هي أكلة الشتاء التي لا ينافسها فيه أية أكلة أخرى من حيث المذاق الطيب، تصنف في "حوران" بين أفضل الأكلات التي توارثوها عبر الأجيال، مكوناتها جميعها عبارة عن خيرات تجود بها أرض "حوران".

مدونة وطن "eSyria" دوّنت عملية تحضير "أكلة الكبة باللبن والجميد" هذه الأكلة التراثية، بتاريخ 9 تشرين الأول 2014، فكانت البداية مع السيدة "فريال الرفاعي" ربة منزل من سكان بلدة "الصورة" التابعة لمنطقة "الحراك"، التي حدثتنا عن مكونات الأكلة وطريقة تحضيرها بالقول: «دأبت نساء "حوران" على تحضير أكلة "كبة اللبن" خاصة في أيام الشتاء الباردة، حيث يجمع السكان على تفضيلها في مثل هذه الأوقات، لذلك ارتبط اسمها أحياناً بالشتاء فيسميها بعضهم "أكلة الشتاء". تتكون هذه الأكلة من عدة مكونات وهذه العناصر أو المكونات، هي البرغل و"اللحم" والبهارات التي تُضاف بغرض تحسين النكهة، ثم تأتي المكونات الأخرى وهي الماء واللبن».

دأبت نساء "حوران" على تحضير أكلة "كبة اللبن" خاصة في أيام الشتاء الباردة، حيث يجمع السكان على تفضيلها في مثل هذه الأوقات، لذلك ارتبط اسمها أحياناً بالشتاء فيسميها بعضهم "أكلة الشتاء". تتكون هذه الأكلة من عدة مكونات وهذه العناصر أو المكونات، هي البرغل و"اللحم" والبهارات التي تُضاف بغرض تحسين النكهة، ثم تأتي المكونات الأخرى وهي الماء واللبن

وعن طريقة التحضير تقول السيدة "الرفاعي": «تختلف مقادير مكونات الأكلة حسب توافرها أو حسب الرغبة، لكن طريقة التحضير تبقى هي نفسها، حيث أقوم أولاً بنقع البرغل بالماء البارد من 10 إلى 15 دقيقة ثم يصفى جيداً، يطحن على ماكينة فرم اللحمة مع البصل عدة مرات، ندعك البرغل باليد بعد أن نبلل يدينا بالماء البارد أثناء العجن، نضيف اللحمة المفرومة وندعكها حتى نحصل على عجينة متماسكة وطرية، نقلي اللحمة في مقلاة، ونتبلها بالملح والبهارات، ونحركها على النار حتى "تستوي" اللحمة ويجف ماؤها تماماً.

من بعدها نقوم بتحضير أقراص الكبة؛ نقطع عجينة الكبة إلى دوائر، ترق كل قطعة باستخدام الإصبع لنعمل فيها حفرة بعدها تحشى القطعة بالحشوة، ونضع القطع على "سدر" كبير، نضع كمية من اللبن مع بعض ملاعق الرز برفقة بيضتين ونمزجهم حتى يطحن الرز، نضعها على نار هادئة في قدر متوسط، ونحركهم على نار متوسطة حتى يبدأ اللبن يسمك، وفي نهاية الأمر نضيف قطع الكبة الجاهزة، ونجعل البنية تغلي على نار هادئة مدة عشر دقائق، وهناك عائلات تستعيض عن اللبن بالجميد الذي "يمرس"، ويوضع على النار حتى يغلي وتضاف إليه عجينة الكبة لحين "استوائه"».

السيد "خالد عويضة" أحد المهتمين بالتراث الحورني، قال: «تعد أكلة "كبة اللبن" من الأكلات التراثية التي توارثتها الأجيال المتتالية في "حوران"، حيث تجمع بين المذاق الطيب والقيمة الغذائية الناتجة عما تحتويه مكوناتها المتنوعة التي هي من خيرات أراضي "حوران"، ويحتفظ بها الأجداد والأبناء في ذاكرتهم، وقد أصبحت جزءاً من تراثهم الشعبي، لم يؤثر الزمن في تفضيلهم لها على موائدهم، ولم تتأثر بالأكلات والوجبات التي انتشرت بالوقت الحاضر، وهي كأغلب الأكلات التقليدية مكوناتها منتجة محلياً من تربة "حوران" الخصبة، وبالنسبة إلي فإنني أفضلها على سائر الأكلات الجديدة المنتشرة؛ فهي أكلة لذيذة بنكهة الماضي».

"أحمد الحسن" أبو يحيى 80 عاماً، من سكان منطقة "درعا"، يقول: «"الكبة باللبن والجميد" هي من أفضل وأطيب الأكلات التراثية الحورانية، لذلك ارتبطت بتراث "حوران"، وأصبح إعدادها وطبخها مناسبة ليدعو الأهالي والسكان والأقارب بعضهم بعضاً إلى الموائد، وليستحضروا طقوس تحضيرها والاجتماع على موائدها من ذكريات الماضي، وكعادة نساء "حوران" بالتعاون في كل ما كان يحتاج إلى جهد؛ فإن هذه الأكلة كانت تُحضّر مرافقة ببعض العادات وطقوس التعاون، فكانت النساء وخصوصاً المتقدمات في السن يقمن بدعوة الجارات والقريبات ليتعاونّ في تحضيرها، في جلسات لا تخلو من الحكايات والطرائف، وتفصيص أخبار البلدة بيتاً بيتاً وشخصاً شخصاً».