سنوات ركود عاشتها الحركة المسرحية في محافظة "درعا" لتتراجع القهقرى وتحيلها لصدى يتردد على خشبة المسرح الذي اشتاق كثيراً لحركة وضجيج ممن عهد إليهم ملء أركانه بالحياة، والذين قلّ تواجدهم على الخشبة بسبب قلة العروض المسرحية سواء أكان بالنسبة لمسرح الطفل أو مسرح الكبار.

ما هو واقع مسرح الطفل في محافظة "درعا" وهل بالفعل دوره مغيب تماماً؟ وما هي الرسالة التي يحملها؟ حول ذلك التقى موقع eSyria بتاريخ 7/4/2009 الأستاذ "حسين السالم" رئيس دائرة المسرح المدرسي في محافظة "درعا" والذي بدأ بالقول: «يعتبر مسرح الطفل في محافظة "درعا" مغيباً إن لم نقل أنه معدوم إذا أردنا أن نناقش مسألة مسرح الطفل بالشروط المطلوبة كفكر ومادة إذ يندرج مسرح الطفل في محافظة "درعا" تحت مسميين هما المسرح المدرسي ومنظمة طلائع البعث ذلك أنه يتحقق شرط واحد "العمر" وتسقط بقية الشروط المتعلقة بمسرح الطفل كنص وككادر إخراجي مختص، لذلك نسعى في محافظة "درعا" لتأهيل الطفل كممثل مسرحي من خلال المدارس في المرحلة العمرية الأولى على أداء أعمال لها علاقة بمهرجانات محددة التاريخ كمهرجان منظمة طلائع البعث المركزي والمهرجان المدرسي الشبيبي». ويضيف "السالم" القول:

إن وزارة التعليم تدرس مشروع إضافة ساعات دراسية من المنهاج تحت عنوان (مسرح) حيث يتم من خلالها تدريسهم مادة المسرح أي إمكانية مسرحة المناهج

«إن عدم وجود مختص في مجال مسرح الطفل كتابةً وإخراجاً وعدم وجود مواد كتابية أدبية نستطيع من خلالها العمل على تهيئة الطفل يؤدي إلى ضعف وتراجع الحركة المسرحية المتعلقة بالطفل، على الرغم من وجود محاولات من بعض الكتاب مثل الكاتب "محمد الحفري" الذي قدم مؤخراً عملاً مسرحياً يحمل عنوان "القرد مفاوض شاطر"».

حسين السالم

ويتابع قائلاً: «إن عدم الاهتمام والإحساس بالمسؤولية الحقيقية تجاه الطفل هو العائق والمشكلة الأكبر في حياة مسرح الطفل الذي يجدر به أن يأخذ دوراً أكثر فاعلية في البحث عن مختصين وتأمين مكان ملائم ناهيك عن الدعم المادي، فدعم عملنا قائم في الغالب على الجهد الشخصي والمشكلة أن الأعمال المتكاملة الجيدة تحتاج إلى مبالغ مادية لا تقل عن الخمسين ألف ليرة "سورية" والدعم المعنوي من خلال الترويج لمسرح الطفل وتكثيف العروض المسرحية، وقد تم استضافة محافظة "درعا" من خلال مسرح الطفل في "دمشق" ومسرح الكبار للصغار أي ممثلين بأعمار كبيرة يتقمصون دور الطفل عبر اللباس لتقديم أعمال تحمل فكر هادف، ولكن يمكن القول أن المسرح هو السهل الممتنع وإزاء هذا الوضع يجدر بمديرية الثقافة إقامة دورات إخراج عن مسرح الطفل تحت إشراف مختصين لإعداد كوادر جيدة وإيفاد عدد ممن يهتمون بالمسرح إلى "دمشق" وإخضاعهم لدورات تدريبية».

وعن الخطوات المستقبلية لدعم مسرح الطفل ذكر "حسين": «إن وزارة التعليم تدرس مشروع إضافة ساعات دراسية من المنهاج تحت عنوان (مسرح) حيث يتم من خلالها تدريسهم مادة المسرح أي إمكانية مسرحة المناهج».

المخرج عدنان الحسن

أما المخرج "عدنان الحسن" فقد قال عن الصعوبات التي تتعلق بهم: «نحن في محافظة "درعا" بحاجة فعلية إلى مسرح طفل تربوي ترفيهي من شأنه الإسهام بتخليص الطفل مثلاً من عقدة الخجل ويقود لتحقيق الألفة الاجتماعية وتكريس روح الجماعة وتبني فكر وطني وقومي.

وإن صعوبات الأعمال المسرحية بشكل عام هي عدم تأمين كل مستلزمات العرض المسرحي وعدم توافر التقنيات المسرحية من إضاءة وموسيقا مما يؤثر على سوية العرض ذلك أن الكثير من الأعمال تحتاج لإضاءة وموسيقا».

نور بجبوج

"نور بجبوج" ممثلة مسرح قالت: «بدأت بممارسة فن التمثيل في مجال المسرح منذ مرحلة مبكرة والمعاناة ذاتها إذ أننا بحاجة إلى دعم أكبر، فهناك تقصير بحق هذا الفن الرفيع، نحن نملك ككادر تمثيلي أفكاراً كثيرة هادفة، ورسالة نريد تجسيدها عبر العروض المسرحية».