"دير العدس" إحدى قرى سهل حوران التي تعاقبت عليها مختلف العصور، تقع هذه القرية في الجهة الشمالية الغربية من المحافظة وعلى مقربة من مرتفعات جبل الشيخ، يمر فيها نهر "العرام" مضفيا عليها المزيد من الصفات التي يتمتع فيها الريف والتي جعلت منها قبلة يقصدها الفارين من زحمة المدن وصخبها.

موقع eDaraa زار هذه القرية ولتسليط الضوء عليها التقى بعض أبنائها فكانت البداية مع "محمد قاسم أبو رومية السعدي"مدرس مادة الجغرافية في إحدى مدارس القرية والذي حدثنا عن سبب تسميتها فقال: «ما نعرفه عن سبب تسمية"دير العدس" بهذا الاسم هي الرواية التي مايزال أهل القرية يتناقلونها عن الأجداد والتي تقول أن ثلاثة أخوة كانوا قد سكنوا في المنطقة احدهم اسمه" بختنصر" أقام في قرية "دير البخت" التي تقع شرق قرية"دير العدس"، والثاني اسمه" نساج" وقد سكن في قرية "كفر ناسج" غرب القرية، والثالث هو "عداس" الذي سكن في هذا المكان وأقام فيه دير للعبادة عرف باسم "دير عداس" ومع مرور الزمن حرفت التسمية وأصبحت "دير العدس "وعلى الأغلب أن هذه الرواية صحيحة بشهادة الدير الذي لا تزال أثاره قائمة حتى الآن».

يقوم مجلس البلدية وبشكل منتظم بأعمال لخدمة المواطنين مثل رش المبيدات الحشرية، وأعمال جمع القمامة التي تجري بشكل يومي، وإنارة الشوارع ومنح التراخيص وتقديم التسهيلات

أما عن تاريخ القرية فيقول: «يرجع تاريخ هذه المنطقة إلى أيام الكنعانيين والآراميين والأنباط والرومان الأمر الذي يشهد عليه الآثار المكتشفة في القرية ومنها الهياكل الحجرية التي تحمل كتابات كنعانية وآرامية،كما عثر في قرية "دير العدس" على عدد من اللوحات الفسيفسائية التي تعود إلى العصر الأموي ومعظم هذه اللوحات مايزال محفوظا في قلعة "بصرى"، وتضم قرية "دير العدس" عددا من الأماكن والخرب الأثرية مثل خربة "عين عفا" التي تعود إلي الألف الثاني قبل الميلاد ومن الخرب أيضا "خربة "بواريت", و"خربة تيمروس", و"خربة الحسانية"».

الاستاذ ياسر السعدي

وعن الموقع الجغرافي "لدير العدس" يقول: «تقع قرية "دير العدس" إلى الشمال الغربي من محافظة "درعا" وهي تبعد عن مركز المحافظة قرابة 80كم، وتبعد عن "دمشق" قرابة 40كم، يحدها من الشمال قرية "كناكر" ومن الجنوب قرية "كفر شمس" ومن الغرب قرية "كفر ناسج" ومن الشرق قرية "دير البخت" و"غباغب"، ترتفع القرية 275عن سطح ،ومن ناحية المناخ فإنها تقع ضمن نطاق المناخ المتوسطي، ويتراوح معدل الأمطار السنوي فيها مابين 275-300مم، تربط القرية بالمناطق المجاورة مجموعة من الطرق المعبدة».

الأستاذ "ياسر السعدي" حدثنا عن السكان والوضع الاقتصادي للقرية فقال: «يبلغ عدد سكان قرية "دير العدس" قرابة الثلاثة آلاف وخمسمائة نسمة، يعمل القسم الأكبر منهم في الزراعة حيث تتم زراعة الحبوب وفي مقدمتها القمح والشعير والبقوليات وأهمها الحمص والأشجار المثمرة وخصوصا الزيتون، ،وهناك قسم يعمل في مجال التوظيف الحكومي والخاص، وآخرون وهم قلة يعملون في دول الخليج».

