في مدينة "درعا" مواقع كثيرة تنبض بالحياة، لكن لا يوجد إجماع على مكانٍ واحد ليكون رمز المدينة وملتقى أحبتها، مع إلحاح البعض لمعرفة ما هو الرمز الأكثر شهرةً للمدينة.

الآراء التي استطلعناها بتاريخ الثامن عشر من كانون أول 2009م أشارت:

السيد "مروان كيوان" مصور: أعتقد وبدون شك بأن "ساحة السادس عشر من تشرين الثاني" هي المكان الأكثر شعبيةً بمدينة "درعا"، فهي أقرب مكان لقلب المدينة الكراج الغربي، وفيها بعض عناصر الجمال مثل زورق رخامي وسط نافورة ماء جميلة. ومنصة عالية ودرابزين رخامي ومرج أخضر. إضافةً لوجود بائعي العرانيس والترمس والفول وكافة أنواع المشروبات، فبإمكانك القيام بسيران بسيط بمبلغ لا يتجاوز الخمسين ليرة وهذا ضرب من الروعة. وبالتالي فهي المكان الأكثر جماهيرية وتفاعل.

نصب المحارب

لكن "خلف بجبوج" وهو لاعب كمال أجسام فيرى أن منطقة محطة "سكة القطار" هي الأكثر تراثاً، والسبب أنه وصغار مدينة "درعا" قبل ربع قرن كانوا يرتادونها ويشربون من منهل الماء الموجود فيها والذي أنشاه "العثمانيون" في بدايات القرن العشرين وأخذت "درعا" المحطة اسمها أصلاً من هذا المكان.

فهو مكان هادئ يتجسد فيه روعة التراث من خلال وجود عمارة حجرية بسقوف قرميدية، وعليه فأرى أنه الهدف المقصود، وأنا آخذ ابني الصغير كل فترة ونجلس على أطلال القطار البخاري الجميل.

الزيدي يمر من منتصف درعا

فيما يذهب السيد "سهيل توماجيان" إلى أن دوار "تمثال المحارب" والذي يوجد على طرف "وادي الزيدي" منتصف الطريق القادم من مدخل "الأردن" هو المكان الذي كان يعبر عن رمز "درعا" كون الرجل يرتدي لباساً تراثياً حورانياً ويحمل بندقية كناية عن الشجاعة والمروءة.

أما حالياً فيتابع التوماجيان: فأرى أن دوار الدلة المقابل "للمتحف الوطني" بات المكان الأكثر جماهيرية، كونه مرتكز في الطرف الشرقي من "درعا"، في مواجهة "دمشق" ليرمز إلى عراقة المحافظة وكرمها، وفنجان القهوة العربية الذي اشتهرت به على مر التاريخ، وهو ما يتم تقديمه للضيف فور دخوله أي بيت حوراني.

وفي نهاية مطافنا لجأنا بالسؤال للمحامي القدير "أحمد ناجي المسالمة" شيخ مثقفي "حوران" فأشار إلى أن كل الأمكنة خير وبركة، ولكن إن أحببنا أن نشير لمكان رمز فهو بالأكيد طرف "وادي الزيدي"، وأقصد عيون الماء الطبيعية التي كانت سبباً بالأصل في إنشاء مدينة "درعا"، وأورد على سبيل المثال: "ينابيع الطويلة" و"المالحة" و"أم الزرازير"، ويالها من ذكريات، لكن عوامل الزمن قد أتت عليها وحبذا القيام حالياً بإعادة الحياة إليها كونها جزءا من تاريخنا وهويتنا.