لوحة فنية باهرة صممتها الطبيعة وتبنّاها الإنسان بوفاء. تدهش الناظرين بسحرها الأخاذ من قمة الهضبة التي تعلوها، كان لوقوعها على الطرف الشرقي من وادي الهرير مباشرة أهمية كبيرة منذ العصور القديمة، واعتمادها على هذا الوادي في تأمين مياه الشرب وبعض البرك القديمة.

يقول مختار قرية "العجمي" السيد "عبد العزيز فارس الحشيش" لمدونة وطن eSyria عن موقع القرية، وأصل تسميتها: «القرية إحدى قرى محافظة "درعا" إلى الغرب والشمال الغربي، تعتبر نقطة سياحية هامة نظراً لوجود البحيرة "بحيرة العجمي" إلى الشرق من القرية. حيث الشجر الوفير والمياه الجارية، وتتميز القرية بطبيعتها الآسرة ومناظرها الخلابة وبموقعها الجميل، وتتدرج بيوتها على سفح وادي الهرير الذي يطل على القرى والسهول الغربية حتى الأفق. ويعتقد أن من سكنها في البداية كان بسبب نبع الماء الغزير "عين العبد" الذي ما زال يعطي حتى اللحظة على الرغم من سنوات الجفاف التي مرت على المنطقة، وتوجد بعض الأبنية الأثرية القديمة، ويعود سبب تسمية القرية نسبة إلى شيخ جليل وولي يقال له "محمد العجمي"، وتم دفنه في القرية ولا يزال له مقام لهذا الوقت ولذلك سميت القرية بـ"العجمي" نسبة إلى هذا الشيخ الجليل».

تشتهر القرية ببحيرتها المائية الطبيعية الصغيرة التي لا تزيد أبعادها على 100 م للشرق والغرب، و60 متراً للشمال والجنوب، وقوامها مجموعة ينابيع رقراقة. وللغرب منها يزرع أبناء "القرية" القمح والشعير والحمص والعدس، كما يزرعون الأشجار المثمرة مثل العنب والزيتون واللوزيات والحمضيات، ولعبت مصادر المياه دوراً أساسيا في تمركز الجماعات البشــرية في القرية، لذا فإن لـوادي الهرير الدور الأساسي في نشوء القرية، كما لعب الوادي خطاً دفاعياً للقرية، أقيمت على هذا الجزء مشاريع لمياه الشرب لتزويد أبناء المنطقة بحاجتهم من المياه العذبة

بينما تحدث المهندس "محمود جعارة" رئيس بلدية "تل شهاب" التي تتبع القرية لها إدارياً عن القرية بالقول: «تتربع قرية "العجمي" الوادعة على الطرف الشرقي لوادي الهرير العميق 500 متر عمق. ويقوم الوادي الجميل ومجموعة ينابيع غزيرة جداً تعرف باسم ينابيع "عين العبد"، وتشكل نهراً صغيراً يسير مسافة قصيرة قبل أن ينحدر بشكل شلالات صغيرة إلى أسفل الوادي ليرفد نهر الهرير ومنه إلى وادي اليرموك، ويغذي هذا النبع مشروع الثورة الذي يغذي المنطقة الشمالية لمحافظة درعا.

على ضفاف وادي الهرير

تبعد القرية عن مدينة "درعا" 20 كم إلى الغرب والشمال الغربي منها، الطريق إليها من "درعا"، وباتجاه الشمال الغربي يمر عبر "اليادودة والمزيريب والأشعري" بمسافة 25 كم. والطريق إليها لا ينقصه شيء من الروعة والجمال لا يرى المرء إلا كل ما هو آسر، يبلغ عدد سكانها 2400 نسمة».

ويقول السيد "محمد صالح الحشيش" من أهالي القرية: «تدهش القرية الناظرين بسحرها الأخاذ من قمة التل الذي تعلوه أشجار الزيتون والرمان وأشجار الكينا المعمرة، وبين بساتين الخضراوات ومزارع العنب والليمون، وحقول خضراء تجاور بيوتاً طينية، فهي لوحةٌ فنية باهرة صممتها الطبيعة وتبناها الإنسان بوفاء.

المهندس محمود جعارة

ولعل أهم ميزات القرية العلاقات الاجتماعية المبنية على التآخي والمحبة ما أهلها لتكون رائدة في العمل الشعبي، حيث شارك أهالي القرية شيوخاً وشباباً وأطفالاً في شق الطرق ورصفها، وتم تعبيد جميع الطرق مجاناً، تلك الأرض القاحلة الجرداء أصبحت اليوم مقصداً للكثير من المتنزهين أيام الربيع وأصبحت معطاءة تمنح خيراتها لكل فلاحٍ يعمل فيها، والعائلات التي تسكن القرية هي الحشيش، والكيوان، والنهار، والمفلح، وبعض العائلات الصغيرة».

ومن ميزات القرية وأجمل معالمها "وادي الهرير وبحيرة العجمي" وعنهما يقول "موسى نعيم الحشيش" من أهالي القرية: «تشتهر القرية ببحيرتها المائية الطبيعية الصغيرة التي لا تزيد أبعادها على 100 م للشرق والغرب، و60 متراً للشمال والجنوب، وقوامها مجموعة ينابيع رقراقة.

بحيرة القرية

وللغرب منها يزرع أبناء "القرية" القمح والشعير والحمص والعدس، كما يزرعون الأشجار المثمرة مثل العنب والزيتون واللوزيات والحمضيات، ولعبت مصادر المياه دوراً أساسيا في تمركز الجماعات البشــرية في القرية، لذا فإن لـوادي الهرير الدور الأساسي في نشوء القرية، كما لعب الوادي خطاً دفاعياً للقرية، أقيمت على هذا الجزء مشاريع لمياه الشرب لتزويد أبناء المنطقة بحاجتهم من المياه العذبة».