يعتبر "وادي الرقاد" الممتد بجوار بلدات "عابدين ومعرية وجملة" الحد الفاصل بين محافظة "درعا" ومحافظة "القنيطرة"، وهو من أهم الأودية الموجودة في "حوران"، نظراً لجماله وغناه بمصادر المياه الطبيعية التي تعتبر خزان المحافظة ومصدرها الأساسي لإرواء قسم كبير من التجمعات السكانية بالمياه العذبة، كما يعتبر المورد الرئيسي لآلاف المواشي في "حوران"، ولري عشرات الآلاف من الدونمات من الأراضي الزراعية التي تعتمد على السقاية في القطاع الشمالي للمحافظة.

ويقول السيد "خليل البريدي" من أبناء قرية "معرية" المتاخمة لوادي "الرقاد" لمدونة وطن "eSyria" يوم 28/6/2012 مبيناً لنا حدود وجغرافية الوادي: «الوادي يمكن وصفه بجنة من جنان الله على الأرض، وهو واد سحيق يؤمه الرعاة وبعض أصحاب الأراضي فيه، وله خصوصيته لكونه على تماس مباشر مع الأراضي المحتلة، ومتاخم للأردن من جهة ثانية، يتميز عن الأودية الأخرى في هضبة حوران بأنه يشكل مزيجاً من الصخور الرسوبية الكلسية والبركانية، يتميز بكثرة المسايل التي لا تنتهي، وشدة انحدار سفوحه في معظم أجزائه حتى إنه يبدو على شكل خانق طويل قرب قرية "جملة"، كما يتمتع بغطاء نباتي كثيف أدى إلى تشكيل آلاف من الأشجار غير المثمرة ونباتات الحلفا والقصب.

يشكل الوادي الحد الفاصل بين محافظة "درعا والقنيطرة"، ويعد من أعمق الأودية في حوران، بسبب مستواه الذي يوازي مستوى سطح البحر، كما يعتبر المورد الرئيسي لآلاف المواشي في الجولان وحوران، ولري عشرات الآلاف من الدونمات من الأراضي الزراعية التي تعتمد على السقاية في القطاع الجنوبي "للقنيطرة" وشمال "درعا". يتابع جريانه إلى "القنيطرة" ومنها يتجه غرباً إلى فلسطين والبحر الميت.‏ يبدأ عند ارتفاع 1000م، حيث ترفده عدة مسيلات وينابيع أهمها "نبع الباردة، ونبع عين الحمرة، نبع الجابية"، "عين الملائكة"، نبع "الخويفة"، ويستمر حتى مصبه في اليرموك، ويلتقي الوادي وادي "طعيم" الذي يلتقيه غرب قرية "جملة"، ويصبح دائم الجريان عند قرية "عين ذكر" لكثرة ينابيع القرية والينابيع الأخرى في الوادي

ولذلك كان له وقع عند الأهالي في القرى المجاورة للوادي الذين أصبحوا يقطعون أعواد القصب، ويستخدمونها في صناعة أسقف المنازل القديمة، وصناعة بعض الأدوات المنزلية كالسلال والأطباق الأمر الذي أسهم في تحسين وضعهم المعيشي».

جانب من وادي الرقاد

وقال المهتم بالتراث السيد "هشام حرفوش": «يشكل الوادي الحد الفاصل بين محافظة "درعا والقنيطرة"، ويعد من أعمق الأودية في حوران، بسبب مستواه الذي يوازي مستوى سطح البحر، كما يعتبر المورد الرئيسي لآلاف المواشي في الجولان وحوران، ولري عشرات الآلاف من الدونمات من الأراضي الزراعية التي تعتمد على السقاية في القطاع الجنوبي "للقنيطرة" وشمال "درعا".

يتابع جريانه إلى "القنيطرة" ومنها يتجه غرباً إلى فلسطين والبحر الميت.‏ يبدأ عند ارتفاع 1000م، حيث ترفده عدة مسيلات وينابيع أهمها "نبع الباردة، ونبع عين الحمرة، نبع الجابية"، "عين الملائكة"، نبع "الخويفة"، ويستمر حتى مصبه في اليرموك، ويلتقي الوادي وادي "طعيم" الذي يلتقيه غرب قرية "جملة"، ويصبح دائم الجريان عند قرية "عين ذكر" لكثرة ينابيع القرية والينابيع الأخرى في الوادي».

اشجار كثيفة في الوادي

يشهد الوادي خلال فصل الربيع حركة سياحية نشطة، وهنا يقول الأديب "محمد الحفري" من أبناء قرية "معرية" المحاذية للوادي: «تمتاز محافظة "درعا" بالمواقع السياحية والمناظر الخلابة، لما حباها الله من مناطق جميلة يقصدها أبناء الوطن من الداخل والخارج، ومنها وادي الرقاد أحد أشهر الأودية في المنطقة، تبث المناظر الخلابة المنتشرة في الوادي وعلى ضفافه روح الحياة على هذه الأرض الطيبة، لذلك تتخذ العائلات في حوران من ضفاف الوادي نقطة تنفس واصطياف لجمال المنطقة، وقربها من الطريق الرئيسي الواصل بين القرى الغربية، حيث تنتشر الأشجار والحجارة التي تشكل أوابد أثرية في أحضان الطبيعة الخضراء، مضيفة بذلك منظراً أخاذاً يجعل المرء ينحني أمام عظمة هذا الفن وروعة الطبيعة الصامتة.

ويلتقي الوادي مع وادي اليرموك في منطقة المقارن ويسمى "تبة خالد"، ويتميز بأنه انهدامي شديد الانحدار يتجاوز عمقه أكثر من 1000 متر، ويتجاوز عرضه 500 متر، يمر من قرى "معرية وجملة وصيصون وعابدين وبيت أره"، ويعود عمر الصخور في الخانق الصخري قرب قرية "جملة" إلى آلاف السنين».

السيد محمد الحفري

الدكتور "نعيم الخليل" من سكان قرية "بيت أره" المتاخمة للوادي حدثنا عن أهميته الاقتصادية وعن الحياة الاجتماعية للسكان المجاورين للوادي فقال: «لعب الوادي خطاً دفاعياً لمدينة "درعا" من جهة الشمال، وإن بقــايا الجسور والســدود القائمة على الــوادي، وخزانات المياه والآبار خير دليل على إمكانات المنطقة الواسعة لظهور مدينــة هامــة. ولعبت مصادر المياه دوراً أساسياً في تمركز الجماعات البشــرية في المنطقة.

وثمة ينابيع موسمية تتفجر شتاء أهمها "عين فريجة وعين جنانا"، وكانت سابق عين "السعد والبطاح"، وتستمر حتى نهاية فصل الربيع، التي تصب في الوادي ووادي اليرموك، لتشكل شلالات بديعة هادرة في فصل الشتاء تسر الناظرين، بحيث يمنعهم صخب الماء أحياناً من النوم ليلاً حين تفيض مياهه، وازدادت أهمية الوادي بعد تعبيد الطرقات فيه لتصل لقاع الوادي والشريعة الهادرة، التي تسحب منها المياه لسقاية المزوعات، ومنها الخضراوات والحمضيات والرمان والكرمة، ويستفيد الأهالي في تحسين وضعهم المعيشي من خلال الاستفادة من جني وبيع الأعشاب ومنها الخبيزة والشومر والفطر، وما ساهم بنجاح هذه الزراعات تربة الوادي الرقيقة المحجرة في أعلى الوادي والخصبة في أسفله».