لقضاء أحوال الناس البسطاء».

البائعان "فهد مشوّح محمد"، "محمود عيسى"

جرى تغيير كبير على السوق منذ حوالي خمس سنوات، هذا ما أفادنا به البائع في السوق السيد "فهد مشوّح محمد" وأضاف: «كان السوق في السابق على شكل مهاجع تتوجه أبوابها باتجاه الشمال، ثمّ قامت بلدية "درعا" بتحويله إلى سوق موحّد مسقوف، وانتقل إليه أكثر البائعين المتجولين الذين كانوا يشكلون سوق "عمّاش" القريب منه، وأصبح "سوق الخضرة" يحوي من الداخل بسطات من الجانبين ويتوسطها ممر للمواطنين روّاد السوق».

ويتابع السيد "فهد": «يوجد حوالي /400/ بائع بسطة في السوق، بعضهم يملك مكان البسطة والبعض الآخر مستأجر للمكان ممن يملكه- بحوالي /3000 ليرة سورية/ شهريا-، وأنا شخصياً مستأجر في السوق، وأعمل فيه منذ حوالي ثماني سنوات، وأرى بعيني الإقبال الشعبي الواسع عليه، حيث يرتاد السوق يومياً حوالي /25000/ مواطن، كما يوفر السوق حوالي /1000/ فرصة عمل».

سوق الخضراء- ضمن الدائرة الخضراء، محطة القطارات- الدائرة الحمراء

أمّا السيد "محمود عيسى" وهو أيضاً بائع في السوق منذ حوالي عشر سنوات فيقول: «تباع الخضار والفاكهة هنا بأسعار رخيصة قد تصل أحياناً إلى سعر الجملة، لكون سوق الخضرة لا يخضع للرسوم والضرائب التي تفرض على المحلات التجارية، وأيضاً لا تترتب على البائعين مصاريف أخرى كفواتير الماء والكهرباء وما شابه، ناهيك عن قرب سوق الخضرة من سوق الهال المركزي في محافظة "درعا" كل ذلك يساهم في الأسعار الرخيصة في السوق».

ويضيف السيد "محمود": «تجد في السوق ألوانا متعددة من السلع تتيح للمواطن خيارات متعددة للشراء، وبكل أريحية تجد رب الأسرة يتجول في السوق ليجد ضالته أخيراً بسعر يناسبه، بعد أن يكون قد أخذ لمحة عامة عمّا يوجد في السوق من خضار وفواكه واطلع أيضاً على الأسعار».

السيد "عبد العزيز السرحان"

أرض السوق بالأساس ملك لإدارة "سكة حديد الحجاز" هذا ما يؤكده السيد "نزار النابلسي" رئيس مركز "سوق الخضار" ويضيف: «استأجر المجلس المحلي لمدينة "درعا" أرض السوق بعقد طويل الأمد، وأنشأ عليه "سوق الخضار" الذي يضم /334/ بسطة، وأخذت البلدية تطرح هذه البسطات للإيجار بحدود/8500 ليرة سورية/ سنويّا».

وعن طبيعة الخدمات المقدمة للسوق قال السيد "النابلسي": «نحن مسؤولون بالدرجة الأولى عن الرقابة الصحية والنظافة، حيث تتم عملية تنظيف السوق باستمرار وعلى مدار اليوم- إذ يفتح السوق أبوابه من الصباح حتى المغرب- من قبل عمال النظافة، الذين يخرجون الأوساخ وبقايا الخضار والفواكه التالفة إلى خارج السوق بمساعدة البائعين، ثمّ تجمّع في حاويات القمامة لترحل بعدها من قبل سيارات النظافة التابعة لبلدية "درعا"».

وتابع السيد "نزار": «يشمل عملنا أيضاً متابعة أحوال القصابين المحيطين بالسوق، وذلك من خلال التأكد من طريقة الذبح الصحية في المسلخ أم خارجه، والتأكد من وجود الأختام الصحية، وأيضاً متابعة نظافة المحلات وعمالها، وفحص آليات فرم اللحمة والثلاجات والتأكد من سلامتها وصحية العمل بها، كما يقوم المركز بمراقبة صلاحية المواد الغذائية والمعلبات في السوق وكشف الفاسد منها».

واستطرد "رئيس مركز سوق الخضار" بالقول: «نعمل باستمرار على المساعدة في حل أية مشكلة تحدث في السوق، وقد خصصت بلدية "درعا" رقم هاتف عام للشكاوى المتعلقة بسوق الخضار والأسواق القريبة منه، وذلك لخدمة المواطن بصفة عامة».