فطائر الكشك من الأطعمة الشعبية والمحببة على نطاق واسع في "حوران"، وتعتبر من أقدم وأشهر الأطباق الشعبية التي اشتهرت بها.

السيد "هشام حرفوش" أحد المهتمين بالتراث قال لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 26/2/2013: «تشتهر محافظة "درعا" بالعديد من الأكلات الشعبية، والتي لا تزال محافظة على وجودها بشكل كبير بين أبنائها، بل أصبحوا يتفننون بصنعها. والفطائر من أهم هذه الأكلات الشعبية المعروفة في المدينة وريفها بشكل خاص، ولها طقوس اجتماعية خاصة، حيث تجتمع نساء الحي ويقمن بمساعدة بعضهن بعضاً، فإعدادها يتم في جو تسوده المحبة والتعاون في غرفة صغيرة يطلق عليها غرفة المؤونة والتي يتواجد فيها غالباً الفرن لشي الفطائر، حيث يقمن بتحضيرها وصنعها بأشكال وأحجام متعددة تقررها سيدة المنزل».

لا تزال ربات المنازل في قرى حوران يخبئن بعض الطحين لإعداد الخبز والفطائر المحشوة بالكشك وغيرها من المعجنات على أفران وطوابين التدفئة العاملة على الحطب، فهي تستعمل كطبق رئيسي تتفنن سيدات القرية بتحضيره في مناسبات عديدة، لأنها غير مرتبطة بتاريخ معين أو عيد، وهذا الطبق ارتبط بتراث المحافظة منذ القديم وخاصة في الريف الحوراني عند استقبال الضيف

الكشك يشكل المادة الرئيسية وهنا يقول الباحث في التراث "محمد فتحي المقداد": «المادة الرئيسية في صناعة الفطائر هي الكشك, وهو عبارة عن برغل مسلوق يوضع فوقه اللبن الرائب لعدة أيام حتى يمتزج ويتشرب اللبن ويملح بشكل جيد, وبعد ذلك يجعل على شكل أقراص أو كتل صغيرة, ويجعل تحت الشمس حتى يجف لعدة أيام, بعد ذلك يفرك حتى يكون قطعاً صغيرة بحجم حبة الحمص, وعندما يريدون صنع الفطائر ينقع في الليل بالماء حتى الصباح ويفرم معه البصل والبندورة، ومن ثم تخبز وبعد ذلك يدهن وجهها بالسمن العربي أو زيت الزيتون البلدي».

عجينة الفطائر

ويقول الحاج "حسين الشمري" عن أكلة الفطائر بالكشك: «لا تزال ربات المنازل في قرى حوران يخبئن بعض الطحين لإعداد الخبز والفطائر المحشوة بالكشك وغيرها من المعجنات على أفران وطوابين التدفئة العاملة على الحطب، فهي تستعمل كطبق رئيسي تتفنن سيدات القرية بتحضيره في مناسبات عديدة، لأنها غير مرتبطة بتاريخ معين أو عيد، وهذا الطبق ارتبط بتراث المحافظة منذ القديم وخاصة في الريف الحوراني عند استقبال الضيف».

وعن كيفية تحضير فطائر الكشك تقول الحاجة "فاطمة الصبيح": «يتم عجن كمية من دقيق القمح في وعاء معدني، ويوضع بالقرب من مكان دافئ لكي يلين، ثم تخلط هذه الكميات وتوضع على رقائق العجين التي تقطع دائرياً بواسطة صحن مستدير بقطر 10 سنتمترات تقريباً، ويصار إلى لفها لتأخذ شكل المثلث أو الشكل الدائري، ويوضع الكشك الذي نقع في الليل عبر كرات الكشك حتى الصباح، ولحين يصبح مثل الجبنة الطرية ضمن رقائق العجين، وتوضع في وعاء معدني داخل الفرن حتى يصبح فيها لون المكونات مائلاً إلى الاحمرار، بعدها تخرج من الفرن وتدهن بزيت الزيتون الأصلي وتصبح جاهزة للطعام».

الحاجة فاطمة الصبيح

يشار إلى أن مادة الكشك ذات فوائد صحية كثيرة فالبرغل فيها يلعب دوراً كبيراً في الوقاية من سرطان القولون وسرطان الثدي وكذلك مرض الداء السكري. كما يساعد في علاج أنواع من مشكلات الهضم وبالأخص الإمساك، وذلك يعود إلى غنى البرغل بالألياف. أما اللبن فيساعد في علاج بعض التهابات القناة الهضمية، كما انه يساعد على إيقاف الإسهال الذي ينتج عن العلاج ببعض أنواع المضادات الحيوية.

فطائر جاهزة