اتقن المواطن الحوراني جمع المياه وتخزينها منذ عشرات القرون معتمداً على طبيعة سهل حوران التي تحتوي على عدد كبير من السدود الطبيعية وخزانات المياه الجوفية، ما ساعد على ازدهار السهل زراعياً واقتصادياً.

هذا الأمر انعكس ايجابياً مع الوقت على أهالي حوران، حيث أصبحوا يعيشون في مناطق غنية بالسدود والخزانات الأرضية المغطاة بالقناطر لمنع التبخر، بعد أن استطاعوا تحويل المياه إليها بواسطة أقنية حجرية تجمع المياه من السفوح الجبلية المجاورة أو تجر المياه من مناطق تجمعها إلى مناطق الإستعمال.

يعرف نظام الحصاد المائي المبسط بأنه عملية جمع وتركيز مياه الجريان السطحي الناجمة عن الهطولات المطرية للاستخدامات المختلفة، وذلك من خلال مروره بمراحل المسقط المائي ومنطقة الجريان ومنطقة التخزين للاستعمال

السيد الآثاري "ياسر أبو نقطة" تحدث لمدونة وطن eSyria التي التقته بتاريخ 13/1/2013 مشيراً بالقول: «تشتهر بادية درعا بالسدود السطحية مثل سدة بلي الشرقية والآبار الرومانية الموزعة في البادية والسهول وسفوح الجبال المحيطة مثل "بئر الظواهرة، جب عبيد، بئر الشواحنة، بئر نافعة، بئر الحمود، بئر الجسيم، بئر خربة بلي، بئر البصرة"، وقد سميت هذه الآبار باسم العشائر التي كانت تقطن مع أغنامها في البادية حيث يتم جمع مياه الأمطار شتاءً والاستفادة منها في أوقات الجفاف صيفاً».

السيد ياسر أبو نقطة

وعن أهمية الحصاد المائي قال المهندس "محمود الكعر" مدير الموارد المائية: «يهدف الحفاظ على المياه وحصادها إلى الاستفادة منها بالشكل الأمثل سواء بإقامة الحفر التخزينية أو إعادة تأهيل الآبار الرومانية القديمة أو ترميم السدات والسدود، وكذلك يفيد حصر الفيضانات المعروفة ب"المطخ" في سقاية الحيوانات والنباتات الرعوية وإعادة الحياة البرية وإيجاد التنوع الحيوي بالبادية من نباتات وحيوانات، وقد حجزت المياه على مساحة تقدر بحوالي /5100/ دونم في أربع مواقع هي: مطخ الطماسيات ومطخ خيطين ومطخ بلي الغربي وسدة بلي الشرقية».

المهندس "مفيد الفقيه" مدير فرع هيئة تنمية البادية في "درعا" ذكر: «تبلغ مساحة بادية درعا حوالي /80/ ألف دونم، تشكل نسبة 2% من مساحة المحافظة 78% من إجمالي مساحة البادية بالقطر، وتقع في منطقتين عقاريتين هما: بلي والشقرانية، ومعدل الأمطار فيها وسطياً /120_200/ مم وهي منطقة استقرار خامسة».

المهندس محمود الكعر

يتابع: «يعرف نظام الحصاد المائي المبسط بأنه عملية جمع وتركيز مياه الجريان السطحي الناجمة عن الهطولات المطرية للاستخدامات المختلفة، وذلك من خلال مروره بمراحل المسقط المائي ومنطقة الجريان ومنطقة التخزين للاستعمال».

وعن أهم التقنيات القديمة المستخدمة في الحصاد المائي أضاف: «السدات الحجرية ويتم منها نشر مياه الجريان السطحي بالحواف الحجرية المتعامدة على الميول المتوسطة، وحفر الآبار المعروفة باسم "الجب" وتكون في أسفل مناطق الميول وقد يطوى بالحجارة إذا كان المكلس رخواً، أو يبقى محفوراً بالكلس إذا كان الكلس قوياً».

المهندس مفيد الفقيه

وأشار "الفقيه" لأهمية التضاريس في الحصاد المائي بقوله: «هناك مجموعة تلال ووديان ببادية درعا منها: تلال الشقرانية وتل السخين ووادي تل السخين وتلال أبو ملعقة وتلال بلي وتل جب عبيد، وينتقل الحصاد المائي فيها منذ القديم وتعتبر هذه التلال المحيطة بالبادية ذات ميول متوسط وكبير أحياناً.

وتربتها تصنف إلى ثلاثة أنواع: الأرض المستوية ونسبتها 70% وهي ذات تربة عميقة منشؤها بازلتي وذات قوام طيني ناعم، كذلك هناك تربة التلال والهضاب والمرتفعات ونسبتها 10% وهي سطحية قليلة العمق وذات منشأ بازلتي، وأخيراً الأراضي الوعرة ونسبتها 20% تكون تربتها صفراء كلسية قليلة الخصوبة».