لم تتغير العديد من العادات القديمة في "حوران"، وخصوصاً في موسم الحصاد وبقيت تحافظ على أصالتها وعاداتها التي توارثها المزارعون عبر الأجيال، حيث كانوا يستخدمون العديد من الأدوات التي تساعدهم في عمليات الحصاد.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 9 أيار 2014، التقت الحاج "محمد المحمد" أحد كبار السن في المدينة، فقال: «"للشاعوب" مكانة خاصة لدى الحصادين فلا يوجد منزل لا يخلو منه، وكان يستخدم في عملية "الدراس" وهي عملية التقاط المحاصيل وإدخالها في الماكينة الخاصة بها، ويستعمل لقلب القش وتعريضه للشمس ووضعه موضع الدرس، إضافة إلى استخدامه في عملية جمع المحاصيل بعد الحصاد على شكل مجموعات مثل الحمص والعدس والقمح والشعير وغيرهم، وكان يستعمل لتحميل الحصاد في الجرار وهذا ما يسمى بالـ"الرّجاد"، وهو يتكون من عصا طويلة من الخشب تثبت بها قطعة حديدية تتكون من أربعة أصابع طويلة، و"النورج" أو ما يسمى "اللوح" توضع فيها حجارة حادة الأطراف تقطع القش وتهرسه وتنعمه، وهو مصنوع من الخشب المصقول، طوله متران وعرضه متر، وأسفله مجوف بثقوب صغيرة».

أبناء "حوران" وخصوصاً في الريف الذي تنشر فيه زراعة القمح والشعير والحمص، يقتنون أدوات مصنوعة من الأخشاب التي تنتشر في الأودية والسهول والغابات، ويصنعها مختصون بهذه الأدوات، ومنها "المنجل"، ويستعمل لحصاد القمح والشعير، وهو آلة صغيرة مكونة من الفولاذ المطروق والمسنن على شكل هلامي، يمكن العمل به من الوقوف أو الجلوس، ويتكون المنجل من عدة أجزاء أهمها القبضة وتكون من الخشب، والساق وتكون من الحديد، إضافة إلى السيف ويكون مقوّساً والحافة الخارجية سميكة والحافة الداخلية حادة، وأيضاً "الحلاّشيات" وتستعمل لتغطية الأصابع عند الحصاد باليد، و"الرّحت" يستعمل لتنظيف الأرضية بعد انتهاء الدراس

"خالد عويضة" أحد المهتمين بالتراث الحوراني وهو من مدينة "الشجرة"، تحدث عن أهم أدوات الحصاد التي كان يستعملها الفلاحون في موسم الحصاد، فقال: «لم تتغير العديد من العادات المتواصلة في "حوران"، وبقيت تحافظ على أصالتها وعاداتها التي توارثها المزارعون عبر الأجيال، ومنها عادات الحصاد التي يستغل الفلاح عودة مواسم الخير ونزول قطرات الندى ليسارع لاقتناص الفرص والانتهاء من "الحصيد والرجيد"، ومن أهم الأدوات المستعملة في عمليات الحصاد، "المدراس" أو "لوح الدراس"، وهو يعمل على هرس المحصول وإخراج الحبوب منه، ويتكون من لوح خشبي عريض، مثبت على أحد أسطحه قطع قاسية، تجره الدواب فوق المحصول المراد دراسته، ومن أهم الأغاني التي كان الدرَّاسون يرددوها ويذكرون فيها أدوات الحصاد:

عمليات الرجاد

"يا أم العرجة ميلي جاي مشان الله ميلي جاي

زرعنا وإحنا أصحابــه بالمناجل ما نهابه

الشاعوب

زرعنا دلى اعنوقه بالمنجل حنا نسوقه"».

ويقول السيد "محمد فتحي المقداد" الباحث في التراث الحوراني: «فور وصول الفلاحين إلى الحقل يصطفون على نسق واحد خلف "خصال" العدس وسنابل القمح أو الشعير بشكل القرفصاء، ويكون بينهم "الشقّاق" الذي يكون صاحب الكلمة الأولى في عملية الحصاد، ويحدد مكان الحصاد والكميات المراد حصادها، ويكون دائماً بصف واحد وبالسرعة التي يحصد فيها، وبعد انتهاء عملية الحصاد يأتي دور أدوات الحصاد التي مازالت تتواجد ويتعاطى معها الفلاحون، ومنها "المذراة" ومهمتها فصل الحب عن التبن ومشتقاته، وهي قطعة على شكل الكف تماماً، وتتكون من خمسة أصابع متصلة بيد طويلة، وتتم "الذراوة" عادة عندما يهب الهواء الغربي المعتدل، ومن الأدوات المستعملة بالحصاد "الكربال" ويستعمل لفرز القمح عن "القصل" وهو من مخلفات التبن، وعلى الرغم من التطور الحاصل على أدوات وعمليات الحصاد، إلا أن أدوات الحصاد التقليدية القديمة مازالت هي الملاذ الوحيد للحصادين».

المدراس

السيد "محمود الدوس" أحد كبار السن أضاف: «أبناء "حوران" وخصوصاً في الريف الذي تنشر فيه زراعة القمح والشعير والحمص، يقتنون أدوات مصنوعة من الأخشاب التي تنتشر في الأودية والسهول والغابات، ويصنعها مختصون بهذه الأدوات، ومنها "المنجل"، ويستعمل لحصاد القمح والشعير، وهو آلة صغيرة مكونة من الفولاذ المطروق والمسنن على شكل هلامي، يمكن العمل به من الوقوف أو الجلوس، ويتكون المنجل من عدة أجزاء أهمها القبضة وتكون من الخشب، والساق وتكون من الحديد، إضافة إلى السيف ويكون مقوّساً والحافة الخارجية سميكة والحافة الداخلية حادة، وأيضاً "الحلاّشيات" وتستعمل لتغطية الأصابع عند الحصاد باليد، و"الرّحت" يستعمل لتنظيف الأرضية بعد انتهاء الدراس».