نساء "حوران" يبدعن في صنع الحلويات القديمة والحديثة، فقد اعتادت العائلات صنع حلوى "المقروطة" كطبق تراثي يغني الجلسات والسهرات، عرفت بها محافظة "حوران" وتميزت في تقديمها.

السيدة "مريم الخالدي" "أم محمد" من مدينة "درعا" تذكر لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 5 أيلول 2014، أنها مازالت تصنع هذه الحلوى المميزة لأولادها رغم أنه لم يعد يخلو بيت من أصناف الحلويات الحديثة بنوعيها "العربية والغربية". وتضيف: «تعد صناعة الحلويات في حوران من الأمور التي يجب أن تكون المرأة على دراية ومعرفة بها، ومن لا تستطيع صناعة وتحضير الحلويات بأنواعها المختلفة، فهي امرأة لا وجود لها ولا تفضل النساء المتقدمات بالسن خطبتها لأبنائهن، فالحلويات منسجمة مع الواقع المعيشي للأسر والسكان لاعتمادها على منتجات الدقيق المستخرج من القمح الحوراني، إضافة للثروة الحيوانية وخاصة السمن البلدي، الذي يتميز بميزات تجعله مناسباً لمختلف أصناف الحلويات الحورانية».

استطاعت بحرفية ومهنية المرأة الحورانية أن تصنع الحلويات والأكلات القديمة التي ورثت طريقة صنعها من كبار السن والجدات، وتفننت في هذه الحلويات بمختلف وتعدد أنواعها، ومنها "المقروطة" التي تعد من أصعب وأهم هذه الأكلات، فهي تقدم في كل المناسبات الخاصة والأفراح والأعياد، تؤكل مع الشاي والقهوة المرة والحلوة والعصير

ويقول السيد "خالد عويضة" أحد المهتمين بالتراث الحوراني عن هذا النوع من الحلويات المحببة والمنتشرة في "حوران": «استطاعت بحرفية ومهنية المرأة الحورانية أن تصنع الحلويات والأكلات القديمة التي ورثت طريقة صنعها من كبار السن والجدات، وتفننت في هذه الحلويات بمختلف وتعدد أنواعها، ومنها "المقروطة" التي تعد من أصعب وأهم هذه الأكلات، فهي تقدم في كل المناسبات الخاصة والأفراح والأعياد، تؤكل مع الشاي والقهوة المرة والحلوة والعصير».

تجهيز الحلوى

ويقول الباحث في التراث الحوراني "محمد فتحي المقداد": «تفضل أفراد العائلة الحورانية وخصوصاً الشيوخ ووجهاء العائلات، الحلويات المنزلية التي تصنعها وتحضرها السيدات، على الحلويات المصنوعة في الأسواق، التي تباع في المحلات، وهناك العديد من الحلويات المهمة كـ"المقروطة" التي ارتبط اسمها بمناسبات معينة وتقدم في مناسبات الأفراح والأتراح، فهي حلوى لها حضورها وشعبيتها وانتشارها في الريف، حيث تتواجد بسهولة مكونات إعدادها وخصوصاً الطحين الذي يستخرج ويحضر من القمح».

"المقروطة" تعد من الحلويات الشعبية التي تشتهر بها "حوران"، وتتابع السيدة "سكرة العواد" إحدى المتقدمات بالسن: «تعد "المقروطة" من الحلويات الشعبية التي تشتهر بها "حوران"، وهذه الشهرة سببها الطعم المميز والمذاق اللذيذ والأصناف التي تدخل في مكوناتها، أصبحت من الأطباق الفلكلورية والتراثية ومن ذكريات الماضي العطر الذي يتجدد مع تجدد الأجيال، وينحصر إعدادها ببعض النسوة المتقدمات في السن، اللواتي يفضلن صناعة أنواع الحلوى التراثية على حلويات الحاضر؛ التي لم يعد لها نكهة ولا طعمة حسب قول الجدات». ‏

العجين والتمر

وعن طريقة إعداد هذه الأكلة والمكونات التي تدخل فيها قالت السيدة "فداء الحاصباني" "أم أمين": «"المقروطة" حلوى بسيطة الصنع مكوناتها: "الطحين، والسمنة النباتية، والتمر، والسكر، والمحلب، والشومر، واليانسون"، وطريقة تحضيرها تكون بداية بخلط الطحين مع السمنة ويفركان جيداً، وتضاف المكونات الأخرى إليهما "المحلب والفانيلا والشومر واليانسون"، وملعقة صغيرة "بكنبودر" خميرة خاصة بالحلويات، ثم تعجن بكأس ماء، نتركها لترتاح وتتشربها السمنة. أما "العجوة" فتعجن بمعلقة من السمنة وقليل من القرفة، يفرد العجين وتفرد فوقه العجوة، بعدها يتم لفها على شكل دائري، ويتم تقطيع العجين على شكل مستطيلات، بعد تقسيمها نضعها بالصواني للشواء في الفرن بعدما يكون قد سخن الفرن، وقبل البدء بالشوي ندهنها بالسمنة، وبعد أن تصبح شقراء اللون، نخرجها من الفرن وتصبح جاهزة للأكل، ويمكن وضع السمسم فوقها أو بقالب العجينة، ويمكن إعدادها وتحضيرها بعدة إشكال حسبما تريد سيدة المنزل».

الحلوى بعد إعدادها