تضافرت جهود الجهات المعنية في محافظة "درعا" استعداداً لمواجهة مرض "انفلونزا الخنازير" إذ ما دخل إلى المحافظة، ولعل أبرز الجهود بدت واضحة على طاقم مديرية الصحة المدرسية التي استقبلت عامها الدراسي الجديد بشن حملات توعية على مدارس المحافظة وصولاً إلى الأرياف والمناطق النائية، إضافة إلى العديد من الأنشطة التي تهدف إلى الحد من أي إصابة قد تواجه الطلبة في مدارسهم، وكيفية التعامل مع الإصابات إن وجدت.

eDaraa وبتاريخ 30/9/2009، التقى الدكتور "عايش الغنيم" رئيس دائرة الصحة المدرسية في محافظة "درعا" للحديث عن البدائل التي وجدتها الدائرة للتعامل مع أي مستجدات.

مع بداية العام الدراسي عملت دائرة الصحة المدرسية على إعداد بطاقة صحية لكل طالب يتقدم للالتحاق بالمدرسة بدءاً من طلاب الصف الأول الأساسي وإصدار تعليمات خاصة بالمدارس الحكومية والخاصة ورياض الأطفال

في البداية تحدث "الغنيم" عن أهم الاستعدادات التي قامت بها الدائرة لاستقبال العام الدراسي فقال: «مع بداية العام الدراسي عملت دائرة الصحة المدرسية على إعداد بطاقة صحية لكل طالب يتقدم للالتحاق بالمدرسة بدءاً من طلاب الصف الأول الأساسي وإصدار تعليمات خاصة بالمدارس الحكومية والخاصة ورياض الأطفال».

د.عايش الغنيم

وأضاف: «مع بداية العام الدراسي تم تشكيل لجنة يترأسها السيد "فيصل كلثوم" محافظ "درعا" ومؤلفة من السيد مدير التربية ورئيس دائرة الصحة المدرسية وعضو المكتب التنفيذي المختص ومدير الصحة، هذه اللجنة أصدرت ورقة عمل تهدف إلى الحد من وصول انفلونزا الخنازير إلى مختلف فئات المجتمع، حيث تضمنت هذه الورقة تعليمات تعمم على كافة القطاعات، ومن أبرز بنودها:

إبعاد الحاويات عن المدارس، ضرورة ترحيل القمامة بشكل يومي من المدارس ومحيطها، تأمين المياه للمدارس بشكل جيد، إبعاد الباعة الجوالين عن المدارس ومراقبة الأكشاك التي تتواجد بالقرب من المدارس، إبلاغ الصحة المدرسية عن أي حالة انفلونزا و عزل المصابين لحين التأكد من سلامتهم، التأكد من سلامة الصرف الصحي والتمديدات التي توصل المياه إلى المدارس، توزيع بروشورات على المدارس».

زينات فالوجي

وفي الحديث عن أهم الإرشادات المعممة على المدارس قال: «تم توجيه المدارس لتشكيل لجان صحية في كل مدرسة يترأسها المدير وظيفة هذه اللجان، نشر الوعي الصحي بين الطلاب من خلال ندوات توعوية تنفذ للحديث عن مرض انفلونزا الخنازير في كل مدارس المحافظة، إضافة إلى توزيع نشرات إعلامية تتحدث عن المرض وطرق الوقاية منه، ورصد حالات الاصابة بالأمراض التنفسية والانفلونزا الموسمية والربو وإبلاغ الدائرة عنها فوراً، كما من واجبها توعية أولياء الأمور ببقاء أبنائهم المرضى في منازلهم وعدم إرسالهم إلى المدرسة لتجنب نقل العدوى إلى الآخرين، ولحمايتهم من الأمراض الأخرى من خلال اجتماعات أولياء الأمور في المدرسة، كما تم توجيه اللجان إلى تخفيف ازدحام الطلاب في الصفوف وذلك بزيادة المسافة بين المقاعد وزيادة عدد المقاعد في الصفوف، وتهوية الصفوف بشكل جيد ومتكرر، تأمين ألواح الصابون الكافية للطلاب لاستخدامها بشكل كبير بعد الخروج من دورات المياه وتناول الوجبات، أيضاً التأكيد على استخدام العادات الصحية السليمة كاستعمال المحارم الورقية أثناء العطاس».

وعن كيفية التعامل مع الطلاب الوافدين من الخارج يقول "الغنيم": «هناك تعليمات واضحة ومعممة على كافة مدارسنا تشير إلى عدم السماح بدوام أي طالب أو تلميذ، أو عضو في الكادر الإداري والتعليمي في المدرسة كان خارج القطر وذلك قبل مضي أسبوع واحد على الأقل من وصوله للقطر وبعد التأكد من خلوه من أية أعراض مرضية تتماشى مع أعراض الأنفلونزا وذلك بغية حماية التلاميذ في المدارس ومخالطيهم من الاصابة».

واختتم "الغنيم" حديثه بالقول: «تم توجيه رسالة إلى أسرة كل طالب مطبوعة باللغة العربية الواضحة تتضمن توجيهات هامة للأسر للعناية بأبنائهم، إضافة إلى أعراض الاصابة، وطرق الوقاية من انتقال العدوى للطلاب، وهنا أشير إلى أن محافظ "درعا" وجه لتخصيص رقم خاص للإجابة عن استفسارات المواطنين وهو (235113) ونحن مستعدون للإجابة عن أي استفسار في أي وقت».

وفي مدرسة التحرير التي كانت من المدارس الرائدة التي تعاملت مع الاستعداد للوباء التقينا السيدة "زينات فالوجي" مديرة المدرسة، التي نقلت لنا معاناة قد توصل المرض لطلاب مدرستها فقالت: «نحن نعلم أن من أهم اسباب تجنب الوباء هو النظافة ونحن نعاني في مدرسة التحرير من مشكلة كبيرة هي وجود قبو بناء فارغ لأحد المشاريع التجارية، تسبب بانهيار الشارع المجاور للمدرسة وكسر أقنية الصرف الصحي التي بدت تصب فيه، وتنشر الروائح الكريهة التي تنقل البكتيريا إلى الجو المحيط في المدرسة عدا عن الخطورة التي تسببها للطلاب الأمر الذي دعى إلى استخدام الكمامات من قبل الطلاب لتجنب الخطورة، وأنا أوجه عبر eDaraa نداء إلى المسؤولين في المحافظة لوضع حل لهذه المشكلة التي قد تتسبب بوباء خطير».