ما إن يصل الشهر الفضيل شهر "رمضان المبارك إلى أيامه الأخيرة، حتى تبدأ ملامح أسواق العيد تتضح شيئاً فشيئاً مع اقتراب العيد الفطر السعيد، حتى تكتسي الأسواق والمحال التجارية في محافظة "درعا" بالخيرات وتظهر بحلة جديدة تتلون بشتى أنواع السلع، الملابس وألعاب الأطفال والحلويات عدا عن متابعة بيع المشروبات الرمضانية كالسوس والتمر الهندي والمربيات والأجبان والتمور.

تصبح الأسواق قبلة للزبون من جميع أنحاء المحافظة، حيث تبدو وكأنها محشر لكثرة المرتادين كما تعلو أصوات الباعة من هنا وهناك منادين ومرغبين ببضاعتهم، وتصل ذروة العرض والطلب على مختلف البضائع والمنتجات الاستهلاكية قبل العيد بيومين وفي يوم وقفة العيد، ومع المواطنين الذين يرتادون الأسواق لقضاء حاجياتهم استعدادا للعيد موقع eDaraa زار أسوق مدينة "درعا" ليتعرف على التحضيرات التي يقوم بها الناس لاستقبال العيد. والتقينا مجموعة من المواطنين بتاريخ 5/9/2010حيث يقول السيد "شادي الراشد": «توفر في الأسواق جميع ما احتاجه الصائم من الخيرات كالخضار بأنواعها والمواد التموينية والاجبان والفواكه منذ بداية الشهر الفضيل، وفي الأسبوع الأخير من شهر رمضان في كل عام، نبدأ التحضير لقدوم عيد الفطر السعيد، وفي مقدمة ما نسعى لتأمينه متطلبات الأولاد لأن فرحة العيد تزداد بفرح الأطفال. نقوم بشراء الثياب والألعاب الجديدة والأحذية الجديدة، وتحضير العيدية وتأمين مستلزمات العيد مثل الحلويات والأكلات الخاصة لتقديمها أيام العيد».

نقوم يوميا بجولات رقابية صباحية ومسائية على مختلف الأسواق التجارية والشعبية، للتأكيد على نظافتها والتدقيق في الأسعار منعاً للغش ورفع الأسعار على المواطنين مستغلين فترة الشهر الفضيل وفترة الأعياد، ونعمل خلال الجولة على أخذ عينات عن مختلف البضائع والمنتجات، وتأكيدنا على صلاحية المواد ومطابقتها للمواصفات الداخلة في تركيبها

بينما يقول "تيسير عبد الرزاق" صاحب محل ألبسة رجالية ونسائية ومدرسية: «يحمل الشهر الفضيل طابع الطعام، وترتفع خلاله ميزانية إنفاق الأسر بهذا المجال، ولم تشهد حركة البيع في بداية الشهر أية حركة تذكر بالنسبة لسوق الألبسة، لكن المبيعات شهدت في العشر الأيام الأخيرة من رمضان، حركة كبيرة ومتواصلة تستمر حتي ساعات متأخرة من الليل، كون الأسر ترغب بشراء الملابس قبل فترة الازدحام التي يشهدها السوق قبل العيد بيومين».

تيسير عبد الرزاق

وتقول "مروج الراشد" وهي موظفة: «ارتفاع أسعار المواد الغذائية في فترة رمضان حتم علينا إتباع تدابير التوفير، باعتبار أن شهر رمضان يمتد لمدة طويلة ويستلزم الكثير من المتطلبات. قمت منذ بداية الشهر الكريم بشراء الحاجيات الضرورية والمشروبات اليومية، وبالرغم من ارتفاع الأسعار إلا أن جميع ما يحتاجه الصائم موجود في الأسواق، وفي هذه الأيام نستعد لاستقبال العيد مما يتواكب مع عاداتنا، حيث نتجمع أنا وأخواتي ونقوم بزيارات متعددة وجولات للأسواق التجارية لاختيار الأقمشة، ونذهب لمحلات الخياطة لتفصيل ثياب العيد، إضافة إلى إجراء عملية التنظيف في المنزل، وغسيل السجاد لاستقبال الضيوف خلال فترة العيد».

