إيماناً بالدور الفاعل في تعزيز صحة الطالب خلال مرحلته المدرسية وتكامله الجسدي والنفسي والاجتماعي، يلقى قطاع الصحة المدرسية في محافظة "درعا" مزيداً من الاهتمام والدعم الكبيرين من قبل الجهات المعنية في المحافظة، لتعزيز صحة المجتمع بشكل عام من خلال المدارس لتمكين الطلاب من مواجهة التحديات والمشاكل اليومية التي تعترضهم خلال هذه المرحلة بالشكل المناسب.

الطالب "يزن رجا" أحد الطلاب الذين أخذوا اللقاح في مدرسة ثانوية "اليادودة" قال لنا: «لم أتردد في أخذ اللقاح لأتجنب بعض الأمراض التي تنتشر بهذه الفترة، وربما تزداد في أماكن التجمعات وخصوصاً المدارس، واختلاط الطلاب مع بعضهم البعض، وهذا أمر مبشر تقوم به الصحة المدرسية على ما أعتقد بالتعاون مع المدارس، ولا زلت أتذكر بأنني كنت أخذ سنوياً منذ الصف الأول اللقاح وأسرتي تشجعني على ذلك».

تهدف دائرة الصحة المدرسية من خلال أنشطتها وبرامجها الصحية المتواصلة إلى العمل الدائم للوقاية الأولية من الأمراض والأوبئة المنتشرة في المجتمع، ومتابعة المؤشرات الصحية وتقويم صحة كل طالب في كافة المجالات للحفاظ عليها ضمن المستوى المطلوب والمناسب، وتعزيز صحته في جميع المدارس المنتشرة بالمحافظة

حملات التلقيح التي تقوم بها مديرية الصحة المدرسية وصلت لمراحلها الأخيرة وبأعداد كبيرة عن ذلك تحدث لموقع eDaraa في 7/4/2010رئيس دائرة الصحة المدرسية الدكتور "عايش الغنيم" فقال لنا: «بعد القيام بمئات الجولات الدورية لمتابعة انتشار الأمراض السارية والمعدية وخاصة التهاب الكبد، والإطلاع على الوضع الصحي والبيئي، استكملت المديرية هذا العام ألفين وعشرة حملات التلقيح المدرسي، حيث تم تلقيح أكثر من واحد وثلاثين ألف طالب في الصف الأول، وثلاث وعشرين ألف طالب في الصف السادس، كما أجرت الدائرة خلال هذا العام تحاليل طبية لأكثر من 170 عاملاً في هذه المقاصف المدرسية، والتي يرتادها الأطفال، وتم المشاركة في حملة التوعية الجماهيرية في مدارس المحافظة حول ترشيد استهلاك المياه بالتعاون مع مؤسسة مياه "درعا"».

وتابع مدير الصحة المدرسية بالقول: «تم اتخاذ الحلول المناسبة لهذه الإمراض بالتعاون مع الجهات المعنية، وإجراء تحاليل طبية وصور شعاعية لازمة للعاملين في المقاصف والحدائق المدرسية لمنحهم شهادات صحية تثبت خلوهم من الأمراض المعدية، وتم تشديد الرقابة على كل ما يباع من مأكولات في هذه الأماكن حفاظاً على السلامة الصحية والعامة للأطفال، وستقيم الدائرة خلال الأيام القادمة أسبوعاً خاصاً بصحة الفم والأسنان في العديد من مدارس المحافظة، يتضمن العديد من الندوات المتعلقة بهذا الجانب، حيث سيتم توزيع راسب ومعاجين أسنان على التلاميذ والطلاب، وقامت الدائرة بتزويد المستوصفات والمراكز الصحية بالأدوات والأدوية اللازمة من مواد مطهرة ومعقمة وصابون والتأكيد على دور النظافة في الوقاية من الأمراض، ومتابعة تطبيق مشاريع المنهج الصحي المدرسي».

الصحة المدرسية تتعامل مع شريحة مهمة بالمجتمع، وهي الأطفال وبهذا المجال يقول: «الصحة المدرسية لا تعد تخصصاً مستقلاً، وإنما تعد بلورة لمجموعة من العلوم والمعارف الصحية العامة التي تتلاءم مع التعامل مع شريحة مهمة وكبيرة في المجتمع، تتمثل بالأطفال خلال مرحلتهم العمرية الدراسية، فكل فرد من أفراد المجتمع لا بد له من الانطلاق إلى الحياة عبر المرور بالمدرسة التي توفر له الفرصة والجو المناسبين للتأثير فيه، وإكسابه المعلومات والمعارف والسلوك الصحي بالشكل الصحيح والمناسب، حيث أن المدرسة هي المكان المناسب لتوفير فرص العناية الصحية لهذه الشريحة التي تمثل أكثر من ربع المجتمع».

الدكتور عايش غنيم مدير الصحة المدرسية

وعن دور المديرية برعاية مرحلة النمو والنضج التي يتعرض لها كل طفل يقول هنا: «للصحة المدرسية دور كبير ومهم خلال مرحلة النمو والنضج التي يتعرض لها كل طفل في هذه المرحلة المهمة في حياته في توفير المؤثرات الضرورية والكافية لحدوث التغيرات الجسمية والعقلية والاجتماعية والعاطفية ضمن حدودها الطبيعية والمعقولة، إضافة إلى أن الطفل في هذه المرحلة يكون أكثر عرضة للإصابة بالإمراض السارية والمعدية والإصابات العرضية والحوادث نظرا لحبه الزائد والمفرط للحركة الدائمة، وخصوصاً وإنه يكون ضمن جماعات ويحاول إظهار نفسه من خلال الحركات والعروض والألعاب التي تمارس في المدرسة».

وعن الأهداف والغاية من أنشطة وبرامج دائرة الصحة المدرسية يقول: «تهدف دائرة الصحة المدرسية من خلال أنشطتها وبرامجها الصحية المتواصلة إلى العمل الدائم للوقاية الأولية من الأمراض والأوبئة المنتشرة في المجتمع، ومتابعة المؤشرات الصحية وتقويم صحة كل طالب في كافة المجالات للحفاظ عليها ضمن المستوى المطلوب والمناسب، وتعزيز صحته في جميع المدارس المنتشرة بالمحافظة».

في احدى الندوات