يشغل قطاع "تربية وصناعة الدواجن" حيزاً هاماً على الخارطة "الاقتصادية والغذائية والاجتماعية" في محافظة"درعا"، فضلاً عن دوره في سد احتياجات السوق المحلية من منتجات البيض واللحوم، وخلق فرص عمل لآلاف الأسر التي باتت تعتمد عليه في معيشتها.

موقع "eSyria" بحث واقع "تربية الدواجن" في محافظة "درعا" وسبل الارتقاء بها، والتقى بتاريخ "7/12/2010" السيد "عبد الله ادعبيس"- مربي دواجن: «تعتبر تربية وصناعة الدواجن من الصناعات الهامة والناجحة في"درعا"، لكنها بالمقابل تعاني من عدم وجود خطط تسويقية واضحة، وعدم استقرار أسعار منتجاتها من لحم وبيض وتفاوتها بين يوم وآخر، ناهيك عن ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج وخاصة الاعلاف، إضافة لتدني الإنتاج وانخفاض اسعاره، وتعرض الطيور في كثير من المواسم إلى العوامل الجوية كالصقيع والحرارة التي تؤثر بشكل كبير على نفوق أعداد كبيرة من الطيور».

بلغ الإنتاج السنوي للمداجن حسب احصائيات المديرية لعام /2009/ نحو /288/ مليون بيضة، وما يقارب/ 27/ ألف طن من اللحم

أما السيد "ماجد الشحادات" رئيس اتحاد فلاحي"درعا" فقال: «تطورت هذه التربية في السنوات الأخيرة بشكل كبير، في الوقت الذي يعاني فيه المربون من صعوبة الترخيص لإقامة مداجن، حيث يشترط أن تقام على أراضي التكشفات الصخرية، علماً أن هذه التكشفات أصبحت نادرة في المحافظة نتيجة لعمليات الاستصلاح التي مضى عليها أكثر من/25/ سنة، ولوجود مساحات كبيرة من الأراضي المروية، لذا نقترح السماح بإنشائها في الأراضي التي لا يوجد فيها تكشفات صخرية بشكل نسبي مع مراعاة مساحة العقار، كما نرى ضرورة خفض تكاليف الإنتاج وأسعار الكهرباء والطاقة المستخدمة في عملية التدفئة، وإلزام معامل الأدوية البيطرية بتأمين نظام شهادة الإيزو حفاظاً على الجودة، و خفض الضميمة على المستوردات من الذرة الصفراء والصويا إلى أدنى مستوى، وإعادة النظر بالرسم الجمركي الذي فرض مؤخراً على مستوردات المادة التي تعد أساسية في تركيبة أعلاف الفروج، ودعم صناعة الدواجن في حالة الكوارث، وتعويض المنتجين بما يحقق ضمان استمرارية العملية الإنتاجية».

السيد "ماجد شحادات"

موقع "eDaraa" التقى الدكتور"محمد حريدين" رئيس قسم الثروة الحيوانية بمديرية زراعة"درعا"، والذي تحدث عن واقع تربية الدواجن في المحافظة قائلاً: «ازداد عدد المداجن المرخصة في المحافظة لتصل إلى نحو/840/ مدجنة، منها/726/ مدجنة فروج، و/98/ بياض و/15/ أمهات الفروج، ومدجنة واحدة جدات الفروج، وتبلغ الطاقة الإنتاجية لمداجن الفروج /5928600/ فروجاً في الدورة الواحدة الممتدة لشهرين، وتصل طاقة مداجن البياض إلى /1214950/ طيراً في الدورة الواحدة التي تستمر سنتان، فيما تبلغ طاقة مداجن الأمات نحو /189300/ طيراً في الدورة الواحدة».

أما فيما يخص الإنتاج السنوي من إجمالي مداجن المحافظة فقد قال المهندس "صالح المقداد" رئيس قسم الشؤون الاقتصادية في مديرية الزراعة: «بلغ الإنتاج السنوي للمداجن حسب احصائيات المديرية لعام /2009/ نحو /288/ مليون بيضة، وما يقارب/ 27/ ألف طن من اللحم».

