استعارت ربة المنزل "أم حسين" الأدوات الخاصة بسلق الباذنجان الأسود الحوراني والحمصي، وخصوصاً "القدر الكبير" من جارتها، لتحضير وتجهيز مؤونة المكدوس التي تأتي على رأس أصناف مؤونة الشتاء لدى نساء حوران.

مدونة وطن "eSyria" التقت في 14 أيلول 2014، السيدة "أمونه الزنهوري" (أم حسين) خمسينية العمر، من حي "الضاحية"؛ لتحدثنا عن "المكدوس" أهم أصناف المؤونة الحورانية، فقالت: «أستعد هذه الأيام لتجهيز هذه المؤونة وكأنني أستعد لأحد أعراس الحارة، فلهذا اليوم أهمية حيث استنفر لأجلها جميع أفرد العائلة من الزوج حتى الأولاد الصغار، ولكل واحد دوره وعمله الذي يختص فيه، فمنهم من يجهز "الفليفلة الحمراء" ويقطعها ويفرمها في الآلة الخاصة بها، والآخر يشعل النيران تحت قدر الباذنجان و"يوز" الحطب تحت النار، وقمت قبل يوم من تجهيز المؤونة بتحضير وشراء التجهيزات الخاصة بها من السوق: "الفليفلة، الجوز، الثوم، الباذنجان الأسود الصغير، والملح الصخري المناسب"».

أستعد هذه الأيام لتجهيز هذه المؤونة وكأنني أستعد لأحد أعراس الحارة، فلهذا اليوم أهمية حيث استنفر لأجلها جميع أفرد العائلة من الزوج حتى الأولاد الصغار، ولكل واحد دوره وعمله الذي يختص فيه، فمنهم من يجهز "الفليفلة الحمراء" ويقطعها ويفرمها في الآلة الخاصة بها، والآخر يشعل النيران تحت قدر الباذنجان و"يوز" الحطب تحت النار، وقمت قبل يوم من تجهيز المؤونة بتحضير وشراء التجهيزات الخاصة بها من السوق: "الفليفلة، الجوز، الثوم، الباذنجان الأسود الصغير، والملح الصخري المناسب"

وعن طريقة تحضير "المكدوس" الحوراني تقول "أم حسين": «نقوم بتجهيز القدر الخاص بالمكدوس، وبعد وضع الباذنجان بالقدر ننتظر حتى درجة الغليان واستوائه، ويتم رفعه وتصفيته من الماء، بعد أن يتم وضع غطاء من القماش الأبيض على وجه القدر، لكي يحافظ على لونه وعملية الاستواء، ومن ثم نقوم "بتحزيز" الباذنجان ووضع كميات مناسبة من الملح الصخري داخله، ويتم صفّه في كيس خيش أو كيس طحين، ووضع ثقل عليه أحجار ثقيلة لتجفيفه، وهنا تكون الفليفلة الحمراء قد فرمت وتمت تصفيتها، وقشر الجوز وقطع الثوم إلى قطع صغيرة لتجهيز الخلطة من الفليفلة والجوز والثوم، ونقوم بحشو الباذنجان و"تصفيطه" في الأكياس المخصصة له، وبعد أسبوع تكون المياه قد نشفت منه، فيتم مسحه ووضعه في قطرميزات كبيرة، ثم نغمره بالزيت، وبعد يوم أو يومين يصبح جاهزاً للأكل».

أثناء تصفية الباذنجان من المياه

السيد "خالد عويضة" أحد المهتمين بالتراث الحوراني قال: «في كل عام وفي شهري "أيلول وتشرين الأول"، مع بدء تسويق وجني موسم الباذنجان وتسويق الجوز، ومع تحول الفليفلة إلى اللون الأحمر، تستنفر النساء الحورانيات لإطلاق موسم مؤونة "المكدوس"، الذي يأخذ طابعاً احتفالياً منزلياً، فمن النادر ألا تجد بيتاً في حوران إلا ويضم مكاناً مخصصاً للمؤونة، ومنها مؤونة "المكدوس"، التي تعد بالمقام الأول للمؤونة، وتتفاوت كميتها ونوعيتها بالنسبة إلى العائلة، حيث تمون بعض العائلات الكبيرة 300كغ، وهنا تجتمع العائلات والأصدقاء لتجهيز "المكدوس"، وما يشد الانتباه جمعة الأحبة بجانب قدر الغلي الخاص بالمكدوس، وبجانب النار يتم تجهيز الشاي على الحطب وشواء العرانيس والبطاطا».