بعد سنوات طويلة من التحري والتجارب، زار خلالها العديد من بلدان العالم، استطاع المزارع "حسن حسن" من قرية "جلين" بمحافظة "درعا"، تحويل حقله المتواضع الذي لا تتجاوز مساحتة الدونم والنصف إلى حقل تجارب، للعديد من النباتات المتنوعة والأشجار المثمرة والخضار غير الموجودة في البيئة المناخية في المحافظة وسورية.

وكان من نتيجتها تمكنه من إدخال زراعات جديدة ونادرة، وكذا قدرته على استثمار كل مساحة من حقله سواءً للزراعة أو لتربية الأسماك والدواجن، لدرجة أنه بات يؤمن الكثير من احتياجاته الغذائية بشكل ذاتي.

أقوم بتصنيع مادة (التورب) والسماد العضوي في حقلي، ولا أستخدم أي أسمدة أو مخصبات أو أدوية مصنعة عندما أقوم بتجاربي

موقع "eSyria" التقى المزارع "إلياس العقلة" من قرية "جلين": «يلمس الزائر لحقل المزارع "حسن" بوضوح مدى الجهود التي بذلت لإدخال زراعات جديدة لم تكن موجودة من قبل في بلدنا "كالتوت الاستوائي"، و"الليمون الفرنسي"، ونبات "الزعرور التركي"، وغيرها من الزراعات التي اتمنى تعميمها، ليستفيد منها الجميع، وخاصة اننا أصبحنا بأمس الحاجة لزرعات بديلة».

السيد "محمد العوض"

وذكر المهندس الزراعي "محمد يوسف": «قام المزارع "حسن" بإجراء عمليات أقلمة وتطوير وتعايش لعشرات الأصناف من الزراعات التي جلبها من عدة مناطق مناخية متنوعة، وقد استطاع تحقيق إنجازات كبيرة في توطين وأقلمة تلك الأنواع، التي تتفوق على مثيلاتها من الأصناف الموجودة في كمية ونوعية وجودة الثمار».

أما السيد "محمد خالد العوض" رئيس الجمعية الفلاحية في قرية "جلين" فقال: «تمكن المزراع "حسن حسن" من تحقيق الكثير من التجارب العلمية الزراعية الناجحة، على زراعات من مناطق مختلفة في العالم، وزراعتها في حقله، ما دعا العديد من المزارعين لزراعتها في حقولهم، وكانت فرحتهم كبيرة لنجاح زراعتها، وخاصة أنها زراعات غير موجودة في بيئتنا أصلاً».

المزارع "حسن حسن"

موقع "eSyria" زار المزارع "حسن حسن" بتاريخ "4/12/2010"، للتعرف على تجاربه الحقلية والنتائج التي توصل إليها، المزارع "حسن" تحدث بداية حول تجاربه الحقلية قائلاً: «إن رغبتي في البحث عن الجديد وإدخال أصناف ونوعيات نادرة إلى سهول "حوران"، كانت دافعي الأساسي لجعل حقلي الصغير حقلاً لتطبيق تجاربي الزراعية، فقمت باستقدم أنواع مختلفة من الأشجار والنباتات والخضار من عدة مناطق مناخية عالمية، "كنهر الأمازون، تركيا، إيطاليا، فرنسا" وغيرها من مناطق تختلف في طبيعتها عن مناخ جنوب سورية، وأجريت عليها عمليات أقلمة وتطوير وتعايش حتى أصبحت قادرة على النمو والإثمار بشكل طبيعي، وقد قمت بإجراء تجارب على نحو /160/ صنفاً من الأشجار المثمرة والنباتات والخضار المتنوعة».

وحول النتائج التي توصل إليها يقول "حسن": «لقد أعطت تلك التجارب مؤشرات جيدة على‏ أنه بالإمكان توطين وأقلمة أصناف مختلفة من هذه الأشجار والنباتات النادرة وذات المردودية العالية في القطر، فقد استطعت أقلمة وتطوير زراعة عدة أصناف من الرمان بألوان مختلفة وأوزان تصل إلى /1200/غرام للحبة الواحدة، وزراعة "التوت الاستوائي" الذي وصل وزن حبته نحو /1/كغ، والليمون الفرنسي، وأقلمة زراعة شجرة "العنب الفرنسي" الذي وصل وزن عنقوده إلى نحو /4/ كغ، والتوصل إلى نوع من أشجار الزيتون تصل حمولتها بعمر/28/ سنة إلى نحو نصف طن زيتون، إضافة لإنتاج ثمار بطاطا هوائية دون نموها في التربة، وعلى شكل حبات تنمو على شجرة معلقة.

