تشكل الألعاب الشعبية أحد أهم عناصر التراث الشعبي في "حوران" وجزءاً مهماً من الذاكرة لأي مجتمع، فهي نتاج للتكوين الثقافي والحضاري، وانعكاس للبيئة الطبيعية والجو الاجتماعي السائد.

وتؤدي الألعاب الشعبية دوراً هاماً في تأطير الموروث الشعبي المرتبط بالحركة والإيقاع والأناشيد والأغاني الشعبية. كما تساعد على انتقال العادات والتقاليد والمعارف بصورة طبيعية وتلقائية من جيل إلى آخر، مكونة بذلك ثقافة شعبية غنية بالمعاني والعبر والمدلولات الإنسانية والاجتماعية، التي تؤكد أهمية الانتماء إلى الجماعة والارتباط الجذري بالأرض والوطن.

تعد الألعاب الشعبية شكلاً من أشكال التسلية التي مارستها الشعوب للترويح عن النفس وهي عادة ما تعبر عن الشعب وعاداته وتقاليده وبيئته ومحيطه ونمط حياته، وقد مارس الناس هذه الألعاب لتنشيط الجسم وبنائه وتنمية المواهب وتهذيب النفس وتعزيز العمل الجماعي

وعلى مدى سنوات طوال عرف المجتمع الحوراني في محافظة "درعا" أنواعاً عديدة من الألعاب الشعبية التي تختلف من حيث الشكل والمضمون وطريقة الأداء، وتمارس من قبل الكبار والصغار على حد سواء.

السيدة نبال الحمادي

السيدة "نبال الحمادي" مدرسة متقاعدة تعود بذاكرتها إلى الوراء في حديثها مع موقع eDaraa بتاريخ 18/12/2011 للحديث عن بعض "الألعاب الشعبية التراثية" الأكثر شيوعاً في حوران حيث بدأت حديثها بالقول: «البرسيس والحجلة والحبلة أسماء لألعاب شعبية كانت وما زالت متداولة بين أبناء حوران بعد أن تم تناقلها عبر الأجيال وعبر المحافظات.

فالبرسيس عبارة عن قطعة من القماش المطرز بخيوط ملونة تشكل مستطيلين متقاطعين كل منهما مقسم إلى خطوط طولية وأخرى عرضية، وأربعة حجارة صغيرة على هيئة أحصنة نحاسية وست صدفات، يرمي أحد اللاعبين في كل مرة الصدفات الست على قطعة القماش ويجمع ربحه وفق أسس ما تعتمد على شكل الصدفة مغلقة الوجه أو مفتوحة ليحرك أحصنته على القماش بانتظام وذلك وفق عدد خطوات محدد، ليكون الفائز من أدخل حجارته الأربعة في المطبخ أولاً أي وصل إلى النهاية قبل شريكه».

لعبة البرسيس

من جهته قال السيد "ابراهيم الشعابين" مدير الثقافة بدرعا سابقاً ومهتم بالتراث: «تعد الألعاب الشعبية شكلاً من أشكال التسلية التي مارستها الشعوب للترويح عن النفس وهي عادة ما تعبر عن الشعب وعاداته وتقاليده وبيئته ومحيطه ونمط حياته، وقد مارس الناس هذه الألعاب لتنشيط الجسم وبنائه وتنمية المواهب وتهذيب النفس وتعزيز العمل الجماعي».

وتابع "الشعابين": «كان اللاعب يستخدم في ألعابه ما توفره الطبيعة من مواد كالحجارة والأخشاب وقطع القماش يصنع منها أدوات يستخدمها في ألعابه ويبتكر أنظمة وقوانين تحكم أداء اللاعبين وتنظم لعبهم، كان من بين تلك الألعاب التي شاركت بها حوران معظم المحافظات السورية لعبة "المنقلة" و"البرديس" و"الخاتم والصينية" و"رن رن ياجرس" و"طاق طاق طاقية" و"الحجلة" و"الحبلة" و"الورق" و"بيت بيوت" و"الصياد" و"الغميضة".

السيد أحمدالمسالمة

وبالحديث عن لعبة "الصينية" يمكن القول بأنها لعبة قديمة جداً تلعب في ليالي الشتاء حصراً حيث ينقسم الرجال الموجودون في المضافة إلى فريقين ويأتون بصينية واسعة أو منسفة مصنوعة من القش بحجم الصينية قطرها /60/ سم تقريباً ويضعون عليها تسعة فناجين من فناجين القهوة المرة السليمة وخاتم من الفضة، تلعب "الصينية" بأن يختبئ رجل من الفريقين تحت عباءة ويضع تحت أحد الفناجين الموجودة على الصينية خاتماً فضياً ويقدم الصينية للفريق الخصم الذي يجب عليه معرفة الخاتم تحت أي واحد من الفناجين، ووفق قوانين اللعبة يحق للفريق الخصم فتح فنجانين فقط فإن عرف مكان الخاتم يأخذ الصينية وإذا لم يعرف تسجل أرقام للفريق الفائز بعدد الفناجين المتبقية حتى يصل الفريق الفائز إلى الرقم /301/، وعندما تنتهي اللعبة يقدم الفريق الخاسر الشرط المتفق عليه وهو غالباً ما يكون حلويات أو سكاكر، وهذه اللعبة تظهر قوة الفراسة والحدس والتخمين ويستغرق شوطها حوالي ست ساعات».

بدوره صنف السيد "أحمد المسالمة" الباحث في التراث الألعاب الشعبية حسب النوعية فقال: «تأخذ هذه الألعاب تصنيفات عدة منها ما هو حركي يعتمد على النشاط البدني كالحبلة والحجلة أو ذهني يعتمد على الارتباط بالعقل والذهن والتفكير وحتى سرعة البديهة كالمنقلة والغميضة، ومنها ما يعتمد على كليهما معاً كتلك الألعاب التي تتطلب استخدام أدوات كالصينية».