طواحين حجرية دارت رحاها على امتداد أكثر من مئة عام، احتضنت بين كفتيها القمح والشعير، لم تتوقف عن العطاء من تلقاء ذاتها، فالذين احتضنوها البارحة تركوها اليوم بأيدي العابثين.

في قرية تلشهاب، وفي محيط شلالاتها تحديداً، تقع هذه الطواحين التي قامت في الماضي للاستفادة من مياه الشلالات ومياه الوادي، وذلك باستثمار طاقة المياه الساقطة والمتدفقة لتدوير أحجار الطواحين.

شكلت هذه الطواحين فيما مضى ملتقى تجاري اجتماعي فلم تكن مجرد مكان لطحن حبوب أهل القرية.

الحاج علي أبو الذهب من أهالي قرية تلشهاب يحدثنا عن الدور الذي لعبته هذه الطواحين في الماضي قائلاً:

عمري الآن ثمانون عاماً وقد عملت في شبابي ولسنوات طويلة على أحد هذه الطواحين حيث كنت أقوم بتزويد الطاحونة بالحبوب.

شكلت هذه الطواحين فيما مضى ملتقى تجاري واجتماعي حيث كان يفدها الناس من مناطق عدة إضافة إلى منطقة حوران مثل منطقة جبل العرب وشمال الأردن وحتى من أطراف الشام، ولهذا كنا نسميها منطقة طحن العرب، والسبب في ذلك أنها الوحيدة قبل ظهور طواحين الديزل والكهرباء، ويضيف الحاج أبو الذهب: من الطبيعي أن يحصل نتيجة هذا التجمع ألفة وتعارف بين الناس إضافة إلى تبادلهم للحبوب، وبالنسبة إلى آلية عملها كانت تستجر المياه من الشلالات عبر أقنية ضيقة إلى الطاحونة والتي في وسطها فراش يدور بفعل قوة ضغط المياه، وأما عن تقاضي الأجر يتم من خلال إتباع ما يسمى نظام الرد أي كمية من الحبوب تعطى لمالكي الطاحونة.

لكنه يستطرد بقوله اليوم تحولت هذه الطواحين إلى مكان أثري يحمل بالنسبة لي ولكل الآباء أجمل الذكريات.

تعود ملكية هذه الطواحين لأهالي قرية تلشهاب، وعددها \36\ طاحونة تهدم معظمها وبقى منها ثمانية فقط أهمها: طاحونة أم عمر- أم الغزلان-شعلة-التلية –المعلقة –

رغم أن هذه الطواحين قد أضحت آثاراً إلا أنها في نظر أهل البلد من أجمل المواقع السياحية.