"الجولان" المحتل منطقة تتوجه إليها عيوننا وقلوبنا بشكل دائم، فهي جزء لا يتجزأ من أرض الوطن وستعود إليه عاجلاً أم آجلاً، وهنا يأتي دور التوثيق لكل شيء في هذه البقعة كدليل على تمسك أبنائه به، ربما هي الفكرة التي حاول أن يعبر عنها ابن منطقة "الجولان" الصحفي "يوسف البريك" الذي واضب على جمع ما أمكن مما يعبر عن تاريخ "الجولان" وتراثه وحضارته.

ونتيجةً للكم الكبير من الوثائق التي تمكن السيد "يوسف" من الحصول عليها فقد قرر أن يحولها إلى معرض يشاهد الناس مدى قيمة محتوياته.

ويسعدني أن تكون مشاركتي الثالثة في محافظة "درعا" وهي التي تمثل جزءاً لا يتجزأ من حاضرة "الجولان"، وتزامناً مع احتفالية "درعا" خالية من الأمية، وما نأمله أن تكون الاحتفالية القادمة: "الجولان خال من العدو الإسرائيلي المغتصب ورفع العلم العربي السوري على كامل تراب الجولان" وأقدر للسادة أمين فرع الحزب بدرعا والسيد محافظ "درعا" حضورهما ودعمهما

الصحفي "يوسف البريك" وعلى هامش مشاركته باحتفالية "درعا" خالية من الأمية تحدث لموقع eDaraa بتاريخ 9/1/2010 عن معرضه الذي حمل عنوان "الجولان عائد"، فبدأ حديثه بتعريفٍ عن المعرض ومحتوياته فقال: «المعرض عبارة عن مجموعة كبيرة من الأشياء والوثائق التي تؤرخ لإقليم "الجولان" منذ فجر التاريخ وحتى اليوم، بدءاً بالحضارة الآرامية والهيلينية والرومانية والبيزنطية والإسلامية والعثمانية ومرحلة الاستقلال مروراً بثورة الثامن من آذار ونكسة حزيران وحرب تشرين التحريرية وتحرير "القنيطرة" ورفع العلم السوري على يد القائد الخالد "حافظ الأسد" في 26/7/1974».

السيد يوسف البريك

أما عن المحتويات التي يضمها المعرض فيقول السيد "يوسف": «تشتمل المعروضات على الأشياء التي استخدمها الإنسان الجولاني في مطلع القرن الماضي كأغراض الكرم ومنها أدوات القهوة المرة والسيف والخنجر الجولاني الذي اشتهرت بصناعته على وجه التحديد قرية "مجدل شمس"، وهو من أميز الأسلحة الشخصية في منطقة بلاد الشام من حيث الصنعة والحرفية المتميزة، كذلك الأزياء الشعبية والحلي النسائية الفضية وأدوات الزينة للمرأة، إضافةً إلى عدد كبير من الكتب التي أرخت لمنطقة "الجولان" من الناحية الاجتماعية والسياسية والعسكرية وما كتبه الموثقون والرحالة والمستشرقون وكتب الفلكلور والشعر الشعبي والعادات والتقاليد وأسماء الشهداء، إلى جانب عدد كبير من الصور الوثائقية للمكان والإنسان والصحف التي كتبت يوميات "الجولان" منذ نكسة حزيران ووقائع حرب تشرين التحريرية، وكل الفعاليات السياسية والدبلوماسية منذ بدء الحركة التصحيحية المباركة ومكرمة السيد الرئيس باستقبال الوفود من أهلنا في الجولان المحتل وتسهيل قدوم الطلاب من القرى المحتلة للدراسة في جامعات ومعاهد القطر، ومكرمته كذلك بمنح الهوية السورية والرقم الوطني لكل مواطني الجولان المحتل».

أما عن كيفية جمع تلك المعروضات خصوصاً أن معظمها نادر وفريد، فأوضح السيد "يوسف": «المقتنيات النادرة كانت نتيجة اهتمامي الشخصي منذ الصغر لكوني مواطناً سورياً يؤمن بحق سورية باستعادة الأرض المحتلة كاملةً سلماً أو حرباً، ولإيماني أن التوثيق هو ذاكرة الوطن وأن الأمة التي لا توثق تاريخها لا تاريخ لها، فكان أن اجتهدت وتابعت بكل الإمكانات المتاحة جمع هذه الوثائق الشاملة والنادرة حتى تكون مشروعاً توثيقياً مؤسساتياً شاملاً وعلمياً، وهذا ما كان».

الأدوات الزراعية القديمة

وعن المشاركات السابقة للمعرض يقول الصحفي "يوسف": «مشاركتي هذه هي الثالثة لمقتنياتي، حيث كانت المشاركة الأولى من خلال فعاليات ملتقى "الجولان" الدولي الذي احتضنته مدينة "القنيطرة" المحررة حاضرة الجولان وحاوية الدمار المقصود، بدعوة ورعاية من القيادة القطرية للحزب والسيد محافظ "القنيطرة" مشكورين، أما المشاركة الثانية فكانت على منبر صالة المعارض في المركز الثقافي العربي في "أبو رمانة" في "دمشق" برعاية وزارة الثقافة وبتشجيع من الدكتور "رياض نعسان آغا" وزير الثقافة، واستمر المعرض في الفترة ما بين الحادي والعشرين من شهر كانون الأول لعام ألفين وتسعة ولغاية الخامس من شهر كانون الثاني من العام الحالي».

وختم السيد "يوسف" حديثه واصفاً مشاركته الثالثة الحالية بالمركز الثقافي في "درعا" فقال: «ويسعدني أن تكون مشاركتي الثالثة في محافظة "درعا" وهي التي تمثل جزءاً لا يتجزأ من حاضرة "الجولان"، وتزامناً مع احتفالية "درعا" خالية من الأمية، وما نأمله أن تكون الاحتفالية القادمة: "الجولان خال من العدو الإسرائيلي المغتصب ورفع العلم العربي السوري على كامل تراب الجولان" وأقدر للسادة أمين فرع الحزب بدرعا والسيد محافظ "درعا" حضورهما ودعمهما».

وصور نادرة