تعتبر مدينة "طفس" رمزاً للحب والعشق بدلالة الأغنية الشعبية الحورانية المشهورة والتي مطلعها "حبل العشق ممدود من هون لطفس، عروستك يا الغالي حمامة بقفص"، وهي مدينة قديمة قدم التاريخ، زارها الباحث الانكليزي شوماخرعام /1885/م فوصف أهلها ورسم أهم أبنيتها.

يقول السيد "فائق أبو نقطة" من أهالي مدينة "طفس" لموقع "eDaraa": «يعود تاريخ "طفس" الغافية في حوض اليرموك الخالد، إلى القرن الثاني قبل الميلاد، ويدل على ذلك بعض الكنوز الأثرية، والرسوم الحجرية المنقوشة بعناقيد العنب الموجودة فيها، حيث تعاقبت عليها الكثير من الحضارات "كالعمورية، والآرامية، والرومانية، واليونانية، والإسلامية وغيرها من الحضارات"، التي تركت وراءها الكثير من الآثار التي لم يبق منها إلا بعض الأبنية المتناثرة في أركان القرية القديمة، بعد أن زال معظمها بسبب التطور العمراني، واستخدام حجارتها في أعمال البناء والتوسع في شق الشوارع، ومن الأوابد المتبقية الجامع القديم، وبعض الأبنية والقناطرالرومانية».

يسود "طفس" عادات وتقاليد تتميز بأنها جزء من العادات والتقاليد الحورانية، التي تدعو إلى التآلف والمحبة وحب التعاون والعمل، والمشاركة في المناسبات الاجتماعية كافة كالأفراح والأتراح، وقد ورث الجيل الجديد هذه العادات الجميلة

وقال السيد "عبد الرحمن الحوراني"، كاتب وباحث في قضايا التاريخ والتراث- من أهالي مدينة "طفس": «أقيمت المدينة الحالية على أنقاض قرية رومانية قديمة، وتوافدت إليها في عام /1838/م جماعات من "فلسطين، والأردن، والسعودية، والجزيرة العربية، وبلاد أخرى" وسكنوها تباعاً، وتأتي تسميتها من "طافاس" وهي تسمية آرامية، تعني صناع الشواهد والقبور، حيث كانت مركزاً لصناعة القبور الحجرية "الرانات" لكبار الشخصيات الرومانية التي كانت تلاقي حتفها في أراضي "حوران"، ومكاناً للحجارة التي تستخرج لصناعة القبور».

السيد "فائق أبو نقطة"

وحول واقع هذه المدينة تحدث السيد "محمد أمين حريدين" مختار المدينة بتاريخ "2/2/2011" لموقع "eDaraa" قائلاً: «تتربع مدينة "طفس" على ضفاف وادي "الهرير الشرقي"، وتبعد عن مدينة "درعا" حوالي/13/كم، وعن مدينة "دمشق" نحو/86/ كم، وتبلغ مساحة مخططها التنظيمي /587/ هكتاراً، يحدها من الغرب وادي "اليرموك" و"المزيريب"، ومن الشرق "داعل"، ومن الجنوب مدينة "درعا"، ومن الشمال مدينتي "الشيخ مسكين" و"نوى" وبلدة "الشيخ سعد".

ويقدر عدد سكانها بحوالي /38/ ألف نسمة، وبذلك تحتل المركز الثالث على مستوى المحافظة بعدد السكان بعد مدينتي "درعا" و"نوى"، وتتميز المدينة من غيرها من المدن والبلدات المجاورة لها، بقلة عدد المغتربين والمهاجرين منها إلى الدول العربية والأجنبية، نتيجة لخصوبة الأرض وتوافر فرص العمل الزراعي، وتمسك الأهالي بأرضهم، في الوقت الذي تشهد فيه هجرة عمالة وافدة إليها من المحافظات الشرقية بغية العمل الزراعي».

السيد "محمد أمين حريدين"

وفيما يتعلق بالعائلات والعشائرالموجودة فيها قال "حريدين": «توجد الكثير من العائلات المترابطة فيما بينها بعلاقة نسب أو صلة قربى، وهي عائلات متكاتفة ومتعاونة فيما بينها، حيث يتم إنشاء مجلس عائلي لكل عائلة، لحل الخلافات أو لمساعدة بقية أفراد العائلة، ومن العائلات الموجودة في المدينة "الحوراني والفقيه وعـسكـر والرواشدة والناطور وأبوشنب والشعابين والسرحان والبيطاري والبردان والخليل والزعبي والحريدين والحايك والحجازي وكيوان والصلخدي وصياح والربداوي"».

وفيما يخص الجانب الخدمي يقول "حريدين": «تحتوي طفس على الكثير من المراكز الخدمية، كالمشفى الوطني الذي تم تجهيزه بالوسائل الطبية كافة والكادرالطبي المختص، ومركزين للرعاية الأولية، وسوق هال يعد الأول من نوعه في المحافظة، ومركز للأنشطة الطلابية، وخدمات أخرى، إضافةً للاستثمارات الخاصة كالأسواق والمحال التجارية، في مجالات الكمبيوتر والإنترنت والموبايلات، والمطاعم وغيرها».

مدينة "طفس" شمال درعا

وعن الجانب الاجتماعي ذكر السيد "تيسير الفقيه" الباحث في قضايا التاريخ والتراث- من أهالي "طفس"-: «يسود "طفس" عادات وتقاليد تتميز بأنها جزء من العادات والتقاليد الحورانية، التي تدعو إلى التآلف والمحبة وحب التعاون والعمل، والمشاركة في المناسبات الاجتماعية كافة كالأفراح والأتراح، وقد ورث الجيل الجديد هذه العادات الجميلة».

وحول الوضع التعليمي والثقافي فيها ذكر السيد "منيف أبو نقطة" مدير المركز الثقافي: «يهتم أهل مدينة طفس كثيراً بتعليم أبنائهم، وهناك تنافس كبير بين العائلات في هذا المجال، حيث لا يدخرون جهداً لحصول أولادهم على أعلى مراتب الدراسة والتحصيل العلمي، بالمقابل تنتشر دور التعليم والمدارس بشكل كبير.

حيث يوجد أكثر من /20/ مدرسة من المراحل الدراسية كافة، تغطي جميع أحياء المدينة، وعدداً من المعاهد والمدارس الفنية، كما يوجد مركز ثقافي متطور فيه مكتبة وصالة محاضرات قوامها /400/ مقعد، يقيم برامج ثقافية متنوعة أسبوعياً، وهناك إقبال جماهيري على حضور فعالياته الثقافية».