تبدأ عملية حصاد القمح في منتصف الصيف حين يصفرّ كامل النبتة وعندما يصبح القمح الحوراني كالذهب المتلألئ الذي تتباهى به العروس الجميلة, وتمتد فترات الحصاد غالباً إلى بداية تشرين، وقيل قديماً "حوران أهراءات روما". أي خزان ومستودع الغذاء, لما تختزن فيها من الخيرات ومنها القمح الحوراني والخصب والنماء.

وعن طقوس موسم القمح في حوران تحدث لمدونة وطن eSyria بتاريخ 14/9/2012 الباحث في التراث "محمد فتحي المقداد" وهنا يقول: «يتأخر حصاد القمح إلى منتصف الصيف حتى يصفر كامل النبتة، ويتم الحصاد عند طور النضج التام الذي تتميز فيه النباتات باللون الذهبي مع وصول الحبوب إلى أقصى حجم وصلابة ما يجعلها أكثر سهولة لفرط السنابل. وعموماً تنضج نباتات القمح بعد 160 إلى 180 يوماً من الزراعة ويتوقف ذلك على المنطقة والصنف وموعد الزراعة وخصوبة الأرض وغير ذلك من العوامل».

يتأخر حصاد القمح إلى منتصف الصيف حتى يصفر كامل النبتة، ويتم الحصاد عند طور النضج التام الذي تتميز فيه النباتات باللون الذهبي مع وصول الحبوب إلى أقصى حجم وصلابة ما يجعلها أكثر سهولة لفرط السنابل. وعموماً تنضج نباتات القمح بعد 160 إلى 180 يوماً من الزراعة ويتوقف ذلك على المنطقة والصنف وموعد الزراعة وخصوبة الأرض وغير ذلك من العوامل

ثم تابع: «وتمتد فترات الحصاد كثيراً إلى بداية تشارين, وذلك في سني الخير، والبيادر هي الميدان الثاني بعد الحقول والأراضي التي تستهلك كثيراً من الجهد لاستخراج حبة القمح، وكان الفلاّحون يبيعون قسماً من إنتاجهم للتجار لسداد حاجياتهم المعيشية، ويحتفظون بحاجتهم للمونة لتكفيهم أيام السنة حتى يحين الموسم الجديد، والذي يهمنا هنا هو القمح المعدّ للأكل والطعام، والإنسان الحوراني كان قد عرف زراعة القمح منذ آلاف السنين وقبل غيره من الشعوب، وبداية زراعة القمح الأولى كانت في منطقة "حوران" وتحديداً حول روافد نهر "اليرموك، والزيدي، والهرير، والعلان"، بالإضافة لمدينة "عشترة" الأثرية في "حوران" كانت مصدرا لهذه الزراعة، وتكريماً لهذه المدينة عبد كنعانيو الداخل الآلهة "عشتروت" إلهة الخصب والخير».

تحضير السليقة

وأضاف:« هناك أربعة مراحل للنضج هي "طور النضج اللبني" وتتميز النباتات في هذا الطور باصفرار الأوراق السفلية مع إبقاء الأوراق العليا خضراء وتلوين الحبوب بلون أخضر، وامتلاء الحبوب بعصير مائي به كثير من حبيبات النشا مع سيلان عصير مائي من الحبوب عند الضغط عليها. ثم "طور النضج الأصفر" وتتميز النباتات فيه باصفرار الأوراق والسنابل والحبوب، وبامتلاء الحبوب بمحتوى عجيني لين وبقوام طري للحبوب. الطور الثالث هو "طور النضج التام" حيث تتميز النباتات في هذا الطور بلونها الذهبي ووصول الحبوب إلى أقصى حجم مع ازدياد صلابة الحبوب وسهولة انفصالها. ثم أخيراً "طور النضج الميت" وتتميز النباتات في هذا الطور بانطفاء لون القش وجفاف السوق وسهولة كسر السنابل».

في الصيف حيث الدفء والشمس تقوم النساء بعملية تصويل القمح وهنا يقول السيد "إبراهيم الشعابين": «غالباً تقوم النساء في الصيف بعملية "الصويل"، أي تنقية القمح من الشوائب بواسطة المياه، وهذه العملية تحتاج للفزعة والمعونة من الأهل والجيران والأقارب، وبعد هذه العملية ينشر القمح المصوّل على أسطح المنازل المجبوسة بالطين الأحمر وذلك من أجل تجفيف القمح للحفاظ عليه خوفاً من فساده في فترة التخزين في "الكواير" (مفردها "كوارة") وهي حاضنة كبيرة مصنوعة من الطين بشكل مستطيل ترتفع للأعلى لها فتحة من الأعلى وفتحة من الأسفل كي ينزل منها القمح بمجرد فتحها».

السيدة سكره العواد

بعد مرحلة "الصويل" تأتي مرحلة "السرب" وهنا تحدثنا السيدة "سكره العواد" عن هذه المرحلة بالقول: «بعد تنزيل "الصويل" عن الأسطح تأتي مرحلة "السرّب" وهو التنظيف بواسطة اليد وهي عملية متعبة ومضنية لأنها بحاجة للجلوس الطويل ولعدة أيام. والغرفة التي تكون بها الكوارة, ويخزن بها القمح وباقي الحبوب تسمى "بيت الخرِج أو المونة". وعندما يحتاجون للطحين يفتحون باب "الكوارة" ويستخرجون حاجتهم من القمح ويعبئونها في أكياس القنب والخيش ويأخذونها على ظهر الحمير للمطحنة التي كانت تدار بالرحى قبل ظهور محركات الديزل».

تحضير القمح للصويل