المهندس "بسام الحشيش"

كما تمكنت من توطين شجرة "البريجو" التي استقدمها من حوض "نهر الأمازون" وهي مثمرة وتفيد في علاج مرض السكري وترقق العظام والضغط، وهي مقاومة للبرودة والحرارة، كذلك نجحت لدي زراعة شجرة "التوت الماليزي" ذي الحبة الطويلة ( 18- 20سم)، و"الزعرور التركي الملون" و"الجوافة "و"الافاكاتو" و"الكريفون" و"الياسمين المثمر" و"البوق الأميركي" وشجر "العناب" والموز" اللبناني" و"الكيوي" و"الخرمة" و"النخيل المثمر" وشجرة "القشطة" و"الكوسا الأوكرانية" والفليفلة الملونة و"الفجل الياباني" بوزن/13/كغ و"البندورةالكندية" و"الخس الصيني" و"التمر" و"البوملي"، وغيرها من الأصناف والأنواع النادرة، وغير الموجودة في المنطقة، وأضاف أقوم حالياً بأقلمة شجرة "زيتون إيطالي" ذات إنتاجية عالية يمكن أن يعطي كل /30/ كغ من زيتونها، صفيحة زيت سعتها /16/ كغ».

وفيما يخص السماد العضوي قال: «أقوم بتصنيع مادة (التورب) والسماد العضوي في حقلي، ولا أستخدم أي أسمدة أو مخصبات أو أدوية مصنعة عندما أقوم بتجاربي».

ولمواصلة تجاربه أضاف "حسن": «أطالب وزارة الزراعة والاصلاح الزراعي بالموافقة على السماح لي بإجراء الفحوصات والتحاليل للمادة العضوية في مخابرها لإجراء /4/ تجارب لمعرفة مقاييس المواد العضوية، والوصول للمواصفات العالمية في إضافة المادة العضوية لكل صنف من الأشجار والنباتات».

أخيراً ذكر المهندس "بسام الحشيش" رئيس دائرة الإنتاج النباتي في مديرية زراعة "درعا": «يقوم المزارع "حسن حسن"، من قرية "جلين" بتجارب زراعية في حقله الخاص الذي لا تتجاوز مساحته الدونم والنصف، لاختبار مدى زراعة وإدخال أصناف جديدة من بيئات مناخية مختلفة إلى المنطقة، وهو لا يقوم بعملية تهجين أو ابتكار أصناف جديدة، وإنما يقوم بشرائها من خارج القطر، وقد لاحظنا أن أغلب هذه الزراعات ناجحة في حقله، حيث شاهدنا /44/ نوعاً وصنفاً من الأشجار المثمرة، و/20/ نوعاً وصنفاً من الخضراوات، وأكثر من /20/ نوعاً نباتات زينة، و/6/ أنواع نباتات عطرية طبية، وكلها من بئيات مناخية مختلفة.

كما لاحظنا وجود أنواع غريبة على المحافظة كـ"البطاطا الهوائية المتسلقة، وتفاح المناطق الحارة، وتوت ماليزي، وتوت استوائي، وأفاكادو، وعنب فرنسي، وعنب مهجن بطعم الأناناس، وعنب أمريكي دون بذور، ورومان دون بذور، ورومان ذي لون أسود، وملفوف صيني"، كما يقوم بتصنيع المواد العضوية /التورب/ من الأعشاب وأوراق الأشجارعن طريق عملية التخمير والغربلة، في الوقت الذي لا يستخدم فيه الأسمدة الكميائية، ويعتمد على السماد العضوي فقط».

وأضاف المهندس "الحشيش": «لقد أولت مديرية زراعة "درعا" الاهتمام الكبير للأصناف الموجودة، وستقوم بدراسة إمكانية التعاون مع المزارع لتوسيع هذه التجارب الهامة التي يمكن أن تساهم في تطوير الزراعة وزيادة الإنتاج كماً ونوعاً».