ما يميزها هو سرعة نموها وازدهارها الذي تعيشه لحظة بلحظة، حيث استطاعت وبشكل ملحوظ أن تمثل نهضة واسعة في مختلف ميادين الحياة تشهد لها كل مناطق المحافظة، إنها "صيدا" التي تبعد عن مدينة "درعا" /13/ كم، وتعتبر القرية من أرقى قرى المحافظة من حيث البناء والعمران والحضارة، وتمتاز بموقعها الاستراتيجي حيث تعتبر صلة الوصل بين القرى والمناطق السياحية والأثرية مثل "بصرى الشام ومحافظة السويداء".

موقع eDaraa زار بتاريخ "8/2/2011" قرية "صيدا" في حوران والتقى الأستاذ "صلاح الغانم"- أحد سكان "صيدا"- الذي تحدث عن تاريخ هذه القرية فقال: «عندما نستعرض كتاب تاريخ الممالك للدكتور علي "أبو عساف" نرى أن "صيدا" هي امتداد لمملكة "طيبا" التي كانت قائمة في هذه المنطقة والتي ورد ذكرها في حوليات الفرعون "تحوتمس الثالث"، أما تاريخ "صيدا" الحديث فهو لا يتجاوز أربعمئة عام من الآن.

يوجد في "صيدا" مصنع للسجاد الآلي وفندق الكويت السياحي ومجمع "الأحمدي" التجاري ومجمع وأفران "كرز" ومشفى قيد الإنشاء بالإضافة إلى بقايا آثار موجودة في البلدة القديمة

وفيما يخص اسم "صيدا" فهو مأخوذ من حرفة الصيد، فاسم "صيدا" إذا حذفنا الألف من آخرها وهي التي تمثل "ال" التعريف عند الكنعانيين، يصبح الاسم دالا على حرفة الصيد، وتشير الدراسات إلى أن هذه المنطقة كانت مراحاً للصيد حيث كانت تكثر فيها الحيوانات البرية والزاحفة والطيور، وماتزال بعض النقوش موجودة على الأحجار القديمة والتي تدل على كون هذه المنطقة منطقة صيد، ومن المعروف عن "صيدا" أنها عرفت ومنذ زمن بعيد زراعة أشجار الزيتون والعنب وأيضا يشهد على ذلك النقوش التي تمثل هذه الأشجار والتي نجدها على بعض الأحجار والآثار المنتشر في القرية».

الاستاذ صلاح الغانم

السيد "جابر إبراهيم الغانم" مختار "صيدا" يتحدث عن السكان فيها فيقول: «يقدر عدد سكان "صيدا" بما يقارب "16" ألف نسمة، والقرية ماتزال مأهولة بالسكان منذ ما يقارب أربعمئة عام، وكان أول من سكن هذه القرية من العائلات الموجودة الآن هم أبناء عائلة "الغانم" و"المصري" الذين وصلوا إلى هنا قادمين من "اليمن" واستقروا بعد أن توافرت لهم أسباب الإقامة وخصوصا الماء حيث كانت تكثر الآبار القديمة، يتصف أهل "صيدا" بالكرم والإخاء والتسامح ومازال أهلها محافظين على العادات والتقاليد الأصيلة والجميلة، من أهم العائلات الموجودة في "صيدا" هي "الغوازي؛ الزعالين؛ المحاميد، الغانم؛ الحريري؛ الصلاخدة"».

وعن الوضع الاقتصادي يتحدث "المختار" فيقول: «السمة البارزة لقرية "صيدا" أن الأغلبية العظمى من أبنائها هم في المغترب إذ تشكل نسبة المغتربين ما يقارب "75"% من أهلها ويعمل معظمهم في دول الخليج، أما الباقية فهم موزعون بين الأعمال الوظيفية والزراعة، يزرع أبناء "صيدا" القمح والشعير والحمص والعدس كما يزرعون الأشجار المثمرة مثل العنب والزيتون واللوزيات والحمضيات».

المختار جابر الغانم

الأستاذ "فارس رزق الجهماني" رئيس مجلس بلدة "صيدا" يتحدث عن واقعها الخدمي فيقول: «يقوم مجلس بتنفيذ العديد من الأعمال والخدمات الرئيسية التي تحتاجها القرية والتي باتت تحظى بالقسم الأكبر منها، ففيما يخص الطرق تمتلك القرية شبكة من الطرق المعبدة والتي تبلغ نسبتها "90"% وكذلك الإنارة، يعمل مجلس البلدة على استملاك الشوارع الضرورية من أجل تخديم الموطنين، يوجد في القرية مشروع للصرف الصحي، ومن الأعمال التي يقوم بها مجلس البلدة جمع وترحيل القمامة وبشكل يومي ورش المبيدات الحشرية خلال فصل الصيف ومكافحة القوارض والكلاب الشاردة، يوجد في "صيدا" ورشة كهرباء ومقسم هاتف وناد رياضي وجمعية فلاحية وجمعية خيرية ومستوصف متطور».

وعن الواقع التعليمي للقرية يقول الأستاذ "الجهماني": «نسبة الأمية منخفضة في "صيدا" إذ لا تتجاوز "5"% وهي متركزة بين الكبار في السن، وفي المقابل فإن نسبة التعليم مرتفعة بين أبناء القرية، يوجد في "صيدا" مدرسة ثانوية وثانوية نسوية و"7" مدارس حلقة أولى و"4" مدارس إعدادية، وهناك عدد كبير من أبناء القرية ممن التحقوا بالتعليم العالي وقد برز من "صيدا" العديد من الأسماء في هذا الجانب أبرزها الأستاذ "علي عقلة عرسان"».

الاستاذ فارس رزق الجهماني

الوضع العمراني في صيدا يتحدث عنه الأستاذ "صالح عمر العبود" فيقول: «تبلغ مساحة المخطط التنظيمي لقرية "صيدا" حوالي ألف هكتار وتقدر نسبة تغطية الأبنية بـ"60"% من مساحة المخطط التصميمي والتنظيمي في قرية "صيدا" المصمم بشكل شطرنجي، أما البناء السكاني فهو متفاوت بين بناء مؤلف من طابق واحد وبين الأبنية الطابقية المتعددة وبين القصور التي يكثر عددها في القرية والمصممة في أغلبها بنظام "الدوبليكس"، بالإضافة إلى البلدة القديمة والتي تعود للفترة الرومانية، والتي ماتزال قائمة بأبنيتها الحجرية وسط القرية».

أهم معالم "صيدا" يعود ويذكرها رئيس مجلس البلدة فيقول: «يوجد في "صيدا" مصنع للسجاد الآلي وفندق الكويت السياحي ومجمع "الأحمدي" التجاري ومجمع وأفران "كرز" ومشفى قيد الإنشاء بالإضافة إلى بقايا آثار موجودة في البلدة القديمة».