يعتبر من أهم حافظات الخبز الخشبية، فهو أحد مفردات التراث التقليدي الحوراني الذي لا يكاد يخلو أي منزل في حوران منه لحفظ خبز التنور فيه.

مدونة وطن eSyria التقت بتاريخ 4/3/2013 الباحث في التراث السيد "نضال شرف" الذي تحدث بالقول: «تجمع بين أهالي وسكان حوران علاقة وطيدة، فهم يستخدمون العديد من الأدوات التراثية القديمة ومنها حافظات الخبز الخشبية التي تذكرهم بتراثهم وفلكلورهم القديم وتذكرهم برائحة التنور ورائحة الأجداد، حيث كانت حافظة الخبز المخمر قديماً يشكل أحد المواد الرئيسية في المنزل الحوراني، ولا يكاد يخلو أي منزل من وجوده، ولذلك نشطت صناعته في المحافظة عبر صناعيين، ويصنف ضمن الصناعات التقليدية اليدوية.

حافظات الخبز أو الدفال أو المخمر هي إحدى مفردات التراث التقليدي، وهي مهنة كغيرها من المهن اليدوية تحاول الصمود والبقاء في ظل التمدن والتطور، تفنن صانعوها في دقتها وزخرفتها وتعددت أحجامها وأشكالها، بحيث تحفظ الطعام والمؤونة بداخلها وحمايتها من نور الشمس والحشرات، وكانت تستخدم في صناعة المخمر مسامير خشبية حيث لم تعرف آنذاك مسامير المعدن

والمخمر يستعمل إضافة لحفظ الخبز في تحويل الحليب بعد ترويبه إلى لبن، وكان يصنع لحافظة الخبز أيادي جانبية تربط بخيط أو "مرس" رفيع وتعلق في السقف بجسر المنزل لكيلا تصلها الحشرات والفئران والقطط، وأيضاً كان يحفظ الخبز بشال بعد لفه على الخبز أو بقطعة من القماش، أو كبتية وهي طاقة توضع في المنزل ويوضع الخبز فيها، وبعدما أصبح هناك تطور أصبحت توضع في منسفة من القش أو القبعة وهي تصغير للممهاقة وهي شبيهة بالسلة، بعدها تطورت لتصبح قطعة قماشية ثم من البلاستيك».

حافظات خشبية

ويقول الباحث في التراث "محمد فتحي المقداد": «حافظات الخبز أو الدفال أو المخمر هي إحدى مفردات التراث التقليدي، وهي مهنة كغيرها من المهن اليدوية تحاول الصمود والبقاء في ظل التمدن والتطور، تفنن صانعوها في دقتها وزخرفتها وتعددت أحجامها وأشكالها، بحيث تحفظ الطعام والمؤونة بداخلها وحمايتها من نور الشمس والحشرات، وكانت تستخدم في صناعة المخمر مسامير خشبية حيث لم تعرف آنذاك مسامير المعدن».

كان يطلق البعض على حافظات الخبز الخشبية أو القماشية "الدفال"، وهنا أشارت الحاجة "وسمية المصطفى": «"الدفال" حافظة الخبز القديمة، كانت تصنع من قماش أبيض من الداخل ومن الخارج أي نوع من القماش أو أي لون ويخاط على وجهين، ويوضع فيه خبز الصاج، وبعدها اصبح نوعاً من البلاستيك أو قطعة قماش تكون دائرية الشكل لها سحاب وتكون مبطنة من الداخل، ولا يزال أبناء الريف في معظم مناطق حوران يستخدمون الدفال التي تستخدم لتخزين الخبز بمختلف أنواعه، ومنها خبز التنور والشراك خبز الصاج وخبز الطراميز، ولا تزال تشترى إلى اليوم وخاصة في الريف لكونها تحفظ الخبز وتجعله طرياً أكثر من الثلاجة وتكسب الخبز نكهة وطعماً مميزاً».

الحاج "محمد المحمد"

وعن صناعة الدفال أو المخامر الخشبية وشكلها يقول الحاج "محمد المحمد" من سكان مدينة "درعا": «صناعة حافظات الخبز تعتمد على الخشب الطبيعي، ومنه خشب الشوح والبلوط أو السنديان، أو حسب البيئة التي يتواجد فيها الخشب، وأهم الأمكنة التي يستخدم منها الخشب "وادي اليرموك وبير عجم وبريقة وجبل العرب"، ويجب أن يكون نوع الخشب خاصاً لا يكون فيه الزيت الذي يساعد على نمو الفطريات، وبعد تقطيعه ودهنه يتم صناعته على شكل دائري أو بشكل مربع، ويكون بحجم رغيف الخبز.

وله استعمالات أخرى كوضع اللبن ليستطيع حفظه وقطع الرطوبة عنه، ومن أهم ميزات حافظات الخبز الخشبية أن يكون مدوراً على شكل رغيف الخبز، ويصنع البرواز الأمامي للمخمر وإطاره من خشب الجوز لأنه يعطي طراوة ويساعد على اللف بشكل دائري، أما غطاء وقاع المخمر فيكونان عادة من خشب الشوح لكونه قابلاً للامتصاص، وتكون في فصل الصيف درجة الحرارة منخفضة للحفاظ على البرودة».

حافظة قماشية