تشتهر "حوران" بأكلاتها الشعبية التي تتحدث عن بساطة وعفوية أهلها الطيبين، وخصوصاً في الريف الحوراني، ومن هذه الأكلات "المقطعة" التي يتم تحضيرها في الأيام الباردة لفصل الشتاء.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 2 أيار 2014 الباحث في التراث "محمد فتحي المقداد" الذي تحدث عن هذه الأكلة بالقول: «منطقة "حوران" رمز التراث والأصالة، وأهلها موصوفون بالكرم والطيب، وهناك العديد من الأكلات المحببة التي دائماً تقوم ربة الأسرة بإعدادها فلا عجب في ذلك، إلا أن بعض ربات المنزل يجدن المتعة في صنع ما يشتهين يدوياً، وهذا يذكرنا بأمهاتنا وجداتنا لنستنشق عبق التراث وأصالة التقاليد في زمن أصبح بعيداً عن كل ما هو مفيد ونافع، ومن أهم هذه الأكلات أكلة "المقطعة" التراثية الفلكلورية التي تشتهر في معظم مناطق وريف "حوران"، وخصوصاً في مدينة "بصرى" الأثرية».

كان يتسم فصل الشتاء في "حوران" بطابع خاص، عدا اجتماع الأسرة في المضافة أو بيت الأسرة أو "المونة" كما كان يطلق عليه سابقاً حول مدفأة الحطب، وتجمع كبار السن في الأمسيات بمضافات خاصة على ضوء الفانوس للاستمتاع والسهر مع شاعر الربابة وسماع القصص والفوازير المشوقة، حيث تقوم النساء بتحضير وتجهيز الأكلات الحورانية المشهورة، ومنها "المقطعة" التي تطبخ في البرد القارس لأنها تدخل الدفء إلى الجسم وتمده بالطاقة

"المقطعة" من الأكلات الشهية في "حوران" التي لها خصوصية لدى كبار السن، وهذا ما يؤكده الحاج "محمد المحمد" ويضيف: «إذا ما ذكرت "حوران" يتبادر إلى ذهنك أكلاتها الشعبية الطيبة التي تنم عن بساطة وعفوية أهلها الطيبين وخصوصاً في الريف الحوراني، والمنطقة الغربية و"اللجاة والصنمين"، وما يتبع إليها من قرى ريفية قديمة، حيث تنتشر أفران الصاج والتنور، فأصبحت بعض الأكلات رمزاً من رموز المنطقة، وأساس أكلة "المقطعة" القمح الذي تفتخر "حوران" بإنتاجه، وهو بدوره يتحول إلى طحين للمعجنات عند طحنه، حيث يتم إعداد العجين واللبن وهما العنصران الأساسيان للأكلة».

قطع العجين الرئيسية بالأكلة

تقوم النساء بإعداد الطعام في فترة الشتاء مع اجتماع كبار السن في الأمسيات بالمضافات، وتتحدث الحاجة "سكره العواد" بالقول: «كان يتسم فصل الشتاء في "حوران" بطابع خاص، عدا اجتماع الأسرة في المضافة أو بيت الأسرة أو "المونة" كما كان يطلق عليه سابقاً حول مدفأة الحطب، وتجمع كبار السن في الأمسيات بمضافات خاصة على ضوء الفانوس للاستمتاع والسهر مع شاعر الربابة وسماع القصص والفوازير المشوقة، حيث تقوم النساء بتحضير وتجهيز الأكلات الحورانية المشهورة، ومنها "المقطعة" التي تطبخ في البرد القارس لأنها تدخل الدفء إلى الجسم وتمده بالطاقة».

وعن طريقة طبخ هذه الأكلة ومكوناتها تقول السيدة "فداء الحاصباني": «أكلة "المقطعة" تتألف من عجين يرق ويقطع ويطبخ مع اللبن والعدس والبصل، وهذه العجينة مكونة من طحين وزيت وماء وملح وبهارات، وتقسم الأكلة إلى ثلاث مراحل منها مرحلة تحضير اللبن، ثم مرحلة تجهيز المكونات والأساسيات لهذه الأكلة، ثم المرحلة الأخيرة جمع المكونات مع بعضها بعضاً حتى درجة الغليان، وبعد تجهيز العجينة الخاصة بها، نقوم بفرد العجينة إلى أن تصبح رقيقة جداً ثم تقطع بحجم حبات الحمص أو أكبر قليلاً، أو كرات وقطع صغيرة.

الحاجة سكه العواد

نقوم بغلي اللبن ونقوم بتحريكه، ونضع عليه نصف كأس طحين أو بيضة. يضاف إليه البهارات والملح والفلفل، وبعد أن يصبح اللبن بدرجة حرارة معينة، تضاف إليه الكرات الصغيرة المصنوعة من العجين، يغلى اللبن والكرات الصغيرة على النار وتترك حتى النضج، وبعد غليان اللبن مع الكرات نقوم بإخراج وسكب الأكلة بطبق خاص كبير وواسع، وتقدم لتناولها وهي ساخنة».

الأكلة الشتوية