على هضبة صغيرة، محاطة بسلسلة تلال من جهتها الشرقية، وبين طريقي "دمشق-درعا" القديم والجديد ، تقف قرية"موثبين"، تروي للأجيال قصص أصالتها وعراقتها، وتوحي لناظر إليها قدم بنيانها، وسحر جمالها.

موقع "eDaraa" زار قرية "موثبين" بتاريخ "25/11/2010" والتقى السيد "محمد مرعي" أحد سكان قريةـ مدرس متقاعد-، والذي بدأ بالقول: «تتميزالقرية عن غيرها من القرى المجاورة، بارتفاعها عن سطح البحر /650/ متر، ووجود الينابيع في أراضيها، وجودة مناخها المعتدل صيفاً، وهي غنية بالمياه الجوفية».

تتميزالقرية عن غيرها من القرى المجاورة، بارتفاعها عن سطح البحر /650/ متر، ووجود الينابيع في أراضيها، وجودة مناخها المعتدل صيفاً، وهي غنية بالمياه الجوفية

وأضاف بقوله "مرعي": «يرتبط تاريخ "موثبين" بتاريح منطقة "حوران"، كونها أحدى بلداتها، وتدل المعالم الأثرية الموجودة فيها على قدمها، فقد عاصرت الكثير من الحضارات كـ"الحضارة الكنعانية، الآشورية، الآرامية، البيزنطية، الرومانية، الإسلامية"»؛ السيد "يحيى السعدي" رئيس بلدية "موثبين" أشار إلى وجود صرح أثري يدل على أهمية "موثبين" بالقول: «يوجد قاعة المشهورة باسم "قاعة الحاميات الرومية" أو "مجلس المجالس"؛ كان يعقد قادة الرومان اجتماعاتهم فيه.

السيد "يحيى السعدي"

أما اسم "موثبين" فهو نسبة إلى التسمية اللاتينية "مونث" وتعني مصعد أو جبل، و"بان" ومعناها الخبز أو القمح، و"مونث بان" المصعد إلى سهول حوران المشهورة بالقمح».

تقع "موثبين" في الجهة الشمالية للمحافظة "درعا" على بعد /60/ كم منها، وتبعد /40/كم عن مدينة "دمشق"، وعلى بعد /10/ كم من منطقة "الصنمين" التي تتبع لها، السيد "السعدي" تحدث عن حدود "موثبين" بالقول: «يحدها من الجنوب قرية "جباب"، وتبعد عنها حوالي /4/كم، ومن الشمال بلدة "غباغب"، وتبعد عنها /3/كم، ومن الغرب قرية "ديرالبخت"، بينما يشرف عليها من جهة الشرق عدة تلول من الجنوب إلى الشمال "تل سعيد، تل اقصاري، تل سكيكر، تل القايد، تل اليوشع، تل الفرفارة، تل الحمص، تل الكلبة، وتنتهي بهضبة الهاروني".

السيد "أحمد صبحي عبد الرحيم"

تبلغ مساحتها الإجمالية /3300/ هكتار، ومساحة مخططها التنظيمي /200/هكتار، وهو قيد التوسع، فيما يبلغ عدد سكانها حوالي /3378/ نسمة، منهم (1673) ذكور و(1705) إناث».

السيد "إسماعيل الزوكاني" من شعبة آثار "الصنمين" تحدث عن مجموعة الأثار الموجودة في "موثبين" بالقول :«كثيرة هي الآثارالموجودة في "موثبين"، ومنها الكنيسة، وهي بناء حديث عمره الزمني لا يتجاوز /100/ عام، ومشاد على أساسات قديمة، بناها الخوري "سليمان عطا الله بدين" عام /1938/م، وأحيا الكنيسة وخدم فيها، وفي عام / 2000/ تم تجديدها وترميمها، تتوسط البلدة القديمة، ويحيط بها مباني من الحجر البازلتي التقليدي، وهي تقسم إلى ثلاثة أقسام، الأول عبارة عن الكنيسة أبعادها /11×6/ متر، مؤلفة من أربع قناطر باتجاه شمال جنوب، ويرتكز سقفها على بلاطات حجرية على القناطر من جهة، والجدران من جهة ثانية، ولها مدخل وحيد من الجهة الشمالية، والقسم الثاني: عبارة عن غرفة التخديم أبعادها /4.5×5.5/ متر، ولها قنطرة باتجاه شرق غرب، أما القسم الثالث فهو الصحن أبعاده /17×4.5/ متر، يقع إلى الشمال من بناء الكنيسة.

