على بعد ستة وعشرين كيلو متراً من مدينة "درعا"، ضمن لفيف من الأشجار الحراجية، تتربع قرية "قرفا" التي تنطوي على تاريخ يعود إلى العصر الروماني والبيزنطي، وسط أشجار تدل على تاريخها، إضافة إلى حجارتها البازلتية التي تروي قصص الماضي.

مدونة وطن "eSyria" زارت القرية والتقت بتاريخ 8/10/2012 السيد "إبراهيم المرار" من أهالي القرية، والذي أوضح بعض خصائص مجتمعها بالقول: «قرية "قرفا" تعتبر من القرى القليلة التي حافظت وعلى مر السنوات على علاقات طيبة ومتزنة بين أهلها، حيث اشترك الجميع بوحدة الحال ومستوى معيشي متقارب، وما يميز قريتنا أنها ذات طبيعة اجتماعية معينة تسودها الألفة والمحبة والتعاون في جميع الأعمال، وخصوصاً موسم الحصاد، يغلب عليهم الطبيعة في أعمالهم اليومية لأن المجتمع هنا زراعي فلاحي، لذلك تراهم يساهمون في مساعدة بعضهم بعضاً، وروح التعاون والإخاء متجذرة، خاصة أن قريتنا ساهمت في الكفاح الوطني، وهذا ما أضاف إلى جمالها جمالاً آخر، هو العلاقة الإنسانية بين الأجيال والفئات، فما إن تدخل إلى مضافة من مضافاتها حتى تستقبلك رائحة البن والهيل وتستمع إلى أصوات الترحيب والتهليل».

تقع قرية "قرفا" على مسافة 26 كم شمال مركز محافظة "مدينة درعا"، وتربض على منطقة تحيط بها سهول ممتدة في الغرب والجنوب، وعلى ارتفاع 1200م عن سطح البحر، حدودها من الشمال الشرقي قرية "ازرع"، ومن الجنوب الغربي قرية "إبطع"، ومن الزاوية الشرقية الجنوبية قرية "نامر"، ومن الغرب بلدة "الشيخ مسكين"

الأستاذ "يوسف الغزالي" رئيس البلدية، تحدث عن حدود قرية وتاريخها بالقول: «تقع قرية "قرفا" على مسافة 26 كم شمال مركز محافظة "مدينة درعا"، وتربض على منطقة تحيط بها سهول ممتدة في الغرب والجنوب، وعلى ارتفاع 1200م عن سطح البحر، حدودها من الشمال الشرقي قرية "ازرع"، ومن الجنوب الغربي قرية "إبطع"، ومن الزاوية الشرقية الجنوبية قرية "نامر"، ومن الغرب بلدة "الشيخ مسكين"».

اثار من الحجارة البازلتية

تمتلك القرية العديد من الأوابد الأثرية وهنا يقول مختار القرية السيد "إبراهيم دنيفات": «القرية تاريخها غارق في القدم إذ يعود إلى الفترة الرومانية، وهي كمثيلاتها من قرى حوران تعاقبت عليها حضــارات وعهود مختلفة، وفي جنباتها العديد من الشواهد والأوابد والأبراج والمباني القديمة التي تومئ إلى ذلك التاريخ العريق الذي يفصح عن الحضارات التي تعاقبت على المنطقة العربية، ومازالت المباني والبيوت القديمة ذات القناطر المستديرة والمكونة من الحجارة السوداء البازلتية تدل على الفن المعماري لدى سـكانها الأقدمين، فهناك العديد من اللقى الأثرية المهمة التي وجدت في القرية».

وعن حجم الثروة الحيوانية تحدث المهندس الزراعي "سعد الله الغزالي" بالقول: «الأهالي في القرية نشيطون يستمتعون بالعمل الزراعي ورعاية الماشية وتجدهم متابعون لعملهم، لذلك تملك القرية العديد من الأسر التي تربي الماشية، وهناك اعتماد واضح على الثروة الحيوانية، ومع توافر الخدمات الطبية للمواشي من خلال الوحدة الإرشادية، ووصول الأعلاف من مراكز خاصة للتوزيع على مربي الماشية، استطاع الأهالي المحافظة على هذه المواشي لتكون منتجاتها المشكل الغذائي الأهم للأهالي، حيث نجد كميات كبيرة من الأغنام والأبقار التي تدر الحليب، عدا تربية البعض لخلايا النحل لإنتاج العسل».

السيد هلال الغزالي

وعن سبب تسمية قرية "قرفا" بهذا الاسم يتحدث السيد "هلال أحمد الغزالي" أحد سكان القرية بالقول: «تعد قرية "قرفا" من أهم المدن القديمة في جنوب القطر، وأصل التسمية وكلمة "قرفا" أي لحاء الشجر الواحدة قرفه، والجمع قرف، وقديماً اشتقت العرب من اللفظ الاقتراف بمعنى الاكتساب أو الربح، وكلمة "قرفا" في اللغة العربية لها أكثر من معنى وتعني "شمة العطر"، وفي اللاتينية تعني المقبرة القديمة الأثرية وقرفة "قرفه" اتهمه، وقرفا بالألف تعني القرفة.

وقرية "قرفا" العريقة في حوران هي تجمع صاف لعائلة الغزالي الغنية عن التعريف والعريقة قي تاريخ حوران، وتعود أصول هذه العائلة إلى قبيلة غزالي التي حكمت مدينة نينوى العراقية وما حولها، والتي خرج من أصولها الإمام الغزالي رضي الله عنه، وأنجبت العديد من الشعراء والأدباء والأطباء والمهندسين والمفكرين، ويبلغ عدد سكان القرية 6500 نسمة، 95% منهم من عائلة الغزالي، وفي "قرفا" العائلات التاليه "الخطيب- الدنيفات- شباط -السعيد -الكايد – الزعل"».

قرية قرفا من غوغل إرث