مشرفة على "وادي اليرموك" تستقبل كل أيامها، تتنفس من عبق هذا الوادي الذي تبدو كأنها الكفيلة بهدوئه والحارسة لسحره وجماله، تلك هي قرية "جلين" التي تشكل بهذه التوءمة مع "وادي اليرموك" ملاذا من صخب الحياة وجهة يقصدها السياح.

"خالد فاعور" من أهالي هذه القرية التي يصفها فيقول عنها: «"جلين" قرية هادئة تحظى بطبيعة ساحرة ومكان مميز منحها القدر الكبير من الروعة والجمال، يعيش أهلها حياة الريف البسيط والجميل محافظين على الموروث الأصيل من العادات والتقاليد الحميدة والقيم النبيلة، فالناس هنا متشاركون متعاونون في مختلف مظاهر الحياة تحكمهم طبيعة جميلة تشبه طبيعة "جلين"».

تتبع قرية "جلين" من الناحية الخدمية والإدارية لناحية "المزيريب"، تتوافر في القرية معظم الخدمات الأساسية، تشرب القربة من شبكة ينابيع الوادي، وفيها شبكة طرق تربطها بالمناطق المجاورة، ومواصلاتها جيدة لأنها تقع على طريق "درعا- الشجرة"

موقع eDaraa زار بتاريخ "26/2/2011/" قرية "جلين"، التي تقع غرب مدينة "درعا" على بعد حوالي /25/ كم منها، يحدها من الجنوب "العجمي" و"الأشعري" و"زيزون"، ومن الشمال "نوى" و"عدوان"، ومن الشرق "طفس" و"الأشعري"، ومن الغرب "سحم الجولان"، والتقى المختار "أحمد حسن عمران" الذي تحدث عن هذه القرية والسكان فيها فقال: «يبلغ عدد سكان قرية "جلين" /7000/ نسمة سكنوا القرية منذ قرابة مئتي عام، حيث أعيد بناء هذه القرية ضمن مجموعة من القرى في عهد "إبراهيم باشا" الذي مر من هنا.

المختار أحمد حسن عمران

ثم توسعت قرية "جلين" بعد عام "1963" وامتدت باتجاه الشمال وبدأ سكانها ببناء المنازل الإسمنتية الحديثة والتي تختلف عن تلك الموجودة إلى جانب "وادي اليرموك"، استقر في"جلين" العديد من العائلات التي وفدت إليها من مناطق متعددة مثل "البطيحة، غور بيسان، وقسم من البادية السورية"، ومن أهم العائلات الموجودة في "جلين" الآن هي "العمارنة، العباقرة، الجيزاوي، النميرات"».

الوضع الاقتصادي للقرية يتحدث عنه "أحمد حسن عمران" فيقول: «الزراعة هي العمل الأول والمحبب لسكان القرية والتي يعمل فيها الأغلبية العظمى من سكانها وتبلغ نسبة العاملين بالزراعة في "جلين" /80%/ من مجموع سكانها، ويعمل قسم آخر بتربية الحيوانات في مقدمتها الأبقار والأغنام والنحل والدواجن، يعمل قسم من السكان في الوظائف الحكومية، وتنخفض نسبة المغتربين في "جلين" حتى إنها لاتكاد تذكر إذ يقدر عدد المغتربين من أبنائها بعشرة أشخاص جميعهم في دول الخليج».

السيد محمد بكرية

وعن الواقع التعليمي في قرية "جلين" يتحدث المختار فيقول: «يولي أهل القرية التعليم اهتماما كبيرا وفي حين ترتفع نسبة التعليم تنخفض نسبة الأمية في القرية بحيث لا تجاوز /10%/، يوجد في "جلين" مدرستان ابتدائيتان ومدرسة إعدادية ومدرسة ثانوية، وتضم القرية حوالي /111/ أستاذا بعضهم من القدماء الذين تم تعيينهم على أساس شهادة البكالوريا، كما يوجد في القرية /5/ أطباء، و/3/ صيدليات، و/5/ مهندسين».

وعن الواقع الخدمي للقرية يقول السيد "المختار": «تتبع قرية "جلين" من الناحية الخدمية والإدارية لناحية "المزيريب"، تتوافر في القرية معظم الخدمات الأساسية، تشرب القربة من شبكة ينابيع الوادي، وفيها شبكة طرق تربطها بالمناطق المجاورة، ومواصلاتها جيدة لأنها تقع على طريق "درعا- الشجرة"».

جلين

وعن أهم معالم القرية يقول: «يوجد في القرية مجموعة من الآثار التي تعود للعهد الروماني وفيها مبان ونقوش ومنشآت مائية ومدافن ومطاحن مائية، ويحيط بالقرية مجموعة من الخرب القديمة مثل "خربة كوكب" و"خربة السامرية"، يوجد في القرية مركز للبحوث الزراعية تابع للمركز العربي التابع للجامعة العربية، كما بوجد فيها الشركة السورية- الليبية للإنتاج الحيواني».

عن الزراعة وأهم المحاصيل والثروة الحيوانية الموجودة في قرية "جلين" يتحدث السيد "محمد بكرية" رئيس مركز الوحدة الإرشادية في القرية فيقول: «تقع أراضي قرية "جلين" في منطقة الاستقرار الأولى، ويبلغ ارتفاعها عن مستوى سطح البحر حوالي /420م/، تتراوح كمية الأمطار فيها ما بين /400-500 مم/، تبلغ مساحة أراضيها /1752 هكتارا/ المستثمرة منها /593 هكتارا/ عن طريق الري، و/455 هكتارا/ بعلا.

يزرع الأهالي العديد من المحاصيل وفي مقدمتها الحبوب وأهمها القمح والشعير والعدس والفول والبازلاء، وهناك الخضراوات وفي مقدمتها البندورة والفليفلة والباذنجان وتشتهر قرية "جلين" بزراعة التبغ، أما بالنسبة للأشجار المثمرة فيوجد في "جلين" /6/ آلاف شجرة عنب، و/7500/ شجرة زيتون، وألف شجرة رمان، تزرع اللوزيات في القرية بكميات قليلة وكذلك الحمضيات حيث يوجد ألف شجرة ليمون.

وبالنسبة للثروة الحيوانية يوجد في القرية/600/ رأس من الأبقار، والأغنام يقارب عددها/3/ آلاف رأس، أما الماعز فتقدر ب/500/ رأس، لدينا مئة خلية نحل، ومزرعة دواجن ولكنها مغلقة بانتظار أن يتم ترخيصها».