تشكل الحدائق البيئية التي تزخر بها مدينة "درعا" مجالاً حيوياً متكاملاً، و تجسيداً للوعي البيئي بأبهى صوره، وتعد مثالاً ناجح لتلاقي الإرادة الشعبية للحفاظ على البيئة، ومواجهة الزحف العمراني الذي يغزو مدننا وبعض قرانا، وذلك للحفاظ على الحياة البيئية المتكاملة. لذلك قام مجلس مدينة "درعا" بإنشاء وإحداث العديد من الحدائق البيئية في المدينة بهدف تشجيع الناس على الاهتمام بالثقافة البيئية، والانتقال من المعرفة النظرية للبيئة إلى التطبيق العملي لها.

المواطن"سمير الراشد" أحد الذين يقطنون بجانب الحديقة البيئية قال لنا: «الحدائق هي متنفس لأبناء المحافظة جميعاً دون استثناء، وكيف إذا كانت هذه الحدائق بيئية تزرع فيها جميع الأشجار والنباتات البيئية النادرة والتي تتلاءم مع طبيعة المحافظة، أيضاً كونها ستكون تعليمية لتستفيد المدارس المحيطة بها من خلال الاطلاع على أنواع الأشجار والأعشاب التي ستزرع في الحديقة، بالإضافة لأنها ستكون متنزه للمواطنين حيث ستكون حديقة عامة، فضلاً عن فائدتها البيئية والاقتصادية في تنشيط الحركة السياحية في المحافظة وتحسين الوضع البيئي في المحافظة».

بأن هذه الحدائق تهدف إلى تشجيع الأهالي والطلاب لتطبيق معارفهم ومهاراتهم في تحقيق معادلات التوازن البيئي، وتحقيق التنمية المستدامة على مستوى النظام البيئي المصغر الموجود لديهم وتعميق فهمهم لمكونات البيئة المحلية والعمل على حمايتها واستدامة تنميتها وتعزيز الأنشطة التفاعلية في تطبيق عدد من مفردات المناهج المقررة بشكل عملي

عن أهمية هذه الحدائق وعددها بمدينة "درعا" تحدث لموقع eDaraa المحامي "أيمن محاميد" رئيس مجلس مدينة "درعا" بتاريخ 4/5/2010فقال لنا: «إنشاء وإحداث هذه الحدائق جاء أولاً كخطوة أولية لنشر التوعية البيئية، وثانياً كتجربة أولى في تسليط الضوء على المخزون الطبيعي للزراعات المتواجدة في مدينة "درعا"، حيث تجمع الحدائق بين أرجائها كل النباتات الموجودة في منطقة "حوران"، وهي مثال ناجح لتلاقي الإرادة الشعبية والحكومية من خلال التعاون الطوعي للشباب الذي تشرف عليهم منظمة شبيبة الثورة ب"درعا" للحفاظ على البيئة، أردنا أن ننقل رسالة لجميع الناس بأن "درعا" التي تنبض بالحياة من خلال مناظرها الخلابة وأوابدها الأثرية، تثبت من جديد كيف يمكن أن نحول الأراضي المهملة في أطراف المدن إلى حدائق تحافظ على التنوع الحيوي وتكون نموذجاً يحفز لاستعادة المساحات الخضراء التي رحلت عن المدينة في غفلة من الزمن، ويوجد في المدينة ثلاث حدائق هي الحديقة البيئية الأولى، وحديقة أطفال "درعا" البيئية وتبلغ مساحتها أربعة دونمات، والحديقة البيئية الثانية ويبلغ مساحتها ثمانية دونمات، وتم تجهيز مكان الحدائق من حيث الإنارة والمقاعد والألعاب من قبل مجلس المدينة».

رئيس مجلس مدينة درعا

من جهته اعتبر المهندس "جمال عز الدين" رئيس قسم الحدائق بمجلس مدينة "درعا": «بأن هذه الحدائق تهدف إلى تشجيع الأهالي والطلاب لتطبيق معارفهم ومهاراتهم في تحقيق معادلات التوازن البيئي، وتحقيق التنمية المستدامة على مستوى النظام البيئي المصغر الموجود لديهم وتعميق فهمهم لمكونات البيئة المحلية والعمل على حمايتها واستدامة تنميتها وتعزيز الأنشطة التفاعلية في تطبيق عدد من مفردات المناهج المقررة بشكل عملي».

وعن نوعية الأشجار التي والنباتات التي زرعت بالحديقة يقول هنا: «تم تقسيم الحدائق إلى عدة جزر وتحتوي كل جزيرة على نوع محدد من النباتات والأشجار، ومن الأشجار التي زرعت في الحديقة حتى الآن هي السنديان والأرز والشوح، والشوكيات حول بعض الصخور والسرو بأنواعه، والنخيل وكافة الأصناف المتأقلمة ضمن المحافظة، وتم زراعة الورد الجوري والبيلسان والياسمين، والصنوبر والشوكيات والعفص والأزدرخت، بالإضافة للغستروم ، وسيتم زراعة بعض النباتات المزهرة الحولية خلال الموسم الصيفي في الحديقة، كالشاشات والكاميليا الهجينة، إضافة إلى بعض النباتات الجديدة التي يمكن زراعتها بطريقة عشوائية مختلطة، وإضافة مسطحات خضراء وجزر للنبات المزهرة الحديقة، وتشكل هذه الحدائق مجالاً حيوياً تجتمع فيها فراشات وطيور وحشرات مفيدة تقدم للمشاهد العلاقات البيئية المتكاملة».

الحديقة البيئية

الشباب كان لهم دور بزراعة وتأهيل هذه الحدائق من خلال حملات تطوعية وهنا يقول أمين فرع الشبيبة "منصور أبو السل": «من أجل الحفاظ على البيئة ومساهمة الشباب في تحسين الوضع البيئي، تم تأسيس عدد من النوادي البيئية في الروابط الشبيبية والمدارس الريفية بالمحافظة ومركز المدينة، بهدف نشر الوعي البيئي بين الطلاب والقيام بعدد من النشاطات حيث يزور أعضاء النوادي المواقع الحراجية بالمحافظة ويتعرفوا على مكونات الغابات فيها، وكان لهم دور كبير في زراعة وتأهيل الحدائق البيئية بالمحافظة، وخصوصاً مركز مدينة "درعا"، كما شاركوا في المجلات الحائطية المتعلقة بحماية البيئة للتعرف عليها من خلال أعداد لوحات تصنيفية للأنواع النباتية وأقسامها، كما زرعوا بعض أنواع الأشجار الحراجية والمثمرة في حدائق المدارس، فكان المساهمة النادي البيئي الفرعي الأثر الكبير في استثمار الحدائق البيئية وزراعتها بالتعاون مع مجلس مدينة "درعا"».

امين فرع الشبيبة