الدكتور "محمد حريدين"

وأضاف "المقداد": «تنتشرمداجن الفروج في مختلف مناطق المحافظة وخاصة في مدن وقرى وبلدات "كفر شمس، القنية، الشيخ مسكين، ازرع، جاسم، معربة، نصيب" وغيرها».

وحول الشروط الفنية الزراعية الواجب اتخاذها لتربية الدواجن ذكر الدكتور "محمد حريدين" رئيس قسم الثروة الحيوانية: «نظراً لأهمية هذا القطاع تحرص مديرية الزراعة على دعمه من خلال منح منشات تربية الدواجن الموافقات والرخص النظامية، التي تخضع لجملة من الشروط والإجراءات الخاصة، لضمان الجودة الفنية والصحية، والوصول إلى منتج غذائي مطابق للمواصفات المطلوبة تتمثل أبرزها في اختيار مداجن مستوفية للشروط المطلوبة من خلال الحفاظ على نظافتها وإنارتها وتأمين مصادر التهوية المناسبة، إضافة لتأمين الخلطات العلفية ذات القيمة الغذائية العالية التي تتناسب مع أعمار الطيور ونوعيتها».

المهندس "صالح مقداد"

وفيما يتعلق بالدور الرقابي على معامل تصنيع الدواجن ذكر "حريدين": «تقوم مديرية الزراعة بالتعاون مع مديرية التجارة الداخلية بجولات تفتيشية على معامل تصنيع اعلاف الدواجن، للتاكد من نوعية الأعلاف وجودتها ومدى مطابقتها للمواصفات المطلوبة، من حيث السعر والنوعية ونسب الخلطات العلفية، علماً أن دائرة الإنتاج الحيواني نظمت خلال العام الماضي نحو /186/ ضبطاً بحق المخالفين، إضافة لقيام دائرتي الصحة والإنتاج الحيواني في المديرية بالجولات الدورية والكشف الصحي المستمر على طيور المداجن الموزعة في مختلف انحاء المحافظة، وتحصينها ضد أهم الأمراض التي تصيبها».

ولتطوير صناعة الدواجن في المحافظة يقول الطبيب البيطري "أحمد صالح الحلقي" ـ باحث في قضايا الدواجن: «لابد من تطبيق سياسة إستراتيجية تأخذ بالحسبان تنظيم وإنتاج وتسويق قطاع الدواجن، واعتماد خارطة وبائية لأمراضها، واتخاذ إجراءات وقائية وعلاجية في الوقت المناسب، ‏والالتزام بتطبيق قواعد الأمن الحيوي في مزارع الدواجن، وإيجاد حل لمشكلة النافق منها، ودعم المخابر البيطرية بخبرات علمية متخصصة، والمراقبة الصارمة لجودة وفعالية الأدوية واللقاحات البيطرية المنتجة محلياً والمستوردة.

وتحديد حجم استيراد الجدات والأمهات من دجاج الفروج والبياض سنوياً، وفق الحاجة الفعلية للسوق المحلية، للتخفيف من تقلبات الأسعار، ودعم وحدة المنتج وخاصة المادة العلفية بالنوعية والمواصفات الجيدة، لما لذلك من أهمية في استقرار التربية، والحد من تذبذب الأسعار وحماية المستهلك، وإعفاء جميع الفعاليات الاقتصادية ذات الصلة بصناعة الدواجن من الضرائب المالية وتخفيضها، وفيما يخص التوسع بتربية الدواجن

أضاف "الحلقي": «إن توسع التربية مرهون بخفض كلف الإنتاج، فكلما انخفضت تكلفة إنتاج الفروج، زادت معدلات التربية وزاد العرض، وبالتالي أصبحت المادة في متناول المواطنين وبأسعار معقولة ومدروسة».