إلى الشمال الغربي من محافظة "درعا"، وعلى بعد خمسين كيلو متراً منها"، تقع مدينة "إنخل"، في قلب طبيعة موفورة الجمال، وتمتد في أحضانها السهول الواسعة، وتغرد على أغصان أشجارها الطيور، وتنساب الماشية والأنعام في مراعيها الجملية، وكما كانت "إنخل" تقع على الطريق الواصل بين بحيرة "طبرية" و"دمشق"، فإنها تعتبر اليوم ممراً أساسياً بإتجاه محافظة "القنيطرة".

وللتعرف على هذه المدينة وأبرز معالمها، التقينا المهندس "أحمد العيد" رئيس مجلس مدينة "إنخل" لموقع eDaraa بتاريخ 8/6/2010 والذي أخبرنا عن المنطقة قائلاً :«تقع في منطقة "الجيدور"، التي تعد من أخصب مناطق "حوران"، بمعدل هطول مطري حوالي 400 مم تقريباً، وتكثر فيها السيول والينابيع والوديان الغنية بالمياه، وهذا ما جعل المنطقة منتعشة إقتصادياً وثقافياً وعمرانياً في العصور القديمة، وحول أسباب تسمية "إنخل" أشار"العيد" كان إسم "إنخل" غير معروف، وإن كانت هناك آراء ترجح أن تكون له علاقة بشجرة النخيل، فالبعض ربط التسمية بكثرة شجر النخيل فيها، حيث سادت زراعته قديماً، ويدل على ذلك اكتشاف تمثال من البرونز في المدينة يعود للعصر الروماني، وهو عبارة عن تمثال لرجل واقف يرتدي ملابس تغطيه حتى الأسفل، ويحمل بذراعه اليسرى التي تبدو مثنية غصن نخيل، ويعتقد أن التمثال لإله الخصب "جينوس" وهو موجود حالياً في المتحف الوطني "بدمشق"، ومع مرور الزمن تحول الإسم إلى "إنخل"».

بلغ عدد المشتركين بالهاتف /4600/ مشترك، وهناك خطة لتوسيع الشبكة في العام القادم، بحيث تستوعب /2600/ خطاً إضافياً، علماً أن الشبكة أرضية، وأن كافة المعاملات تتم بالمركز، بعد تنفيذ مشروع (CCBS )

وعن الأماكن الأثرية فيها ذكر "العيد":« تزخر "إنخل" بالعديد من المواقع الأثرية أبرزها: قصر زين العابدين وقصر "جمرين"، وهذه جميعها تعود إلى العصور الرومانية، سكنها حكام محليون في الفترات القديمة، أما قصر "العلوه" فهو مبني من حجر البازلتي الأسود، يعود بناؤه إلى العصر الروماني أيضاً، يتسم بوجود معالم وآثار لعدة عصور تاريخية، منها البيزنطي والإسلامي بمراحله المختلفة، منها الصلبان النافرة والغائرة التي تحملها بعض الحجارة، أما الغرف الطويلة فهي من العصور الإسلامية، والدليل الأهم على إزدهار الفترات الإسلامية، وفيما يتعلق ببيت "آل الفروان" الذي يقع وسط المدينة، فهو عبارة عن كتلة طويلة، فيها قاعة مركزية في الوسط، ويحتوي على بعض القاعات والزخارف الرائعة التشكيل، ويتميز بحجارته كبيرة الحجم والمنحوتة بعناية، كما يشاهد في المدينة أيضاً، الكثير من الأبنية الأثرية التي تعود إلى العصور الكلاسيكية الرومانية والبيزنطية الغنية بالزخارف الرائعة، الأمر الذي يقود إلى التعبير عن الغنى والترف الذي كانت تعيشه المنطقة في تلك الأزمان».

قصر زين العابدين

وفيما يخص الخدمات التي يقدمها مجلس المدينة ذكر"العيد":«يبلغ عدد سكان "إنخل" 37 ألف نسمة، وتبلغ مساحتها الإجمالية /6/ الآف هكتار، أما مساحة مخططها التنظيمي فتبلغ /960/هكتاراً، ويقوم المجلس بتقديم العديد من الخدمات لأهالي المدينة، كتعبيد وتزفيت الطرقات، وتنفيذ شبكات الصرف الصحي، وإصلاح وإنارة شوارع المدينة، وترحيل القمامة، ويخصص 60% من موازنة المجلس لهذه الأعمال، وحالياً يتم تنفيذ مشروع المنطقة الصناعية، ومن المتوقع تسليمها في عام/ 2011 /، علماً أنه تمت المباشرة بالمشروع منذ نهاية / 2007/، تقع المنطقة الصناعية جنوب شرق المدينة، وتبلغ مساحتها الإجمالية/11/هكتاراً، وتستوعب /105/حرفين من كافة المهن، وتتضمن /42/ مقسماً صناعياً للمنتجات الإسمنتية، ومحلات لغسيل السيارات وبيع الزيوت والخراطة وتصليح السيارات والآليات، وتصليح البرادات وكهرباء السيارات والألمنيوم والحدادة، بالإضافة إلى محلات لتصليح وبيع الدراجات النارية، ومكابس بلوك ورخام ومحلات للبلور والنجارة وتصويج السيارات وغيرها».