السيد "محمد مرعي"

كما يوجد في القرية، العديد من المواقع الآثرية أهمها كنيسة النبي "إلياس"، وهي قديمة رممت عام /1860/ متر، وجامع" أبو بكر الصديق"، ويقع إلى الجنوب من المباني السابقة، بني على أنقاض جامع إسلامي قديم، وتم تجديده من قبل أهالي القرية سنة /1920/ متر ومزار النبي "يوشع"».

وعن الواقع الزراعي في "موثبين" تحدث السيد "أحمد صبحي عبد الرحيم" رئيس "الجمعية الفلاحية": «تعد قرية "موثبين" من القرى زراعية منذ قديم الزمان، من أيام الإغريق والرومان، والشاهد على ذلك وجود آثار مدرجات سقاية وبقايا رسومات سواقي على سفوح التلول المجاورة، التي كانت مشجرة وخضراء، لوفرة مياه الأمطار والوديان التي كانت تمربها في تلك الفترة.

وأحب الإشارة إلى أن أراضيها تقع ضمن مناطق الاستقرار الثالثة، وتبلغ مساحة الأراضي المستثمرة زراعياً /3100/ هكتار، تزرع ببعض المحاصيل الزراعية التي يأتي في مقدمتها "محصول الشعير" كونه يتحمل العطش، وتبلغ المساحات المزروعة به حوالي /7000/ دونم، ثم يليه "القمح" ويزرع بمساحة تقدر بـ/2000/ دونم، ثم "العدس والحمص"، الا أن اعتماد هذه المحاصيل على مياه الأمطار أدى إلى تدني إنتاجها في سنوات الجفاف الأخيرة.

كما يزرع الأهالي الأشجارالمثمرة كـ"أشجار الزيتون" التي ثبت نجاح زراعتها، حيث وصلت المساحة المزروعة فيها إلى /200/ دونم، وقدر عدد أشجارها بـ/3/ الآف شجرة، ومن الأشجار المثمرة التي تزرع في البيوت "العنب، التين، الرمان، الصبار"، وبعض أشجار الزينة "السرو، الصنوبر، الزعفران، الأكاسيا"، أما أهم النباتات التي نجدها على التلال "الشيح، البابونج، شقائق النعمان، وأزهار الجبل"».

وفيما يخص الثروة الحيوانية أضاف السيد "أحمد": «قبل ستينيات القرن الماضي كان يربي الأهالي عدداً لا بأس به من القطعان، وعدداً من الغزلان التي ترعى في التلال، لكن الآن انخفضت أعداد الثروة الحيوانية لقلة المياه والجفاف وارتفاع أسعار الأعلاف، ويقدر عددها حوالي /1200/ رأساً من الأغنام، و/800/ رأساً من الماعز، و/120/ رأساً من الأبقار، إضافة لوجود حوالي /500/ "خلية نحل"».

تتميز "موثبين" ببلدتها القديمة تحدث عنها السيد "طعمة الناقولا" -من أهالي القرية-بالقول: «القرية القديمة مجموعة بيوت، غنية بآثارها الرومانية والبيزنطية وإلاسلامية، متماسكة الجدران بقناطر عظيمة البنيان، تشد بعضها البعض بحجارة ملساء، تعرض قسم من بنائها الأثري لعملية الهدم، واستخدمت حجارتها في أعمال البناء الحديث، حجارتها الأثرية مصقولة وناعمة، ويحمل بعضها الرسوم والكتابات».