مكمن جمالها الذي تجلى لنا في حجارتها البازلتية السوداء التي تلفها وتتوسطها وتزدان بها أبنيتها.. وهو ما دعا فريق eDaraa إلى هناك إلى بلدة "محجة" حيث حثنا طيب أهلها وحسن استقبالهم على متابعة التجوال فيها للتعرف عليها أكثر فأكثر وللتعرف على السر الذي نسج حروف اسمها.

وهناك التقينا عدداً من أهالي البلدة منهم السيد "فريد الحمود" الذي ذكر سبب التسمية حسب ما تناقله أهالي البلدة والمصادر المحلية فقال: استمد اسم "محجة" من كلمة الحج أي القصد، واصطلاحاً لوقوعها على طريق القوافل الواصل بين "الشام والحجاز" حيث كانت القوافل تحط الرحال لتستريح ثم تتابع السير.

أما عن سبب هذا اللون الأسود (الحجر البازلتي) الذي يطبع القرية بملمح خاص فيتابع القول: انه وقوع القرية في منطقة اللجاة البركانية ذات الحجارة البازلتة، الامر الذي جعل الأهالي يستخدمون الحجر الأسود بشكل كبير في أبنيتهم قديماً وحتى الوقت الحاضر ما أسبغ على البناء هنا الخصوصية الجغرافية للمنطقة.

ابرهيم الحمير رئيس مجلس بلدة محجة

الموقع والأهمية والواقع الخدمي في البلدة كان محور اللقاء التالي مع السيد "إبراهيم الحمير" رئيس مجلس بلدة محجة: * لنتعرف اولاً على الموقع وأهميته...؟

** تقع بلدة محجة في منتصف طريق "دمشق– درعا" حيث تبعد 40 كم عن مركز محافظة درعا من جهة الشمال و60 كم عن مدينة دمشق جنوباً. والأهمية مستمدة من كونها بلدة قديمة تضم مجموعة من المواقع الأثرية والمباني التاريخية والآثار التي تعود للعهد البيزنطي، أهمها الكاتدرائية التاريخية وبجانبها الدور والحمامات ودير للراهبات وبعض القصور، والاهم من كل ذلك هو الطريق الممتد تحت الارض المعبد بالأحجار البازلتية ليصل الى مناهل الماء والمعابد في الطرف الثاني، وتاريخياً هناك جامع قديم يطلق عليه اسم الجامع العمري وذكر ان هذا الجامع ورد ذكره في معجم البلدان الذي يقول بأن محجة تضم حجراً يقع في مبنى الجامع العمري دفن فيه حوالي 70 نبياً وان صاحب "الدرر الكامنة" هو محجي الاصل، والجدير ذكره ان محجة مثلت قديماً الخط الرديف في معركة "اليرموك".

مزيد الحمود

  • ماذا عن واقع محجة خدمياً.. وماذا قدم مجلس بلديتها من خدمات لأهل القرية...؟
  • ** يتابع رئيس مجلس البلدة: تم تخديم القرية بكل الإمكانات المتاحة وبكافة وسائل التطوير انطلاقاً من البنية التحتية، وأهمها شبكة الصرف الصحي التي تم انجازها بإعانة مالية قدمتها وزارة الإسكان والبيئة بقيمة 45 مليون ليرة سورية، وأيضا هناك متابعة جادة منا لهذه الشبكة لمدها في الشوارع الفرعية للقرية، ويبلغ إجمالي الموازنة العامة للمجلس تسعة ملايين ليرة سورية خصص منها خمسة ملايين ونصف لتنفيذ مشاريع الصرف الصحي وتعزيل وتزفيت الشوارع.

    احمد الجاموس مدير مركز التنمية الريفية

  • هل من خطوات مستقبلية تخديمية أفضل للبلدة...؟
  • ** ان الخطوة الأهم التي سنسعى لتحقيقها ونأخذها على محمل الجد وهي تمثل مطلباً موحداً لأهالي البلدة تخديم المواصلات بشكل أفضل حيث ان محجة تقع على طريق "دمشق- درعا" القديم، لذا قمنا بإعداد دراسة جادة لإنشاء كراج على مساحة خمسة عشر دونماً ليكون مركز انطلاق لحل المشكلة. ولابد لنا من التطرق في ذكرنا إلى مبادرة وزارة النقل وفي خطوة هامة قامت بالعمل على إعادة هيكلة وترميم محطة الحجاز الموجودة في بلدة محجة ضمن مسار الخط الحديدي الحجازي.

    أيضا كان لفريقنا زيارة الى أحد المراكز الهامة وهو مركز التنمية الريفية في محجة حيث التقينا السيد "احمد الجاموس" مدير المركز الذي ذكر لنا حول اهمية المركز: تحوي بلدة محجة عدداً من المقرات العامة منها الوحدة الإرشادية ومركز الرعاية الصحية ومركز البريد والهاتف وغيرها.. إضافة لمركز التنمية الريفية وهو حديث تم الاستلام الفعلي والنهائي له من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل عام 2006، والبناء جهز ومخدم فنياً وإدارياً بشكل جيد والبناء يضم ثلاث وحدات: صحية- زراعية- اجتماعية، تقيم دورات تدريبية (تريكو- خياطة- كمبيوتر) حيث توجد قاعة حديثة مجهزة بكافة الأجهزة، وتقام ندوات ثقافية وتوعية وتعرض مسرحيات هادفة تخص المرأة والشباب، وهناك رياض أطفال عددها 5 تضم 300 طفل.

    وتبقى قرية محجة معلماً أثرياً من معالم اللجاة الزاخرة بأوابدها التاريخية، وطبيعتها الوعرية ملمح خاص يجذب إليها الأنظار، فهي الواقعة بين صخور اللجاة والطرف الشرقي لسهل حوران الخصيب، تقول أهلاً وسهلاً بكم في "محجة".