تعدّ أكلة "فطائر العكوب" من الأكلات التي تميز بعض نواح في ريف "حوران"، فهي لا تصنع إلا لكل عزيز وغال عند أهل البيت، ويكثر استخدامها في فصل الشتاء، أثناء انتشار نبات "العكّوب" ونموه في الريف والأودية.

الأستاذ "محمود الدوس" تحدث لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 3 نيسان 2014 عن "فطائر العكوب"، فقال: «تصنع "فطائر العكوب" في الليالي الشتائية عند العائلات الحورانية في العطل والمناسبات وأيام الراحة، حيث تعد من الأطباق الرئيسية على الموائد، خاصة حين تتم دعوة الأصدقاء والأقرباء المميزين لدى العائلة، والغريب في الأمر أن هذه الفطائر يكون شكلها دائرياً وهي كبيرة الحجم مقارنة مع المتعارف عليها بالشكل الطولي أو المثلثي».

تصنع "فطائر العكوب" في الليالي الشتائية عند العائلات الحورانية في العطل والمناسبات وأيام الراحة، حيث تعد من الأطباق الرئيسية على الموائد، خاصة حين تتم دعوة الأصدقاء والأقرباء المميزين لدى العائلة، والغريب في الأمر أن هذه الفطائر يكون شكلها دائرياً وهي كبيرة الحجم مقارنة مع المتعارف عليها بالشكل الطولي أو المثلثي

السيد "محمد فتحي المقداد" الباحث في التراث الحوراني قال: «حازت هذه الفطائر شهرة واسعة في مناطق "حوران" رمز التراث والأصالة، وهي منتشرة بشكل خاص عند الأسر التي لا يوجد عندها صاج أو فرن، حيث تصنعها النساء لعائلاتها، أو يمكن اللجوء إلى سيدات يجهزنها ويصنعنها مقابل أجر مالي.

فطائر العكوب

ونبات "العكّوب" الذي تصنع منه الفطائر يعدّ من النباتات القابلة للأكل في نهاية فصل الشتاء وبداية فصل الربيع، وهو نبات موسمي من النباتات البرية، ويجنى من الحقول والأودية بواسطة آلة حادة، وهو عبارة عن سوق مثل الجذور ينمو في باطن الأرض بشكل طولي، وله أشواك كأوراق ممتدة بشكل طولي، وبعد استخراجه ينظف من الأشواك ويؤخذ منه الساق الأبيض، ويفرم ويطبخ مع البصل والبهارات، ومن ثم يوضع داخل أرغفة العجين تمهيداً لخبزه في الفرن أو على الصاج، وبعد ذلك يدهن سطح الفطيرة بالسمن البلدي أو زيت الزيتون حسب الرغبة».

السيد "محمد المحمد" أحد كبار السن في المدينة أضاف: «تربة وطبيعة "حوران" المعطاءة الخصبة أهلتها لإنتاج العديد من الأكلات التي تعتمد ما تنتجه الأرض من خيرات، ومن هذه الأطباق المهمة "فطائر العكوب" التي يتعاون أفراد العائلة -وخاصة المتقدمات في السن- بإعداد العجين وتخميره وتجهيز هذه الأكلة الشهية بعد إعداد النار وتجهيز الحطب، وتقدم الأكلة بعد نضجها ودهنها بزيت الزيتون مع اللبن لمن يرغب، أو مع الشاي في المساء».

السيد "محمد المحمد"

وعن طريقة تحضير أكلة الفطاير تقول السيدة "نصرة المحمود": «تقوم النسوة في البداية بخلط الطحين مع الخميرة والملح، ويعجن قبل موعد الخبز بساعتين حتى يخمر العجين، ثم نفرم "العكوب" بشكل ناعم، ونضعه على النار مع الزيت لقليه، ثم يوضع عليه البصل والملح والفلفل حتى النضج، وبعد ذلك نقطع العجين إلى قطع مناسبة دائرية بحجم الفطيرة، أو حسب رغبة السيدة التي تقوم بتحضيره، ويرقّ جيداً ونضع المقدار المناسب من "العكوب" الجاهز، ثم نضع فوقها طبقة ثانية من العجين، ثم نضعها في الفرن أو على الصاج، وبعد أن تنضج ندهنها بالسمن البلدي أو بزيت الزيتون».

ثمار العكوب