ويقول المواطن "خالد العقلة": «تزامن شهر رمضان الكريم مع افتتاح المدارس التي تحتاج لنفقات خاصة، إضافة إلى شهر رمضان الذي يحتاج مصاريف خاصة كونه يتمتع بخصوصية معينة، كما أنه ترافق مع فترة تخزين بعض المواد الغذائية للشتاء منها المكدوس واللبنة والملوخية والبامية ودبس البندورة. وتمر في هذه الأيام الاستعداد لفترة العيد والجيوب شبه فارغة، لكن هذا لا يمنعنا من التحضير والاحتفال بالعيد الذي ننتظره كل عام مرة واحدة، اشتريت ثياب لجميع أبنائي والبالغ عددهم 7 أولاد، وحالياً سأقوم بشراء الأمور الأزمة لفترة العيد، ومنها أدوات خبز العيد وهدايا شقيقاتي البنات العناية، والأمور الخاصة بزيارة المتوفين من أقاربي وأسرتي».

حركة واسعة في الاسواق

حركة البيع والشراء في السوق خلال أيام التي تسبق العيد نقلها لنا السيد "حمادة سلامات" أحد الباعة في سوق الخضار فتحدث بالقول: «حركة البيع كانت ضعيفة في العديد من أيام الشهر الفضيل، والسبب ارتفاع الأسعار بعض الشيء، وعلى الأخص بالنسبة للخضراوات التي أصبح تأمينها يشكل عبئاً على المواطن صاحب الدخل المحدود، والسبب في ارتفاع الأسعار هم تجار سوق الجملة، وحالياً بدأت حركة الأسواق تنشط بشكل تدريجي مع اقتراب فترة العيد، حيث أصبحت الأسر تشتري الفواكه وبمختلف الأنواع بالإضافة للخضروات».

وفي هذا الإطار يقول المراقب الصحي العامل في بلدية "درعا" "إبراهيم برماوي" الذي التقيناه أثناء جولتنا في أحد الأسواق: «نقوم يوميا بجولات رقابية صباحية ومسائية على مختلف الأسواق التجارية والشعبية، للتأكيد على نظافتها والتدقيق في الأسعار منعاً للغش ورفع الأسعار على المواطنين مستغلين فترة الشهر الفضيل وفترة الأعياد، ونعمل خلال الجولة على أخذ عينات عن مختلف البضائع والمنتجات، وتأكيدنا على صلاحية المواد ومطابقتها للمواصفات الداخلة في تركيبها».

رئيس مجلس مدينة درعا

المحامي "أيمن محاميد" رئيس مجلس مدينة "درعا" تحدث عن الإجراءات التي اتخذها مجلس المدينة لمراقبة الأسعار وضبطها بالقول: «استعدت عناصر البلدية الرقابية والصحية لشهر رمضان وحالياً فترة العيد الذي يتسم بارتفاع الطلب على المواد الغذائية والملابس والحلويات، حيث سيرت مجلس المدينة بالتعاون مع مديرية الصحة ومديرية التجارة الداخلية دوريات رقابية على الأسواق، لضبط الأسعار وقمع المخالفات والتأكد من سلامة الأغذية المباعة حفاظاً على سلامة الصائمين، إضافة إلى سحب العينات من كافة المعروضات في السوق حرصاً على مطابقتها للمواصفات المطلوبة. ونقوم بمراقبة توفر المواد الضرورية لعيد الفطر السعيد، وتسهيل انسيابها ومنع التلاعب بالأسعار، ويتم تلقي الشكاوى التموينية على مدار الساعة في القسم الصحي، حيث تتم المعالجة بسرعة قصوى، ونقوم بسحب عينات من السلع الغذائية المشكوك بها أو منتهية الصلاحية حيث يستغل بعض ضعاف النفوس زيادة الطلب عليها لتمريرها بين السلع خصوصاً في الأسواق الشعبية وعلى البسطات ولدى الباعة الجوالين».