"الجعاجيل" أو "الكعاكيل" كما يسميها البعض، والتي يجمع أهالي "حوران" على تصنيفها بين أفضل الأكلات التي توارثوها عبر الأجيال، حيث دأبت النساء على تحضيرها خاصة في أيام الشتاء الباردة، حيث لا ينافسها في البرد أية أكلة أخرى.

أكلة حورانية بامتياز، وعنها تحدث الباحث في التراث "محمد فتحي المقداد" لمدونة وطن "eSyria" التي التقته بتاريخ 16/3/2013 بالقول: «تعد الكعاكيل من أهم الأكلات الشعبية التي تشتهر بها مناطق حوران، وهي غنية بالمواد الغذائية والبروتين وغيرها، فجميع مكوناتها كلها عبارة عن خيرات تجود بها أرض المحافظة، وقد دأبت النساء على تحضيرها خاصة في أيام الشتاء البارد، حيث يجمع السكان على تفضيلها في مثل هذه الأوقات لذلك ارتبط اسمها أحياناً بالشتاء».

تعد الكعاكيل من أهم الأكلات الشعبية التي تشتهر بها مناطق حوران، وهي غنية بالمواد الغذائية والبروتين وغيرها، فجميع مكوناتها كلها عبارة عن خيرات تجود بها أرض المحافظة، وقد دأبت النساء على تحضيرها خاصة في أيام الشتاء البارد، حيث يجمع السكان على تفضيلها في مثل هذه الأوقات لذلك ارتبط اسمها أحياناً بالشتاء

الحاجة "سكرة العواد" تحدثت عن الأكلة بالقول: «ما زالت هذه الأكلة الشهيرة في حوران تطبخ منذ فترات طويلة، وتطلب بكثرة من أهالي وسكان حوران المتقدمين بالسن كالشيوخ والعجائز وأبناء الجيل الجديد وخاصة عند اجتماع أفراد العائلة من أبناء وبنات وأحفاد في المناسبات المختلفة والأعياد والأفراح، وحافظوا على تحضيرها وفق الطريقة القديمة، التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالإنتاج الزراعي وعمليات الزراعة، ولاسيما في فترة الشتاء بعد ظهور نبات الجعدة التي تنتشر في الأودية والأماكن الوعرة في المحافظة، وخصوصاً في منطقة وادي اليرموك ومناطق "زيزون وتل شهاب والعجمي"».

اكلة شتوية

وتقول الحاجة "فاطمة الصبيح": «تعتبر من الأكلات الشهية والتي لها قيمة غذائية وذات تكاليف قليلة، تتجسد بسبب معانيها الكبيرة في إكرام الضيف والاهتمام به، فهي من أهم الأكلات الشعبية في حوران على الإطلاق، ويتم تناولها والإقبال عليها بكثرة في فترة الشتاء، لذلك تعتبر تراثاً مميزاً لأهل المنطقة توارثتها النساء من الأمهات والجدات، وهي من الأكلات المهمة التي تخلق جواً اجتماعياً وألفة أسرية بين العائلات التي تعبر عن الطبيعة الطيبة والبسيطة لأهالي حوران المجبولة والمشهورة بالضيافة والكرم وحب تقديم الواجب لكل زائر وضيف».

أما عن طريقة إعداد هذه الأكلة الشتوية ومكوناتها، فتشير السيدة "حمدى المصطفى" وهي في العقد السابع من عمرها: «الكعاكيل تدخل في مكوناتها الرئيسية "الجعدة"، وهي عبارة عن عشبة تنبت تلقائياً في سفوح الجبال، تغلى بالماء وتعصر حتى تصبح خالية من الطعم المر، ومن ثم تقطع ويضاف إليها البصل والبيض والزيت والطحين والملح، وتدعك جيداً لتصبح ذات قوام متماسك، بحيث تصنع منها كرات صغيرة تدعى "جعاجيل" أو "كعاكيل".

الجعدة اهم مكونات الجعاجيل

يتم تحضيرها براحة اليد بالتزامن مع تجهيز اللبن المغلي أو الجميد المستخرج من لبن الأغنام أو الأبقار مع العدس المسلوق، يوضع المزيجان في إناء واحد كتل "الكعاكيل" مع اللبن المغلي، ويوضع إناء آخر فيه كمية إضافية من اللبن أو الجميد حسب الرغبة، يحرك اللبن و"الكعكلة "الجعجلة" بهدوء حتى تطوش على وجه اللبن، ثم يترك مدة 10 دقائق مع التحريك بعد ذلك تكون "الجعاجيل" جاهزة لتقديمها كوجبة مهمة على الغداء».

السيدة فاطمة الصبيح