لا يمضي يوم في محافظة "درعا" إلا ويسجل ارتفاعاً ملحوظاً في مؤشر عداد مرضى السكري من حيث عدد المصابين، ارتفاع يدعو للعمل عل تحمل مسؤولية الحفاظ على صحة المواطن ويؤكد على الجهات المعنية في القطاع الصحي لتأخذ دوراً أكثر فاعلية في التخفيف من حجم معاناة هؤلاء المرضى من خلال الخدمات الطبية المجانية المقدمة في عيادة مرضى السكري وما يتبع لها.

وللحديث عن واقع وآلية العمل في العيادة والخدمات المقدمة والصعوبات التي تواجه الكادر العامل والوقوف عند ملاحظات المراجعين للعيادة التقى موقع eDaraa في 14/3/2009 "هاجر حميد" من مدينة "درعا" مصابة بمرض السكري مسجلة في العيادة والتي قالت: «أراجع العيادة منذ ثلاثة أعوام وبشكل منتظم، الخدمات جيدة لا تقصير في إجراء التحاليل والفحوصات والأهم من ذلك أن الخدمات الطبية مجانية والأدوية مؤمنة بالنسبة "للأنسولين" لكنني عانيت في بعض الأحيان من عدم توافر الحبوب الفموية مما عرضني لارتفاع في معدل السكري».

أراجع العيادة منذ ثلاثة أعوام وبشكل منتظم، الخدمات جيدة لا تقصير في إجراء التحاليل والفحوصات والأهم من ذلك أن الخدمات الطبية مجانية والأدوية مؤمنة بالنسبة "للأنسولين" لكنني عانيت في بعض الأحيان من عدم توافر الحبوب الفموية مما عرضني لارتفاع في معدل السكري

كما التقى الموقع الدكتور "نمر الحريري" طبيب العيادة والذي ذكر: «إن العيادة المركزية في مدينة "درعا" تفتح أبوابها وبشكل يومي للمراجعين والذين بلغ عددهم حالياً أكثر من خمسة آلاف مسجل كمريض سكري، تقدم لهم خدمات مجانية بدءاً من تحليل سكر الدم ومراقبة المرضى، والمرضى يراجعون مرة أو ثلاث مرات في الشهر حسب حالة المريض ويتبع لهذه العيادة في نفس مبنى العيادات الشاملة عيادة مرضى قدم السكري وتستقبل بشكل يومي ما يقارب عشرة مرضى وتتابع هذه العيادة إشرافها من خلال العيادات الأخرى المتواجدة في مبنى المديرية مثل القلبية والداخلية والعينية إذ نقوم بإرسال مريضنا إليها حسب حالته. ونظراً لأنه لا يتوافر لدينا سوى مخبر لتحليل سكر الدم فإننا نعتمد كثيراً على المخبر المركزي المتواجد في المبنى حيث نرسل إليه مريضنا مثل تحاليل الكولسترول وحمض البول وغيرها ومن ثم يعود بالنتائج إلينا وعلى إثرها تتابع الحالة، ونستقبل من العيادات الأخرى مرضى من ستة أشهر إلى سنة ومن ثم تتم إعادتهم إلى مراكزهم حيث تتابع أمورهم في المراكز المعنية بالمرض ونسجل يومياً ما لا يقل عن عشر حالات جديدة في العيادة المركزية، والمريض هنا من أول لحظة يقوم بتقديم كافة الأوراق المطلوبة لاستصدار بطاقة السكري الخاصة به، وهذا يشكل عبئاً كبيراً على المديرية للعمل من حيث تأمين العلاج وبشكل كامل من أنسولين حيث يتم معالجة أكثر من ثلاثة آلاف وخمسمئة مريض بالأنسولين والباقي من خلال حبوب "الغلوستات" وذلك بسبب اعتمادنا على معالجة المرضى بشكل كبير على مركب الغلوستات أي الحبوب الفموية وللأسف الشديد عانينا في الكثير من الأحيان من تأخر في تأمين الدواء الذي يتم شراؤه من "فارمكس" والمصنع من قبل "تاميكو" الوطنية للأدوية».

الدكتور نمر الحريري

ويضيف الدكتور "الحريري": «في عام 2008 لم ينقطع عنا الدواء لكن هذا العام 2009 انقطعنا ثلاث مرات وهذا يترك منعكسات سلبية ونحن نتوجه بمطلب واضح "لفارمكس" للعمل على تلافي هذه السلبية ولاسيما أن 70% من المرضى يعتمد علاجهم على حبوب "الغلوستات"، وإضافة لهذه العيادة المركزية هناك 12 عيادة فرعية موزعة على المناطق الصحية المنتشرة في مختلف أرجاء المحافظة والبالغ عددها 8 مناطق صحية إضافة لوجود 4 عيادات موزعة حسب حجم السكان وعدد المرضى وحالتهم. وأحب آن أضيف أن إجمالي عدد المرضى في المحافظة يصل إلى أكثر من 13 ألف مريض سكري في المحافظة. تقدم العيادة برنامجاً تثقيفياً من خلال عرض أشرطة فيديو باستغلال الفترة الزمنية التي يقضيها المراجع بانتظار صدور نتيجة التحليل المخبري بعرض أفلام ذات صفة توعوية توجيهية عن أسباب المرض وسبل الحفاظ على استقرار حالة المريض وعدم تطورها والوقاية منه».

وعن سبب هذا التأخر تذكر "فارمكس" وحسب ما جاء على لسان السيدة "ابتسام محاميد" مدير فرع المؤسسة العامة للتجارة الخارجية "بدرعا" (فارمكس سابقاً): «إن إنتاج "تاميكو" المصنعة للدواء ضعيف وغير كافٍ بالقدر المطلوب لسد حاجة المحافظة، فعلى سبيل المثال العام 2008 تقدمنا بطلب من أجل الحصول على 4 ملايين حبة من "الغلوستات" ولكن ما تم تأمينه لا يتجاوز 3 مليون وهذا الأمر مزعج، وأنا آمل على مديرية صحة "درعا" أن تتعامل بشكل مباشر مع "تاميكو" أسوة بباقي الفروع في مختلف المحافظات "السورية" والتي تؤمن الأدوية مباشرة من "تاميكو"».

هاجر حميد
اثناء المراجعة