في الوقت الذي مازال فيه أبناء محافظة "درعا" يفتخرون بتراثهم الشعبي، وعاداتهم وتقاليدهم في المناسبات المختلفة، ظهرت في بعض مدن وبلدات محافظة "درعا" بالسنوات الأخيرة، صالات الأفراح كبديل للعرس الحوراني، نتيجة لارتفاع تكاليفه، ووجود بعض المظاهرالسلبية التي ترافقه، كالضوضاء وشغل الأماكن العامة.

يقول السيد "إبراهيم العبيد" من أهالي مدينة "جاسم": «اعتاد أهالي "درعا" في السابق، على قيام حفلات الأعراس في ساحات دورهم العربية الواسعة، وبعد أن ضاق بهم المكان، اتجهوا لإقامة أفراحهم في "الخيام"، حيث أصبح لبعض العائلات خيم خاصة لإقامة الأفراح والأتراح، أما الآن فقد غدت الصالات المكان المناسب، لكونها برأيهم توفر الجهد والمال، إن صالات الأفراح تتواجد في القرى الميسورة الحال، والتي يعمل قسم من أبنائها في دول الاغتراب».

جاءت صالات الأفراح نتيجة طبيعية للاكتظاظ السكاني والتوسع العمراني، ولتوفر مبالغ كبيرة كانت تهدر في الأعراس، في الوقت الذي يحتاجها العروسان لاستكمال مستلزمات بيتهم الجديد

وحول أهمية صالات الأفراح تحدث السيد "محمود الصليبي" صاحب صالة الأفراح في "جاسم"، لموقع eDaraa بتاريخ 16/6/2010 قائلاً: «افتتحت أول صالة في البلدة منذ عدة أشهر، وقد أدرك الناس أهميتها نظراً لحاجتهم الماسة لها، لإقامة حفلاتهم فيها، بعد أن أصبحت تكاليف الأعراس الشعبية مرتفعة، لا يقدرعليها الكثيرون من أبناء البلدة والقرى المجاورة، وخاصة أن الصالات تستوعب عدداً كبيراً من المدعويين الضيوف، وتقدم الكثير من الخدمات كالطعام والشراب والقهوة العربية والمشروبات الباردة والساخنة، وكل ذلك بأسعار تتناسب مع ذوي الدخل المحدود».

السيد محمود الصليبي

وفيما يتعلق بالخدمات التي تقدمها قال السيد "وليد الشرع" صاحب صالة أفراح في "نوى": «تعد صالتنا الوحيدة في منطقة "نوى"، تم افتتاحها منذ عام /2008/، لعدم وجود أخرى في "نوى"، وتلبية لاحتياجات الأهالي الذين يتوجهون إلى صالات الأفراح في مدينة "درعا"، لإقامة حفلات زفاف لأبنائهم، هناك إقبال جيد عليها، وخاصة في فصل الصيف، حيث تقوم الصالة بجميع الأعمال والترتيبات التي تقع على عاتق صاحب العرس عادة في حالة الأعراس الشعبية، من طباعة بطاقات الدعوة، والتنسيق مع الفرقة الفنية أو الشعبية، وتقديم مختلف أنواع الضيافة للمدعوين، ويبقى صاحب العرس متفرغاً لاستقبال ضيوفه».

وفيما يخص ميزاتها ذكر السيد "أنور ادبيس" مهتم بقضايا التراث الحوراني: «يمثل العرس الحوراني ظاهرة رائعة، يتجسد فيها الكثير من القيم، كمشاركة أهالي البلدة جمعياً في تخفيف الأعباء عن أهل العرس، من خلال تقديم المساعدة المادية والمعنوية، لكن يبدو أن هناك توجهاً نحو الصالات لإقامة الأفراح والمناسبات الأخرى، وهذا الأمر لا يسيء لعاداتنا القديمة، وإنما هو أمر واقع يفرضه تطور الحياة العصرية، وتعد هذه التجربة جديدة في ريف محافظة "درعا"، لم يمض عليها بضع سنوات، ومازالت في بعض المدن غير مألوفة لعدم تعود الناس عليها ومعرفة مزاياها، كتوافر المكان المناسب والواسع لإقامة الحفلات، والتقاء الناس في مكان واحد وتحت سقف واحد، والغاء حالة الفوضى في الأفراح العادية».

السيد أنور ادبيس

وحول مبررات إقامة الصالات يقول السيد "أحمد أبو رشدان" مدرس ومهتم بالتراث والموسيقا: «لا يشك أحد بأن التراث الحوراني جميل جداً بكل مكوناته ومفرداته وأنواعه، لكونه يمثل الأصالة، إلا أن البعض راح يسيء لهذا التراث، من خلال بعض العادات السيئة، كالتجمعات العشوائية الكبيرة في الساحات والطرقات العامة، والإزعاجات الناتجة عن تشغيل الإذاعات ومكبرات الصوت، وللتخلص من هذه الاربكات ظهرت فكرة إقامة حفلات الأفراح في صالات مغلقة، ومن ميزاتها تنمية الروابط الاجتماعية، واختصار العرس لعدة ساعات بدلاً من عدة أيام، وهذا يتناسب مع متطلبات العصر في استغلال الوقت قدر المستطاع».

وأخيراً قال السيد "بسام العقلة" من أهالي "جاسم": «جاءت صالات الأفراح نتيجة طبيعية للاكتظاظ السكاني والتوسع العمراني، ولتوفر مبالغ كبيرة كانت تهدر في الأعراس، في الوقت الذي يحتاجها العروسان لاستكمال مستلزمات بيتهم الجديد».

مكان جلوس العروسين