"مدينة الشهداء" هو الاسم الذي غلب على مدينة "داعل" والذي اشتهرت به على مر الأيام، وتعود هذه التسمية إلى الأدوار النضالية والبطولية التي قامت بها المدينة في الدفاع عن البلاد من الطارئين عليها سواء أيام "العثمانيين" أو "الفرنسيين"،والتي كانت نتيجتها قوافل من الشهداء كان آخرها سنة /1973/ عندما قامت طائرات العدو الصهيوني بقصف المدينة بالقنابل لوجود عناصر من الفدائيين الفلسطينيين، وكانت نتيجة هذا العمل الوحشي أكثر من سبعين شهيداً معظمهم من الأطفال والنساء والمسنين.

تقع مدينة "داعل" إلى الشمال من مركز محافظة "درعا"بما يقارب /14/كم، على طريق "دمشق- درعا" المسمى "الطريق القديم"، تتوسط "داعل" مجموعة من القرى والمدن المهمة فمن الغرب تحدها مدينة "طفس" إحدى بوابات العبور إلى المناطق السياحية في المنطقة، ومن الجنوب مدينة "عتمان"، ومن الشرق "خربة غزالة"، ومن الشمال قرية "ابطع"، وعن تسميتها بهذا الاسم فقد ورد الكثير من الأقوال، فقيل إنها كانت تسمى (دائيل) وهي تسمية أرامية وتعني بيت الإله، ومن ذلك أيضاً أن اسم "داعل" مأخوذ من "داء العليل" وذلك أنها تقع في منطقة سهلية منخفضة كثيرة الأشجار والينابيع، وأنها كانت مكاناً للنقاهة والاستجمام.

تعتبر مدينة "داعل" كغيرها من مدن "حوران"، من المدن الزراعية بامتياز حيث تنتشر فيها السهول الخضراء والمزارع بمختلف أنواعها، ولذلك فإن أكثر من 40% من سكانها يعملون بالزراعة وخصوصاً زراعة الحبوب والأشجار المثمرة كالعنب والزيتون، وبعيداً عن الزراعة فقد اتجه الكثير من أبناء المدينة للعمل في الخارج ولاسيما دول الخليج العربي.

مبنى البلدية

وعن الواقع الخدمي في مدينة "داعل" تحدث إلينا المهندس "سمير أبو جيش" رئيس مجلس مدينة "داعل" الذي التقاه موقع eDaraa بتاريخ 2/4/2009 فقال: «تشهد مدينة "داعل" تطوراً مستمراً على مستوى السكان والخدمات معاً، الأمر الذي يجعلها مكتفية بكثير من الأمور، يبلغ عدد سكان "داعل" حالياً قرابة /34/ ألف نسمة، أما مساحة المخطط التنظيمي للمدينة فتبلغ /630/ هكتاراً، ونعمل على زيادتها لتصل إلى /1100/ هكتار، وبالنسبة للمدارس يوجد في "داعل" أكثر من /10/ مدارس ابتدائية، و/4/ مدارس حلقة ثانية، و/3/ مدارس ثانوية، ومدرسة صناعة وأخرى للفنون النسوية، كما يوجد مركز ناحية، مخفر شرطة، أمانة للسجل المدني، جمعية فلاحيه، جمعية استهلاكية، وحدة إرشادية، وحدة سجاد داعل، مؤسسة مياه ومؤسسة كهرباء ومؤسسة عمران، مركز بريد، وعلى مستوى الرعاية الصحية فهناك المركز الصحي الأول والمركز الصحي الثاني وأيضاً مستوصف الصحة المدرسية، ويوجد مركز ثقافي، ويتم العمل الآن على إنشاء مبنى كبير وضخم له، وتم في "داعل" افتتاح محكمة للصلح ومركز شبكة المعرفة الريفية "بوابة المجتمع المحلي" بالتعاون بين مجلس المدينة ووزارة الاتصالات وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي».

توجد في "داعل" مبانٍ أثرية ذات أشكال يونانية ورومانية تدل على أن المدينة كانت مركزاً حضارياً مهماً وهي تنتشر في الجامع الكبير الذي تقوم بالقرب منه بقايا كنيسة قديمة، تتميز هذه المباني بضخامة حجارتها ونظافتها ويوجد على بعضها كتابات ورسوم ونقوش جميلة.

المهندس "سمير أبو جيش"

من أفضل الأوقات لزيارة مدينة "داعل" والمحافظة بشكل عام هي فترة الربيع وذلك لكثرة وجمال المناظر التي يمكن أن يطالعنا بها هذا الفصل في هذه المنطقة.

مدخل مدينة "داعل"