في منتصف الطريق القديم الواصل بين "دمشق ودرعا" تستقبلك قرية "القنية" بأرضها الخصبة ومناخها المعتدل، وبتاريخ يعود إلى العهد الروماني.

موقع "eDaraa" زار قرية "القنية" بتاريخ "1/12/2010" للتعرف على القرية والتقى المهندس "نسيم سلامة" من أهالي القرية، والذي بدأ بالقول: «تعود تسمية "القنية" إلى الرومان؛ الذين أطلقوا على القرية اسم "قنوة"- وتعني "الشيء الثمين-، ثم تحولت مع الزمن إلى "القنية"، وكانت عند الرومان من القرى الهامة نظراً لخصوبة أرضها وموقعها الهام الواصل بين "دمشق" ومدينة "بصرى الشام"- التي كانت مركزاً حيوياً عند الرومان-، بين كل من "دمشق والقدس"، وبذلك كانت "القنية" بالضرورة ممراً لقوافلهم التجارية».

يزرع الفلاحون في "القنية" الحبوب بشكل رئيسي وخاصة القمح، بالإضافة للخضراوات والأشجار المثمرة كالزيتون

السيد "أحمد الزوكاني" رئيس المجلس البلدي في "القنية"، والذي تحدث عن موقع القرية بالقول: «تقع قرية "القنية" في منتصف الطريق القديم الواصل بين "دمشق ودرعا"، وهي إلى الجنوب من مدينة "الصنمين"، وتتوسط عدد من البلدات والقرى، فيحدها من الجنوب بلدة "محجّة"، ومن الشرق تحدها قريتا "تبنة وخبب"، ومن الغرب يحدها مدينة "إنخل".

المهندس "نسيم سلامة"

وتبلغ مساحتها الكلية حوالي /2400/ هكتار، منها /400/ هكتار داخل المخطط التنظيمي، وهي قرية مسكونة منذ "العهد الروماني"، وتقع في منطقة "الاستقرار الثانية"، وعلى فتحة بحيرة "طبريّا"».

تتميز "القنية" بوجود عدد من البيوت الأثرية المبنية من حجارة "البازلت الأسود"، السيد "الزوكاني"، تحدث عن البيوت الأثرية بالقول: «يعود تاريخ بناء هذه البيوت إلى العهد الروماني، وما زال معظمها يحافظ على شكله القديم، مع ما يحويه من زخارف كـ"الشموس والصلبان والمحاريب والتيجان"، لكنّ أبرز ما في "القنية" هو مسجدها القديم، والذي كان عبارة عن "دير للعبادة" في العهد الروماني، ولا يزال المسجد إلى اليوم يحافظ على هيكله وشكله سليماً.

مسجد القنية

فهو مبني من "حجارة البازلت" وسطحه عبارة عن ثلاث قناطر تعلوها حجارة كبيرة مسطحة وملساء، وقد أضيف له مئذنة ومحراب، عندما تحول الدير إلى مسجد».

وعن الخدمات الموجودة في "قرية القنية"، قال السيد "الزوكاني": «إن قرية "القنية" مخدمة بمياه الشرب والرّي من خلال الآبار الارتوازية، وكذلك مزودة بشبكة من الطرق المعبدة والتي تغطي معظم أحياء القرية، وأيضاً تمّ تخديم القرية بشبكة صرف صحي يبلغ طولها حوالي /20/ كم وهي تخدم /90%/ من المواطنين وتتوسع باستمرار، بالإضافة لتوافر خدمات الكهرباء والهاتف بشكل جيد».

السيد "أحمد الزوكاني" رئيس المجلس البلدي -"القنية"

تعتبر "القنية" من القرى المتقدمة تعليمياً، حسب السيد "الزوكاني" الذي أضاف: «يتواجد في القرية ما لا يقل عن /50/ شخصا من حملة الإجازة الجامعية وما فوق، وأكثر من ذلك العدد من خريجي المعاهد المتوسطة والعالية، كما تحوي "القنية" الآن روضتين وثلاث مدارس ابتدائية ومدرسة إعدادية ويبنى فيها حالياً مدرستان إحداهما إعدادية والأخرى ثانوية».

وعن السكان، يقول السيد "الزوكاني": «يسكن القرية حوالي /7300/ نسمة، ينتمون لعدّة عشائر أهمها "السعدي، الصلخدي، الزعبي، الزوكاني، الشحادات، قنيص"، حيث هذه الأخيرة هي أول من سكن القرية في العصر الحديث منذ حوالي /200/ سنة، ومعظم السكان يقطنون في أبنية إسمنتية، وقليل منهم ما زال في أبنية حجرية بازلتية، وتتبع "القنية" إدارياً لناحية "الصنمين"».

يعمل معظم أبناء القرية في الزراعة، ويوجد في القرية "وحدة الإرشاد الزراعي" تقوم بشكل دوري بعقد ندوات علمية لتوعية الفلاحين ومربي الحيوانات، كما أفادنا السيد "عبد الحكيم الحميّد" رئيس الوحدة الذي أضاف: «تبلغ مساحة الأراضي الزراعية في "القنية" حوالي /23325/ دونما، منها /571/ دونما تصنف كأراضي مروية، والباقي أراضي بعلية، كما يتواجد في القرية حوالي /302/ رأس من الأبقار، و/3842/ رأسا من الأغنام، و/776/ رأسا من الماعز، بالإضافة لـ/148800/ طير من الدجاج، و/109/ خلايا نحل».

السيد "أحمد السعدي" رئيس الجمعية الفلاحية في القرية، تحدث عن المزروعات الموجودة بالقول: «يزرع الفلاحون في "القنية" الحبوب بشكل رئيسي وخاصة القمح، بالإضافة للخضراوات والأشجار المثمرة كالزيتون».