يحيى السعدي رئيس مجلس البلدية

وعن الواقع الزراعي للقرية يقول الأستاذ "عبد الله السعدي" أحد موظفي الوحدة الإرشادية للقرية: «يبلغ إجمالي مساحة "دير العدس" قرابة"33" ألف هكتار، تقدر مساحة الأراضي القابلة للزراعة فيها "22920" هكتار وجميعها مستثمرة منها"22600"هكتار بعل و"320"هكتار مروية، أما الأراضي الغير قابلة للزراعة فتقدر "7880" هكتار وهناك "2200" هكتار مروج ومراعي،وبالنسبة للأشجار المثمرة يوجد في القرية "5815"شجرة زيتون مروية و"13846"بعل"1980، شجرة فستق حلبي،"6"شجرات برتقال، و"123" شجرة لوز،"540"شجرة رمان، "435"شجرة عنب بعل، "200"شجرة عنب مروي، "43"شجرة ليمون، وبالنسبة للثروة الحيوانية هناك "168"بقرة، و"1989"رأس غنم و"366" ماعز، و"1703"خلية نحل، و"12" خلية نحل».

عن الواقع الخدمي والمشاريع الموجودة في "دير العدس" يتحدث الأستاذ "يحيى السعدي" رئيس مجلس البلدية فيقول: «تفتقر قرية دير العدس إلى مشروع للصرف الصحي ورغم أن هناك دراسة لمثل هذا المشروع إلا أن تنفيذه مرتبط بإقامة محطة للمعالجة الأمر الذي مايزال موضوع دراسة، تشهد القرية أعمال تعبيد سنوية للشوارع فيها ويبلغ طول الشوارع المعبدة فيها قرابة 22كم، ومن المشاريع المنفذة في هذه القرية الجسر المقام على وادي "العرام" والذي يربط "دير العدس" بقرية "كفرناسج" وهناك جسر آخر يربط القرية بقرية "كفر شمس"، يوجد في القرية وحدة إرشادية ومستوصف صحي وجمعية فلاحية»ويضيف الأستاذ "يحيى":« يقوم مجلس البلدية وبشكل منتظم بأعمال لخدمة المواطنين مثل رش المبيدات الحشرية، وأعمال جمع القمامة التي تجري بشكل يومي، وإنارة الشوارع ومنح التراخيص وتقديم التسهيلات».

البركة الرومانية احدى معالم القرية

وعن الواقع العمراني يقول: «تبلغ مساحة الخطط التنظيمي للقرية 120 هكتار وهناك حاليا توسعة جديدة للمخطط القديم لتصل إلى 260 هكتار، معظم بيوت القرية تتألف من طابق واحد طابق واحد وهي في أغلبها مبنية من الحجر الأزرق القديم وهناك البيوت الحديثة المبنية من البيتون المسلح».

وعن التعليم في القرية يقول: «نسبة الأمية منخفضة في قرية "دير العدس" وهي منحصرة في فئة الكبار بالسن الذي يبادر معظمهم للمشاركة في دورات محو الأمية، يوجد في القرية مدرستان للتعليم الابتدائي ومدرسة للإعدادي ومدرسة للثانوي يدرس فيها طلاب الصف العاشر فقط أما بقية الطلاب فإنهم يتابعون تعليمهم في مدار س المناطق المجاورة».

بقي أن نذكر أن القرية تضم مجموعة من الآثار التي تشهد على تاريخ هذه المنطقة تتمثل بالبركة الرومانية والمسجد القديم والطاحونة القائمة على ضفة وادي "العرام" ومجموعة من البيوت القديمة التي ماتزال قائمة وسط هذه القرية التي تم العثور فيها على لوحة من الفسيفساء ماتزال محفوظة في قلعة "بصرى".