يستعين الفلاحون في حوران بحاضنة كبيرة مصنوعة من الطين تسمى "الكوارة" حيث يتم تخزين محصول القمح فيها، لأنها الركن الأساسي للمونة، وصومعة أهل القرية التي تجدد في كل موسم حصاد.

مدونة وطن "eSyria" التقت الباحث في التراث "نضال شرف" بتاريخ 22/2/2013 فقال: «تعد "الكواير" مخازن الحبوب وخاصة الاقماح، فكانت المستودع الأساسي في المنزل، وكانت تصنع ضمن بيت مخازن الاقماح أو مخازن البيوت، وهي تصنع من الطين والخشب للحفاظ على القمح من الرطوبة وعوامل الطبيعة، وكانت ذات أحجام مختلفة وتتسع لكميات كبيرة من القمح تصل إلى 50 مدّاً من القمح، وكل مد حوالي 20 كغ أي ما يقارب الطن، وأصغر كوارة تتسع طناً، وأكبر كوارة تتسع إلى 3 أطنان من القمح، وكانت تصنف إلى ثلاثة أصناف، واحدة من أجل الاستهلاك المنزلي، والثانية من أجل أن تكون مخزن بذار للسنة القادمة، والثالثة هي الفائض المراد بيعه لمن لا يريد أن يبيع في الموسم، وينطبق عليه المثل القائل "خلي القمح بكوايره لتجي أسعاره"».

"الكواير" هي مفرد "كوارة", وهي حاضنة كبيرة مصنوعة من الطين بشكل مستطيل ترتفع للأعلى لها فتحة من الأعلى وفتحة من الأسفل ينزل منها القمح بمجرد فتحها. والغرفة التي تكون بها الكوارة والتي يخزن فيها القمح وباقي أنواع الحبوب تسمى بيت "الخَرِج أو المونة"، وعندما تحتاج الأسرة للطحين يفتحون باب الكوارة ويستخرجون حاجتهم ويعبئونها في أكياس القنب والخيش، ويأخذونها على ظهر الحمير للمطحنة التي كانت تدار بالرحى قبل ظهور محركات الديزل

الكواير حاضنة كبيرة مصنوعة من الطين بشكل مستطيل وهنا يتابع الباحث في التراث "محمد فتحي المقداد": «"الكواير" هي مفرد "كوارة", وهي حاضنة كبيرة مصنوعة من الطين بشكل مستطيل ترتفع للأعلى لها فتحة من الأعلى وفتحة من الأسفل ينزل منها القمح بمجرد فتحها. والغرفة التي تكون بها الكوارة والتي يخزن فيها القمح وباقي أنواع الحبوب تسمى بيت "الخَرِج أو المونة"، وعندما تحتاج الأسرة للطحين يفتحون باب الكوارة ويستخرجون حاجتهم ويعبئونها في أكياس القنب والخيش، ويأخذونها على ظهر الحمير للمطحنة التي كانت تدار بالرحى قبل ظهور محركات الديزل».

الباحث نضال شرف

وعلى الرغم من تغير نظام البيت الحوراني لا تزال الكوارة موجودة وهنا يقول السيد "هشام حرفوش" أحد المهتمين بالتراث الحوراني: «لا تزال الكوارة موجودة في بعض المنازل القديمة على الرغم من تغير نظام البيت الحوراني وطبيعة الحياة، حيث يقوم الرجال المتقدمون بالسن بعد انتهاء النساء من عملية غربلة القمح بوضع القمح والشعير في "الكوارة"، وتعتز المرأة وصاحب المنزل بتوفيره وتحضيره في المؤونة، حيث من المعيب والعار أن يعمد أهل البيت إلى شراء الخبز من الفرن، لذلك فقد كانوا يجمعون المؤونة لتجنب ما يجري بغيرهم، وكان الخبز المعد في المنازل الصاج "الشراك"، أو التنور أو القراص أكثر جودة ونظافة من خبز الفرن».

وعن كيفية صناعة الكوارة يقول الحاج "محمد المحمد": «كنا نقوم ببناء الكوارة سابقاً في معظم منازل الفلاحين في قرى حوران من الطين الذي يجبل من الماء والتراب والزبل والمقاش، وبعد الانتهاء من عملية جبله وتحضير الطين، وحين يكون في مرحلة "طرياً" ليستطيع البنّاء تحريكه كما يريد، نقوم ببناء الكوارة بزاوية الحجرة المخصصة للمؤونة بارتفاع قاعدتها حوالي 25 سم إلى 45 سم، وتكون بشكل دائري أو مستطيل لها فتحتان علوية لصب القمح وتخزينه، وسفلية عند قاعدتها لتستطيع المرأة إخراج القمح أو الطحين واستعماله في الخبز أو الفطاير أو لاستخدام الطعام».

كواير القمح

وتقول الحاجة "فهيدة المطلق": «منذ انطلاق موسم الحصاد يتم تحضير وتجهيز الكوارة، حيث تعم البهجة والسرور أفراد الأسرة عندما يصل القمح من البيادر إلى المنزل، حينها تشعر ربة المنزل بالأمان لان كل شخص لا يستطيع أو يحضر القمح ويخزنه في الكوارة يعتبر قليل الهمة ولا يحترمه أفراد القرية، فتقوم النساء بإحضار الطاحونة أو الجاروشة وتدق وتجرش القمح لتخزينه، وتقوم بعدها بغربلته بعد وضعه في غربال مناسب ويتم تحريكه فيسقط التراب والحجر والقمح المتكسر، وهذه البواقي تصبح في الأغلب غذاء للدجاج، أما القش فيتم إزالته باليد».

من انواع الكواير