نفضت قرية "أم المياذن" عن جبينها المتعب غبار الحرب وانتفضت لتبعد عن جسدها كل أدران الغدر، عادت إلى الحياة من جديد؛ لتضخ في شرايين "حوران" هواءها المنعش المفعم بعبير النصر المؤزر، وتشحن قلبها بشلالات فرح.

"أم المياذن" 12كم جنوب شرق "درعا" واحدة من عشرات القرى والبلدات التي عاد إليها أهلها بعد عودة الأمن والأمان إليها، وبعد يوم من إعلان تحرير البلدة كان "ضياء المحاميد" يقف عند مدخل البلدة برفقة زوجته على دراجة نارية ويحمل أطفاله. مدونة وطن "eSyria" التقته بتاريخ 24 تموز 2018، حيث قال: «اضطررت للخروج كبقية عائلات البلدة مع زوجتي وأطفالي هرباً من القتال، أما اليوم، فقد أصبح الأمر مختلفاً، وعاد الأمن والأمان، وصار بإمكاننا الخروج والعمل من دون خوف، وتم تأمين جميع متطلبات البلدة، وعادت الحياة إلى طبيعتها، وسنعود إلى أعمالنا الخاصة ويعود أبناؤنا إلى مدارسهم».

سنعمل اليوم بإرادة لا تلين على إعادة الحياة إلى أرضنا وإعمار ما دمره الإرهاب بالتعاون مع الجهات المعنية في المحافظة، وستعود كل مفاصل الحياة بعد عودة دوائر الدولة لممارسة عملها اليومي لتأمين كل مستلزمات ومقومات سير الحياة اليومية

وقالت "ينال محاميد" من أبناء القرية: «انتشر الخوف والرعب لسنوات في البلدة، وكانت تجربة مريرة وقاسية عشناها مع كل بلدات ريف "درعا" الشرقي. وبعد خروجنا إلى الضوء بعد ظلمة سبع سنوات من الخراب والدمار لم نتغير، جهزنا وحضرنا في المنزل خبز العيد لنوزعه على جنودنا وأبنائنا، هذه الأرغفة نصنعها في الأعياد، واليوم عيد الانتصار على الظلام فلا بد أن يكون خبز العيد حاضراً».

ينال محاميد

وتضيف "أسماء خليل"، وهي متزوجة ولديها أطفال صغار: «أكبر فرحة أن أولادي وأسرتي وأهلي بأمان الآن، واليوم أول الأيام التي نحس فيها بالأمان منذ سنوات، اشتقت كثيراً لزيارة مدينة "درعا" التي لم أزرها منذ سنوات، أخبرونا أنه أصبح بإمكاننا زيارتها بعد فتح جميع الطرقات وزوال من عاثوا خراباً».

وقال "مهند الخليل" الذي التقيناه في البلدة بعد عودته إليها: «سنعمل اليوم بإرادة لا تلين على إعادة الحياة إلى أرضنا وإعمار ما دمره الإرهاب بالتعاون مع الجهات المعنية في المحافظة، وستعود كل مفاصل الحياة بعد عودة دوائر الدولة لممارسة عملها اليومي لتأمين كل مستلزمات ومقومات سير الحياة اليومية».

مع أهالي البلدة
مهند الخليل