والمعروف عن "إنخل" أن معظم أراضيها زراعية، وتتبوأ مكانة اقتصادية هامة ليس في المحافظة فحسب، وإنما على مستوى القطر، كونها تنتج العديد من المحاصيل الزراعية الهامة، وتسد قسماً لا يسستهان به من حاجة السوق المحلية، يقول المهندس "عبد الحليم العباس" رئيس الوحدة الإرشادية:« يعمل معظم السكان بزراعة الحبوب والخضار والأشجار المثمرة، وتبلغ المساحة الإجمالية القابلة للزراعة /38830/ دونماً، منها /4880/ دونماً أراضي مروية، علماً أن عدد الآبار الإرتوازية المرخصة /142/ بئراً، وتعد "إنخل" المنتج الأول لمادة البندورة في المحافظة، حيث يقدر إنتاجها ب/11/ ألف طن سنوياً، فيما يبلغ إنتاجها من محصول البامياء حوالى/300/ طن سنويأً، وهذا يكفي لتغطية حاجة السوق المحلية من هاتين المادتين لمدة ستة أشهر، ويصدرباقي الإنتاج إلى خارج القطر كدول الخليج والأسواق الأوروبية، كما تشتهر بزراعة أشجار الزيتون، حيث تبلغ المساحة الإجمالية المزروعة بها /4500/ دونماً، ويقدرعدد الأشجار ب/52/ ألف شجرة تقريباً، ويصل إنتاجها إلى /675/طناً من الزيتون، و/357/طناً من الزيت سنوياً، وفيما يخص الشق الحيواني يبلغ عدد قطيع الأغنام /12500/ رأس، وعدد روؤس الأبقار/1330/رأساً، إضافة لوجود أربعة مداجن بطاقة إنتاجية تقدرب /70/ألف بيضة يومياً».

المهندس "أحمد العيد" رئيس مجلس مدينة "إنخل"

وفي "إنخل" عادات وتقاليد متوارثة وجميلة، حدثنا عنها السيد "فيصل نوفل"، مدرس تاريخ قائلاً: «يسود المدينة عادات وتقاليد، تتميز بأنها جزءاً لايتجزأ من العادات والتقاليد في محافظة "درعا"، ولعل أروع ما يميز المجتمع فيها، أنه متماسك ومتعاضد، تسوده المودة والمحبة، وروح التعاون بين أبنائه، حيث يشاركون بعضهم في المواسم الزراعية، وفي قطف الثمار، وفي الأفراح والأتراح، ويتسم تراثنا بغناه وتنوعه وشموليته، فهو تراث مفتوح على كل البيئات المجاورة، يأخذ منها كل ما هو جديد ومفيد، ويرفض كل ما هو هجين ومستغرب لا يتلاءم مع العادات والتقاليد المتوارثة ».

والجدير ذكره أن "إنخل" تتمتع بتوفر مختلف الخدمات الضرورية، كالخدمات الصحية والهاتفية، يقول الدكتور"بسام النوفل" رئيس مركز طب الأسرة:«يستقبل المركز حوالى/2590/مريضاً شهرياً،ويتم تنفيذ برنامج اللقاح الوطني الشامل،وبرنامج الصحة الإنجابية ورعاية الحوامل وتنظيم الأسرة، وبرنامج التثقيف الصحي، ويوجد بالمركزعيادة عامة لمعالجة الأمراض المختلفة، وعيادة أخرى سنية تستقبل حوالي /220/ مريضاً شهرياً، ومخبريقدم التحاليل الطبية كافة، ويستقبل نحو/500/ مريض شهرياً».

المهندس "عبد الحليم العباس" رئيس الوحدة الإرشادية

أما السيد "خالد الحلقي" مدير مركزهاتف "إنخل" فقال:« بلغ عدد المشتركين بالهاتف /4600/ مشترك، وهناك خطة لتوسيع الشبكة في العام القادم، بحيث تستوعب /2600/ خطاً إضافياً، علماً أن الشبكة أرضية، وأن كافة المعاملات تتم بالمركز، بعد تنفيذ مشروع (CCBS ) ».

بقي أن نقول: تتميز مدينة "إنخل" بإرتفاع نسبة النمو السكاني فيها، نتيجة لكثرة الولادات، والزواج المبكر، وانخفاض نسبة الوفيات، والرعاية الصحية الجيدة، ففي الوقت الذي بلغ فية عدد السكان وفقاً لإحصائيات عام/ 1994/ الرسمية /20892/ نسمة، تجاوز عدد السكان الآن /37/ ألف نسمة.