تعد أكلة "المسخن" من الأكلات الشعبية الحورانية التي يشتهر بها أهالي محافظة "درعا"، ويتم إعدادها في مختلف المناسبات، وتمثل جزءاً مهماً من المطبخ التراثي؛ حيث تحرص كل النساء على تعلمها وإتقانها وتوريثها.

وحول الحضور الاجتماعي لهذه الأكلة في حياة الناس في مناطق "حوران" تحدثت ربة المنزل "سمر عرب" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 24 تشرين الأول 2015، عن مكوناتها بالقول: «تعد "المسخّن" من الأكلات المعروفة في "ريف حوران"، وقد أصبحت اليوم ضمن قائمة الأكلات الشعبية التراثية، وطريقة طبخها تتم عبر تحضير الفروج مسبقاً وتنظيفه مع ورق الغار والهال وعيدان الفلفل الأسود، ويتم سلقه وإخراجه ووضعه في إناء كبير مدهون بالزيت، ونقوم برش السماق عليه ثم يتم وضعه في الفرن فيطهى جيداً ويتحول لونه إلى الأحمر، كما يتم وضع البصل مع زيت الزيتون على نار هادئة حتى يأخذ اللون الأشقر، يضاف إليه بهارات دجاج المتنوعة مع السماق، ويضاف إليه قليل من "مرقة" الدجاج ويغلى لمدة عشر دقائق، وهنا عند تقديم الأكلة للضيافة نكون قد حضرنا خبز "الشراك" الذي نقوم بتغطيسه بزيت الزيتون من جميع الجهات ويفرد في "المنسف"، وبعدها توضع كمية من (تتبيلة) البصل والزيت وتفرد على خبز الصاج والطريقة نفسها لعدة طبقات، وبعد أن تصبح عدة طبقات في "المنسف" ندخل المنسف أو الإناء إلى الفرن ليتم تحميره لخمس دقائق جديدة، بعدها نضع عليه اللوز والصنوبر المحمر والفروج المحمر في آخر طبقة على الوجه، وبعدها يقدم لتناوله ساخناً».

"المسخّن" أكلة طيبة ومرغوبة في "ريف حوران" في أيام البرد، ولا سيما في "فصل الشتاء"، وربات المنازل الصغيرات في السن يعزفن عن إعدادها في المنازل هذه الأيام لما تحتاج إليه من جهد وتعب وفن في الطبخ، فمن من لم يأكلها لا يعرف طعم الأكل المميز، وهي أكلة لها حضورها الذي فرضته من خلال انتشارها بين كبار السن منذ فترات طويلة

وتحدث "خالد عويضة" أحد المهتمين بالتراث الحوراني قائلاً: «"المسخّن" أكلة طيبة ومرغوبة في "ريف حوران" في أيام البرد، ولا سيما في "فصل الشتاء"، وربات المنازل الصغيرات في السن يعزفن عن إعدادها في المنازل هذه الأيام لما تحتاج إليه من جهد وتعب وفن في الطبخ، فمن من لم يأكلها لا يعرف طعم الأكل المميز، وهي أكلة لها حضورها الذي فرضته من خلال انتشارها بين كبار السن منذ فترات طويلة».

تجهيز خبز "الشراك"

العامل في مجال الديكور "مروان العودة" من سكان حي "الضاحية" تحدث عن هذه الأكلة بالقول: «هي أكلة الشتاء التي لا ينافسها أي أكلة أخرى من حيث المذاق الطيب أو القيمة الغذائية، ولهذه الأكلة حضور كبير في حياة الناس وخاصة لدى كبار السن والمعمرين، وقد ارتبطت الأكلة بطقوس اجتماعية خاصة، ويتم تقديمها في مناسبات عديدة أهمها تجمع الأحبة المقربين خصوصاً يوم الجمعة والأعياد، ولا يختلف جميع من يتناولها أو يعرف قيمتها على تصنيفها بين أفضل الأكلات التي توارثوها عبر الأجيال، فمكوناتها كلها عبارة عن خيرات تجود بها أرض "حوران" من القمح وخبز "الشراك" والفروج الذي تتم تربيته بالريف، وقد دأبت النساء على تحضيرها خاصة في أيام الشتاء البارد، وطعمها اللذيذ جعل أغلب ربات البيوت يقمن بطبخها في كل وقت».

وتحدثت الحاجة "آمنة عبد الرحمن" 70 عاماً من سكان مدينة "درعا" عن خصوصية هذه الأكلة: «هي إحدى الأكلات الشعبية التي يحتفظ بها "أهل حوران" في ذاكرتهم، وبالنسبة إلي فهي أكلتي المفضلة بين العديد من الأكلات خاصة في فصل الشتاء، حيث كان كبار السن يقمن بإعدادها وطبخها وخصوصاً في أيام "الجورعة" ونهاية موسم الحصاد، وهي أكلة متعبة لكن طيبتها ولذتها تنسي من يتذوقها التعب في إعدادها، وتحتاج الأكلة إلى طقوس اجتماعية قبل عملية التحضير، حيث تقوم ربة المنزل بتأمين الفروج والحاجيات الأساسية قبل يوم أو يومين من السوق، والتنسيق مع من ترغب في إعدادها من "الكناين" أو الجارات المقربات؛ لأن طريقة صناعتها تحتاج إلى الألفة والتفاهم والمحبة».

تقطيع البصل وتجهيزه
عجين خبز "الشراك"